رغم الألم والجراح فنان يبتكر لونا جديدا

5

الوطن اليوم / نضال أبوشربي

على درج طينيتين مجسماتي منحوتة بطريقة فنية جميلة وراقية مصنوعة من الطين ،وبإمكانك أن تجد طريقك من خلال فنيات ورسومات الفنان إياد صباح في منزله في مدينة خانيونس ،ليسر نظر المشاهدين في قطاع غزة ،وهو يجسد عائلة في حي الشجاعية قامت بالنزوح والخروج خلال العدوان الصهيوني عليهم .
فن بشكل جديد ومميز، المجسمات الطينية التي قام بصُنعِها الفنان إياد صباح ابن مدينة خانيونس ليرسلَ رسالة للعالم أن هنا في قطاعِ غزة أشكال عدة من الفنون الرائعة التي قتَلَها ودفنَها الاحتلالُ الإسرائيلي.

وأكد” إياد صباح ” فنان تشكيلي وصاحب العمل الفني:العمل هو يرصد عائلة فلسطينية تعيش حالة النزوح والخروج من منازلهم بعد القصف والتدمير المستمر عليهم في حي الشجاعية ،وتم تحويل أشخاص إلي أشكال خارجية من الإمام إلي الخلف ،يشعر انه عمل منهوش مصور حالة انتهاك حالة الفلسطينيين من الداخل علي مستوى النفسي وحتى علي المستوى السياسي فيه نوع من الطعن من الخلف للشعب الفلسطيني في نهاية الحرب وما أدى إلى تدمير قطاع غزة.

خصوصية هذه الفنون أنها تخرج الفن من نرجسيته داخل وخارج الحي من خلال العرض النادر في غزة ،وتقدمه إلي جمهور أوسع في أماكن عامة وغير تقليدية ، وتقربه الناس العادية المنهكة بالهموم اليومية وخاصة بعد انتهاء الحرب علي غزة والغائبة عن الفعاليات الفنية ،تدهشهم وتستوقفهم لاكتشاف العمل سواء جماليا أو التخفيف عن معاناة الناس أو لاستقبال رسائل تربوية لفئات المجتمع المختلفة الذي يوحدها باستخدام الفضاء العام ،كما تساهم الإعمال في رفع درجة الوعي البصري بتذوق أعمال فنية تعرض لأول مرة في قطاع غزة وتساهم في ذات الوقت في زيادة درجة الوعي لديهم حول العديد من القضايا البيئية والطبيعية.
أما “شريف سرحان ” مصور فوتوغرافي :يرى أن العمل عبارة عن رجال ونساء وأطفال يعبرون عن حالة النزوح والخروج من المأزق الذي كانوا يعيشونه في حي الشجاعية ،الذي تم التصوير فيه العمل الفني يعكس رؤية الفنان وأيضا يعكس رؤية الكثير من الناس في المجتمع الفلسطيني علي الوضع اليومي الذي تعيشه غزة من أوقات حرجة ،والعمل هو تتويج أفكار فنانين يحاولون عكس الواقع الفلسطيني بشكل مختلف بعيد عن النمطية واللوحة والبوستر.

أسلوب صنعَهُ الفنان إياد بيدٍ غزيه ليجسد معاناة عائلة بأكملِها كانت تريد الخروجَ من منزلِها بحيِّ الشجاعية بعد الحرب التي اجتاحتْ قطاعَ غزة ولم ينسى أن العائلةَ التي جسدَها بفنِهِ هي رسالة للعالمِ أن غزة لا تزال تنزف الدماء .
يقدم من خلال أعماله التصويرية نرى خامات وتقنيات مختلفة يصيغها الفنان في قالب تجريدي يخدم فلسفة وموضوع العمل ،وفي أعماله المركبة يستخدم خامات مستقاة من بيئيه المحلية ليقدمها بطريقة معاصرة ومختزلة إلي أبعد الحدود ومشحونة بأقصى طاقة تعبيرية .
“محمد مسلم ” فنان تشكيلي
نحن هنا إلي عمل نادر واستثنائي لفنان عاش الحالة المأساوية في الحروب السابقة وأيضا في الحرب الأخيرة مما شاهدتها من دمار وقتل وتمزيق الحياة البشرية والطبيعية وكل شيء في قطاع غزة ،أنتج العمل علي عاتقه الشخصي لإيمانه في قضيته وعدالته لاستخدام خامات معاصرة جدا في أعمال نحتية مفرغة من الداخل تعبر عن العائلة الفلسطينية الخارجة من تحت الأنقاض .

الزملاء شاركوا الفنان إياد ودعموا فنَهُ الجميل الذي عكسَ الواقعَ من خلالِ المجسماتِ التي تعبرُ عن حياةِ العائلاتِ في حيِّ الشجاعيةِ خلالَ الحربِ الإسرائيلية وحالةِ الخوف التي كانت تخيم عليهم. تأتي هذه الأعمال كواحدةٍ منَ الفنون النادرة التي تظهر لأولِ مرةٍ في قطاع غزة بعد الحرب الإسرائيلية.
عمل في الفضاء العام يصور معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وعملية نزوح العائلات خلال العدوان بطريقة فنية مميزة .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن