رسوماته ستقوده الى العالمية رغم انه لا يخطو خطوة واحدة

معاق

غزة  / الوطن اليوم / أماني أبو عابد:

لم يكن يعلم الشاب محمد الدلو من سكان حي النصر إن محنته ستتحول إلى منحة ربانية ستقوده يوما ما إلى العالمية إذا تم دعمه ومساندته ومساعدته في نشرها كغيره من أصحاب المواهب الغزية التي برزت على الساحة حديثا حيث لدى محمد أنامل ذهبية تحول الأشكال والوجوه البشرية إلى أنمى عن طريق الرسم حيث كانت لديه موهبة الرسم منذ صغره منذ ان كان زملاؤه فى المدرسة يطلبون منه بإعداد رسومات يطلبها المدرسون منهم فكان محمد ينفذها بالإضافة إلى اهتمامه الشديد بدراسته للحصول على أعلى الدرجات حتى وصل للمرحلة الثانوية وحينها إصابته وعكة صحية شديدة جعلته طريح الفراش و المرض والإعاقة التي يعانى منها مسبقا.

حيث يعانى من ضمور فى العضلات وشلل كامل منذ صغره ولا يتحرك منه إلا يده فقط التي يرسم بها ويخط بها أملا بأبهى الصور محمد ذو العشرين عام صاحب الملامح الهادئة والعقل الرزين والإرادة القوية الصلبة لم يسمح لمحنته إن تؤثر عليه بل هو اثر عليها بطريقته الخاصة .

حيث بدأ يجمع أقلامه ودفاتره ويرسم بها كل ما تهيأت له الظروف وبدأ يتابع الرسومات وتعلم الفنون عن طريق مواقع الانترنت وصار يطور الخطوط ويكسب مهارات تزداد يوما بعد يوم حيث ما يميز رسوماته هي رسوم شكل الأنمي المعروفة مشيرا إلى أنها محببة لدى الجميع وخاصة الأطفال الذين يوجه لهم رسائل من خلالها بإعتبارهم جيل ناشىء وصاعد فرسم بقلم الرصاص من نوع 6B الاسكتش وورق المقوى فقط فأنتج رسومات للوطن والحب وللأسرى والوحدة الوطنية والأطفال ورسم شخصيات معروفة كغسان كنفانى ومحمود درويش ورسم الشهداء مثل أبو عمار و الرنتيسي وأم محمد فرحات ورسم وجوه أصدقائه ومحبيه وبدا يرسم صور لحيوانات ويبدع فيها رغم صعوبة خطوطها التي تتطلب مهارة عالية في الرسم ولم يتوانى محمد عن تجربة الريشة والألوان فى الرسم حيث أنتج رسومات رائعة ومبهرة رغم قلة عددها إلى انه استطاع أن يثبت جدارته ومقدرته على تقديم كل ما هو جديد .
ويتحدى الإعاقة بكافة أنماط الإبداع وبشجاعة مبهرة حتى إمتلأ بيته بالرسومات ويمتلك 800 لوحة إلى الآن ولكن من المؤسف انه لا يمتلك غرفة خاصة به لعرض رسوماته حيث ظرفه لا يسمح له بذلك .
ولم يتلقى أى أجر مادي على تلك الرسومات حيث لم يبيعها الى الىن فهي بمثابة الأبناء بالنسبة له ومتمسك بها جدا ويأمل ان يكون له في المستقبل معرض خاص به شارك محمد فى العديد فى المعارض المحلية آخرها معرض تابع لكلية العلوم التطبيقية وحصل على المركز الثاني إضافة الى فوزه فى العديد من المسابقات التى كانت تقام بينه وبين أصدقائه فقط والذين عن طريقهم وبدعمهم وتشجعيهم انضم لمجموعة مبادرون دوما حيث اقترحوا عليه انشاء صفحة على الفيس بوك لترويج رسوماته وإضهارها الى الناس وحصل خلال 5 شهور الى 2800 متابع ويأمل محمد ان تصل رسوماته للكل ويتم دعمه والوقوف بجانبه من قبل المؤسسات حيث لم يلقى رعاية وتبنى لرسوماته كما يجب ولم يتلقى اى فرصة لإبراز رسوماته فى عمل فنى متكامل كأن يرسم رسومات كرتونية لمجلة معينة او موقع الكترونى او ان يعد رسومات لمسلسل أطفال حيث تلقى وعود ولكن لم يلقى استجابة من اى طرف رغم إبداعه فى الرسومات المحببة والشهيرة .

وأضاف الى أن غزة بها مواهب كثيرة ولكن تضعفها وتقتلها بعدم الاهتمام بها ومساعدتها مضيفا انه يحلم بان يكون له مرسم خاص به ويأمل بأن ينفك الحصار عنها ويتمنى ان يسافر الى باريس لتعلم الفنون الجميلة ولأنها بلد تهتم بالفنانين والرسم
بشكل عام وشعلة الامل هذه لم ولن تغيب عن عيون محمد الذى يأمل لإيصال رسالة شعبه من خلال الرسم باعتباره شكل من اشكال المقاومة .
ويقضى محمد معظم اوقاته فى الرسم والقراءة حيث تستغرق منه رسم الصورة الواحد 6 ساعات متواصلة والنصف الآخر من يومه يقضيه بين صفحات الكتب حيث يستنشق رائحتها ويغذى فكره وعقله فمحمد قارىء جيد ويتابع عدد من الكتاب والشعراء منهم محمود درويش وتميم البرغوثى وإبراهيم نصر الله وأحلام مستغانمى وكريم الشاذلى وغيرهم من الكتاب المعاصرين والقدامى
والرسامين الذين يفظل رسوماتهم بيكاسو والألوان المفظلة لذى محمد هى البرتقالى والأخضر والأزرق والتى لم يستخدمها فى رسوماته الى نادرا حيث كل رسوماته اعتمدت على اللون الأبيض والأسود فقط وبالمستقل القريب ربما نرى محمد ينتج رسومات بكل الألوان رغم تفضيله لـ لونين فقط حيث قرر ان يبدع فى مجاله ويختص به حيث أصبحت لديه مهارة وخبرة وسرعة فى إنتاج الرسومات وكله تحت رعاية وتشجيع الأهل الذين لهم الدور الاكبر فى مساندته وخاصة أخته سارة ابنة ال16 عام والتى بدأت ترسم وتبدع هى أيضا فى مجال الرسم حيث تم اكتشاف موهبتها حديثاً أثناء مساعده محمد فى تظليل الرسوم فأصبح لديها حس فني بفضل محمد.
ومحمد رمز للصمود حيث قهر المستحيل وخرج بموهبته الى النور رغم انه لا يستطيع بجسده العاجز ان يخطو خطوة واحدة ولكن يده ستخطو به إلى العالمية من خلال الرسومات التى لم يعهدها سكان غزة ولم يحاول احد قبله رسمها والإبداع فيها فهل سنرى بيكاسو غزى من نوع آخر ان سيبقى مثل غيره ستسطع حولهم الأضواء الإعلامية لفترة تم تختفي وتدفن مواهبهم وكله بحجة الحصار.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن