رغم ارتفاع ثمنه.. إقبال على شراء أجهزة الانفرتر”

رغم ارتفاع ثمنه.. إقبال على شراء أجهزة الانفرتر

أكد عدد من أصحاب محلات بيع الأجهزة الكهربائية في قطاع غزة أن الإقبال على شراء جهاز الـ”إنفيرتر” أو ما يعرف باسم الـ”U.P.S”  ارتفع بشكل كبير وخاصة بعد ازدياد فترة انقطاع التيار الكهربائي عن القطاع.

وأوضح مواطنون أن ازدياد فترات انقطاع التيار الكهربائي على قطاع غزة، لم يأت له مثيل منذ عشرات السنوات، وهو ما دفعهم إلى البدء بشراء جهاز “الإنفيرتر” والذي يتناسب مع أوضاع الكهرباء المتأزمة.
أجهزة الطاقة الآمنة
ووجدت الكثير من العائلات في قطاع غزة نفسها مضطرة لشراء أجهزة موفرة ومحولة للطاقة “U.P.S”، من أجل تخفيف وقع أزمة الكهرباء المتفاقمة في ظل شح وقود البنزين وعدم توفر بدائل أخرى.
وقد تمكنت آلاف العائلات من إنارة منازلها وتشغيل أجهزة التلفاز خلال فترات انقطاع الكهرباء بعد شراء الأجهزة المذكورة، التي توصف محليا بـ “أجهزة الطاقة الآمنة”.

ولم يثن ارتفاع أسعار هذه الأجهزة والحاجة السنوية لاستبدال البطاريات غالبية أرباب الأسر عن شرائها، بعد أن أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة، لاسيما أن البدائل الرخيصة مثل الشموع ومصابيح الكيروسين خطرة وقد تكلف رب العائلة حياته أو حياة أبنائه.

ومن ناحيتها، أكدت المواطنة صابرين عبد الواحد أن انقطاع الكهرباء المستمر والمتزايد جعلها تفكر بشكل جدي بضرورة شراء جهاز “الانفيرتر” والتي كانت ترى أنها لا تحتاج إليه في وقت سابق.

وقالت: “أنا متزوجة منذ أربع سنوات ولم أحتج خلال السنوات الماضية إلى شراء جهاز الـ”UBS” بشكل ملح، ولكن مع فقدان الكهرباء لساعات طويلة والتي أصابت الجميع بالضجر تأكدت من ضرورة شراء ذلك الجهاز في أقرب وقت”.

وتابعت عبد الواحد:” أصبح وجود مثل هذه الأجهزة ضروري في أي بيت، رغم أزمة الكهرباء الشديدة وانقطاعها لساعات طويلة، إلا أن توفر هذه الأجهزة في البيت يمكن أن يوفر بعض الراحة والاستقرار والاطمئنان خاصة في المنزل الذي يتواجد فيه أطفال صغار”.

كلفته المرتفعة

أما المواطن نعيم الخزندار أكد أنه فعل ما فعله كثيرون غيره واشترى جهاز”U.P.S”، قبل مدة قصيرة ليتمكن من إنارة منزله، بعد أن فقد مولد الكهرباء جدواه.

وبين الخزندار أن توفير وقود البنزين للمولد أمر مرهق، كما أن تشغيله في حال توفر البنزين في بعض الأوقات يبدو أمراً صعباً خاصة في أوقات صلاة الفجر أو في ساعة متأخرة من الليل، ناهيك عن أخطاره الكبيرة.

وأوضح أنه شاهد هذا الجهاز في منزل شقيقة زوجته فاقتنع به وقرر شراءه وكذلك بطارية كبيرة، مؤكداً أنه بات يتمتع بطاقة آمنة لمدة تزيد على 12 ساعة متواصلة، يضمن خلالها تشغيل الإنارة وشحن بعض الأجهزة الخفيفة إضافة إلى التلفاز.

وأشار الخزندار إلى أنه اشترى الجهاز بالرغم من كلفته المرتفعة بهدف إراحة عائلته وتخفيف وقع استمرار انقطاع الكهرباء المتكرر والطويل عليهم.

وأكد أنه بالرغم من أن الجهاز المذكور لا يعتبر بديلاً عن الكهرباء العادية، كونه لا يستطيع تشغيل معظم الأجهزة الكهربائية مثل الثلاجة والفرن إلا أنه يسهم في تخفيف معاناة العائلات ويمنحها الحد الأدنى من مقومات الكهرباء الأساسية لاسيما الإنارة.

فصل الشتاء يشهد أعلى نسبة مبيعات

ومن ناحيته بين عبد الله أبو عيد (صاحب شركة للأجهزة الكهربائية) أن فصل الشتاء الحالي يشهد أعلى نسبة في مبيعات أجهزة “الانفيرتر” منذ عدة سنوات بالنسبة للشركة بأنواعه المختلفة.

وقال في حديث لــ “الوطن اليوم”: “بدأ المواطنون في شراء أجهزة الانفيرتر من مختلف الأنواع” ، مرجعاً السبب إلى انقطاع الكهرباء بشكل كبير ومذهل وزيادة عن طاقة المواطنون.

وأضاف أبو عيد: “مقارنة مع الأعوام السابقة لم نشهد إقبالاً مثل هذا على أجهزة الانفيرتر”، لافتاً إلى أن جميع أنواع الأجهزة موجودة ومتوفرة في قطاع غزة وبأسعار مختلفة بعضها مرتفع الثمن والبعض الآخر يتناسب مع مختلف أوضاع المواطنين.

وأكد أبو عيد أن مشكلة الكهرباء تبقى المشكلة الأكبر أمام جميع الأجهزة الكهربائية لاعتمادها بشدة عليها لتشغيلها، ولكن رغم ذلك يبقى هناك طلب عليها للاستفادة منها الساعات القليلة التي تتوفر فيها الكهرباء.

ارتفاع ثمنها نتيجة زيادة الطلب

من جهته، وافق معين عليوة (أحد العاملين في شركة للأجهزة الكهربائية) حديث سابقه في أن هذا العام هو من أكثر الأعوام التي يشهدها قطاع غزة في الطلب على أجهزة الانفيرتر على الرغم من ارتفاع سعره إلى حد ما عن الوقت السابق.

ولفت عليوة إلى أنه رغم توفر أجهزة “الانفيرتر” في السابق إلا أنها لم تكن تباع بهذا القدر، “إلا أننا في العام الحالي نشهد طلباً قوياً عليها يعوض نقص الطلب في الأعوام السابقة، منوهاً إلى أنه لا يزال هناك طلب متزايد فترة بعد أخرى وذلك بسبب سوء وضع الكهرباء وكونها أصبحت تنقطع بشكل مزمن”.

وأشار إلى أن أسعار أجهزة الانفيرتر تتراوح بين 1500 – 2000 شيكل، مشيراً إلى أنه في الوقت السابق كان يتراوح ثمن الجهاز ومستلزماته بين 1000 و1300 شيكل، ويتكون من جزأين متكاملين، الأول بطارية كبيرة قادرة على الاحتفاظ بالطاقة، والآخر جهاز ذو مهمتين، الأولى تعمل عند انقطاع التيار وتكمن في تحويل التيار الكهربائي الصادر عن البطارية من نظام “12 فولت” إلى نظام “220” فولت، قادر على تشغيل الأجهزة، أما المهمة الأخرى فتكمن في إعادة شحن البطارية بالكهرباء مجددا، حين يكون التيار موصولاً.

والأجهزة المذكورة في الغالب مستوردة من الصين، غير أن تهافت غالبية المواطنين على شرائها دفع شركات محلية للكهرباء إلى تصنيعها بجودة أفضل بكثير من المستوردة وبالأسعار نفسها تقريباً.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن