رسالة الأرض

عيسى محرم
عيسى محرم

رسالة الأرض  :
سلام على
التائهين،الضائعين،المشردين،اللاجئين سلام على كل من عاش يذكرني و شهيدا يحضنني و مقاتلا ينتظرني لاستقباله.
انا الأرض التي تتغنون بها أحبكم جميعا وكم مشتاقة اليكم، أنتظر بفارغ الصبر زيارتكم لي فأنا اعلم بأحوالكم الإقتصادية و السياسية والاجتماعية وتكالب الأمم عليكم .
فأنتم متفرقون و جميعكم يدعي محبتي ما بين فتحاوي، حمساوي،جهادي،يساري أو بين تيارات العلمانية،الديموقراطية، الإسلامية.
فأنتم مضحكون إلى حد البكاء حزنا و ألم سخرية هي أحوالكم وقد بعتموني بلا ثمن إلى  إحتلال بغيض ينهش بي و بكم ، وجودكم بيوتكم،بالمساجد،الكنائس،التاريخ و الحاضر هو جذوركم الباقية والممتدة لي أنا الأرض .
أما المستقبل فهو مدى بقائكم متمسكين بتلك الجذور التي لا تتقطع الا في أحوالكم المتفرقة، أحدكم يتحدث عن السلام و الاخر يبيع التحرر بالكلام جميعكم كاذبون و قد أعطيتم أبنائي وهم مصطنع لإبقاء حكم يقصي كل من يحبني و يهجر كل عاشق .
إلى قيادات الأحزاب و الحركات  انتم لستم أبنائي وإنما مغامرون في سبيل بقاء المصالح الشخصية ولكن سألفظكم كما سيفعل أبنائي، ألا ترون جدارا يأسرني،يفصل القرى و المدن ألا ترون حواجز الاحتلال تمزق كل من اراد وصالي  و أعمارهم تضيع انتظارا لفجر يتغير به الحال إلى الأمل .
هل أنا مجرد اتفاقيات ما بين 22% من فلسطين التاريخية أم دويلة غزية على اقل من 5% ؟   أو تظنون بأنني مجرد خارطة ورقية تمزقونها حسب المتاح و ما تلقف أياديكم .
أنا التاريخ منذ أجدداكم بني كنعان ، أنا أرض الديانات ، أنا من ازهقت الأرواح و سالت الدماء لتسقيني حب الحرية،انا جنة السماء .
فانتبهوا قبل فوات الأوان .
يحزنني أيضا روؤية أبنائي يفتقرون أدنى مقومات الحياة ،في القدس ترى كبارا و صغارا بلا مأوى لا يستطيعون الحياة او البناء  الا بشروط الاحتلال  يهربون منها لصعوبة الأحوال وضيق العيش أو يتذكرونني لأضمهم حضن ارتوى منه ، بينما انتم قيادات الوطن تمشون على أربع من السيارات الفارهة و القصور  الباهرة ، أرى انا أطفالي و أبنائي بوجوههم الشاحبة  التي تشبهني و عيونهم الحائرة المستديرة كقبة الأقصى تشع ألم و أمل و خيبة من افعالكم التي لا تبالي .
أما غزة حيث اللعنة تلاحق كل من يعيش عليها، أبنائي ما عادوا يطيقون الصبر  احوالا كارثية و لا حياة كالحياة في بيوتهم المدمرة بينما انتم قيادات الاحزاب و الحركات في بيوتكم المعمرة و أبنائكم في حسن الحال يلتهون، و أبنائي في فلسطين أصبحوا يتمنون الموت فرفع بعضم مشنقة ليتدل منها قبل أن يذل فيها أو هانت عليه نفسه فحرقها حتى يصبح رمادا يذكركم بي انا الأرض،أو مهاجرا يبحث عن الحياة و إما صابرا يتجرع العلقم والفساد الذي صنعتموه.
لقد فرقتم أبنائي في الشتات فأصبح الجميع يهجرني من الظلم و الحرمان و القهر و لأن سفهاء القوم أصبحوا حكام .
فأنتم من يجب أن يلام
و اني استعجب تلك اللغة العبرية الجديدة التي كثر الإستماع لها لغة عنيفة تحاول التسلل إلى كل شبر مني او اسمع بعض الكلمات الفارسية أو الخليجية المملوءة بطلاسم و بحة فيها شيء من الخسة بينما لم أعد اسمع إلى لغة أبنائي وان تحدثوا تكلموا في كلمات عن الهجرة و الغربة والصبر من القهر .
ما بكم تغيرت الاحوال و صار الشريف العزيز فيكم مهان،عن اي وطن تبحثون وانتم أسباب لتفكيك المجتمع و تبدد الأوطان و القضية أصبحت كقطعة ملابس على شرفات المجتمع الدولي،العربي أو من يدفع أكثر ليكون له نصيب في ادعاء البطولات على حسابي و حساب دماء أبنائي الشهداء و الصابرين.
أيها المسؤولين إن الأرض والشجر و البحر و البشر و حتى الرياح في البحر يلعنكم و كم أرغب في ان انشق لابتلعكم والفظكم على هيئة حشائش خضراء لعلي اجد فيكم ما ينفع الناس او تصبحون كنوع من العقاب لكم تحت حذاء طفل صغير مداس لراحة قدمه .
كل الحزن في عيون أبنائي سيتحول إلى غضب ك بركان ينفجر بحمم الصبر التي تأاكلتهم عليكم سأقول للأشجار ان تنصرهم و ترشدهم من خلفي حقير ظلمني،سرقني تعال فأدبه. سيأتي اليوم الذي لن يكون فارقا فيه الظالم مع المحتل المغتصب لكل ما هو متجذر بي انا الأرض فلسطين .
سأترك صوتي الحر ميراثا لأبنائي حتى يقوم فيهم من يصنع ثورة و يحررني فأنا بانتظاركم فهل تهيأتم و استعددتم لتغيير أحوالكم بأنفسكم بأيديكم أنتم أبنائي .

إنتفض
قبل انطفاء الشموع وإنهمار الدموع
وأشعل قلبك بركان من نيران و شجاعة
لتسير خلف سنن الثائرين ومن أنار للمستقبل شموع
إنتفض
ولا تعبد  المسؤول فهو أقل وضاعة
تكلم سرق قتل بإسم  الوطن وظلمه أكثر بشاعة
كن ثائرا،شاعرا كن أنت كما أنت وطن حتى قيام الساعة
إنتفض
ولا تلقي بالا للموت إن أردت الحياة للموت بكرامة
يا كتب التاريخ أذكري لهم أيات النصر الجامعة
للموت في شهادة والحياة في عدل والعفو عن إساءة
إنتفض
فالحياة كما هي في الشباب أو الكهالة
لا يبقى إلا ذكرى الثائرين كن للوطن كما للجسد مناعة
ان لم تنتفض فالموت لك ذل لأن تموت كهل في خرابة
ستكون غبارا يطير خلف أقدام زيف الساسة والقادة
إنتفض
واجعل من موتك حياة للأجيال القادمة
خجلي أن أسأل من طفل صغير ولا أجد أي إجابة

عيسى محرم

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن