رفاق “جزار داعش” الكويتي يروون حكايته

الوطن اليوم / وكالات: كشف تقرير عن ان ذباح داعش، البريطاني الجنسية، الكويتي الأصل، كان يمعن في ارتداء الملابس العصرية على رغم تشدده الديني.

واظهرت تسجيلات رفعت السلطات البريطانية عنها “السرية”، ان جون، مولود في الكويت، وانه اراد العودة اليها للعمل والزواج، قبل أن ينحرف الى مهنته الحالية: ذباح الأجانب الشهير.

وقالت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية ان “اسم جون الحقيقي هو محمد الموازي، ومعروف لأجهزة الأمن البريطانية التي اختارت عدم الكشف عن الاسم في البداية لأسباب أمنية”.

وقالت الصحيفة إن “الموازي نشأ في غرب لندن وتخرج في الجامعة بشهادة في برامج الكمبيوتر”.

وظهر الموازي للمرة الأولى في شريط فيديو في اغسطس الماضي، حين قام بذبح الرهينة الأميركي جيمس فولي، ثم في أشرطة مماثلة في عمليات ذبح الصحافي الأميركي ستيفن سوتلوف وعامل الاغاثة البريطاني ديفيد هاينز وسائق التاكسي البريطاني آلان هينينغ وعامل الاغاثة الأميركي عبدالرحمن (بيتر) كاسيغ. ثم ظهر الشهر الماضي في شريطين لعمليتي قتل الرهينتين اليابانيين هارونا يوكاوا وكينجي غوتو.

وأجرت “واشنطن بوست”، مقابلة مع شخص قال إنه أحد أصدقاء الموازي المقربين وأنه استطاع التعرف على هويته من خلال مقاطع الفيديو التي ظهر فيها خلال قيامه بذبح ضحاياه، وهي المقابلة التي قال فيها ذلك الصديق، “ليس لديّ أدنى شك في أن محمد (الموازي) هو نفسه الجهادي جون. لقد كان كأخ لي…أنا على يقين من أنه هو ذاته”.

كما نقل تقرير عن مدير الأبحاث في جمعية حقوق الإنسان البريطانية عاصم قريشي، والذي كان على اتصال مع محمد الموازي قبل أن يغادر إلى سورية، قوله إنه يعتقد أيضاً أن الموازي هو ذاته جون، وهو اللقب الذي أطلقه عليه بعض الرهائن المفرج عنهم.

وبعد مشاهدته أحد مقاطع الفيديو التي يظهر فيها، قال قريشي: “هناك تشابه قوي للغاية. هذا الفيديو يجعلني أشعر بأنني على يقين من أن هذا جون، هو الشخص ذاته (محمد الموازي)”.

وأشارت الصحيفة إلى أن “السلطات البريطانية استخدمت تقنيات وأساليب استقصائية متنوعة في سبيل الكشف عن هوية جون، بما في ذلك تقنيات تحليل الصوت وإجراء مقابلات مع رهائن سابقين.

وكان مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي جيمس كومي، قد قال في شهر سبتمبر الماضي – أي بعد مرور شهر واحد على ظهور جون – إن المسؤولين يعتقدون أنهم قد نجحوا في التوصل إلى معرفة هوية منفذ عملية القتل المصورة.

وفي جميع مقاطع الفيديو يظهر جون مرتدياً ملابس سوداء مع قناع يغطي وجهه بالكامل باستثناء عينيه وجزء من أعلى أنفه وممتشقاً مسدسا تحت ذراعه اليسرى.

وقال ناطق رسمي باسم السفارة البريطانية في واشنطن “لقد كان رئيس وزرائنا واضحاً، في شأن أننا نريد لكل من ارتكبوا عمليات قتل بالنيابة عن تنظيم داعش، أن يواجهوا العدالة ليحاسبوا على الأعمال المروعة التي نفذوها. هناك تحقيق مستمر تجريه الشرطة حالياً حول عمليات القتل التي نفذها داعش ضد رهائن في سورية. وليس من اللائق بالنسبة إلى الحكومة أن تعلق على أي جزء من ذلك التحقيق خلال جريانه”.

ورفض مسؤولون أميركيون الإدلاء بأي تعليقات للصحيفة في هذا الصدد، كما رفضت أسرة الموازي طلباً من الصحيفة لإجراء مقابلة، منوهة إلى أنها تلقت نصيحة قانونية بعدم الإدلاء بأي تصريحات.

وذكرت “واشنطن بوست” أن المعلومات التي حصلت عليها تشير إلى أن محمد الموازي من مواليد دولة الكويت، وأنه في منتصف العشرينات من عمره حالياً، لكن يبدو أنه لم يترك وراءه “بصمات” شخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو في أي مكان آخر على شبكة الانترنت.

ونوهت الصحيفة إلى أن من عرفوا الموازي معرفة شخصية، قالوا إنه كان شخصاً مهذباً وكان لديه ولع بارتداء ملابس عصرية أنيقة مع تشدده الديني. وقال أصدقاء له إنه كان يطلق لحيته كما أنه كان يتفادى النظر مباشرة في عيون النساء. كما قال أولئك الأصدقاء إنه نشأ وترعرع في أحد أحياء الطبقة المتوسطة في لندن وانه كان يذهب بين الحين والآخر للصلاة في مسجد في غرينيتش.

وأشار أصدقاء الموازي، الذين تحدثوا إلى “واشنطن بوست” بشرط عدم الافصاح عن هوياتهم بسبب حساسية التحقيق، إلى أنهم يعتقدون أنه بدأ في الجنوح نحو التطرف بعد أن تم منعه هو واثنين من أصدقائه الذين اعتنقوا الاسلام، من القيام برحلة سفاري في تنزانيا، في أعقاب تخرجه من جامعة ويستمنستر في العام 2009. فبمجرد وصولهم آنذاك إلى دار السلام تم إلقاء القبض عليهم واحتجازهم من جانب الشرطة. ولم يتبين ما إذا كانت السلطات التنزانية قد أوضحت للثلاثة سبب احتجازهم، لكن تم ترحيلهم في نهاية المطاف.

وطار الموازي الى أمستردام حيث زعم ان ضابطاً في جهاز “ام آي 5” للأمن الداخلي، اتهمه بمحاولة الوصول الى الصومال حيث تعمل حركة “الشباب”، بحسب رسائل بريد الكتروني بعث بها الى قريشي.

ونفى الموازي هذه الاتهامات وزعم ان الجهاز البريطاني حاول تجنيده. غير ان رهينة سابقاً قال ان جون كان مهووسا بحركة “الشباب” وجعل الرهائن يشاهدون أشرطة فيديو عنها. وقد سمح للموازي واصدقائه بالعودة الى بريطانيا حيث التقى قريشي في خريف العام 2009، لمناقشة ما حصل. وقال قريشي ان “الموازي كان ساخطاً جداً لانه عومل بشكل غير عادل نهائياً”.

بعد ذلك، قرر الموازي الانتقال الى مسقط رأسه الكويت حيث عثر على وظيفة في شركة كمبيوتر، وفق رسائل بالبريد الالكتروني الى قريشي. وعاد الى لندن مرتين، وكان يريد في المرة الثانية انهاء ترتيبات للزواج من فتاة في الكويت.

لكن في العام 2010، قام ضباط مكافحة الارهاب البريطانيون باحتجازه مجدداً، وأخذوا بصماته وفتشوا أمتعته. وعندما حاول السفر الى الكويت في اليوم التالي، تم منعه من ذلك.

وكتب في رسالة الكترونية الى قريشي “لديّ عمل ينتظرني في الكويت وأريد أن أتزوج. لكنني الآن اشعر مثل سجين في لندن، فقط من دون قفص. وضعني رجال الأمن تحت الرقابة. ومنعوني من بدء حياتي الجديدة في مسقط رأسي وبلدي الكويت”.

وبعد اربعة اشهر من ذلك، حين حكم على عافية صديقي التي حاولت قتل أميركي في افغانستان بمحكمة في نيويورك، أعرب الموازي عن تعاطفه معها، وقال انه سمع “الأخبار السيئة في ما يتعلق بأختنا. هذا يجب ان يجعلنا اكثر حزماً في القتال من اجل الحرية والعدالة”.

وفي العام 2012، قال القريشي ان الموازي بعث اليه برسالة يطلب فيها نصيحة.

وأوضح ” أنه شاب (الموازي) مستعد لسلوك جميع الطرق الممكنة داخل آلية الدولة لتغيير وضعه الشخصي. في النهاية شعر بان اجراءات يتم اتخاذها لتجريمه وانه لا سبيل لديه للقيام بشيء حيال ذلك”.

وأكد أصدقاء للموازي ان وضعه في لندن جعله يسعى يائساً لمغادرة البلاد. ومن غير الواضح متى وصل الى سورية وكيف؟. وقال أحد الأصدقاء انه يعتقد ان الموازي أراد السفر الى السعودية لتدريس الإنكليزية في العام 2012، الا انه لم يفلح “واختفى بعد ذلك بقليل”.

وأوضح صديق آخر “كان غاضباً ويريد بدء حياة جديدة في مكان آخر. وفي مرحلة معينة وصل الى نقطة بحيث انه يريد فقط طريقة للخروج”.

وعندما وصل الى سورية، اتصل الموازي بعائلته وبأحد أصدقائه، ولم يتضح ما قاله لهم عن نشاطاته في سورية.

وقال رهينة سابق استجوبه المحققون بعد عودته من الأسر ان جون كان واحداً من فريق الحراسة على الرهائن الغربيين في سجن بإدلب في العام 2013. وكان الرهائن يطلقون على السجن اسم “الصندوق”. وكان يرافق جون رجلان لكنتهما بريطانية، أحدهما كان يدعى جورج.

وأوضح رهينة سابق ان جون شارك في تعذيب الرهائن من خلال تقنية الايهام بالاغراق.

ووصف رهائن سابقون جورج بانه القائد من بين الثلاثة. إلا انهم قالوا ان جون “كان هادئاً وذكياً”. وأوضح أحدهم “كان الأكثر تأنّياً”.

واعتباراً من مطلع 2014، نقل الرهائن الى سجن في الرقة، حيث كان يزورهم الثلاثة بين وقت وآخر، حيث بدا انهم اضطلعوا بأدوار أهم في تنظيم داعش.

في الوقت نفسه تقريبا، بعث قريشي برسالة الى جون طالبا الحصول على رقم هاتفه، إلا انه لم يلق جواباً.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن