تلعب روسيا دورا فاعلا في منطقة الشرق الاوسط عبر مبادئ السياسة الخارجية والعقيدة العسكرية مع الحفاظ على سياستها الداخلية ، نجحت روسيا في اثبات نفسها كراع جديد في الشرق الاوسط عبر دبلوماسيتها ، والتي تسعى دائما لأن تصبح قوة مؤثرة في اطار متعدد الاقطاب عبر اعادة ترسيم محددات واولويات سياستها الخارجية فيما يعرف بمبادئ السياسة الخارجية الروسية ” للفترة 2013-2020″ .
هذه السياسة تمتد للحفاظ على ثلاث قوى لروسيا :
اولا :- اثبات وجودها كقوة كبرى في العلاقات الدولية .
ثانيا :- اثبات وجودها كقوة مؤثرة في المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية .
ثالثا :- الحفاظ على نفسها كقوة نووية .
رابعا :- تحقيق امنها ومصالحها القومية دون الانزلاق في اية نزاعات او مواجهات ومراعاة المحور الاممي وسيادة القانون الدولي والالتزام بميثاق الامم المتحدة .
تعتبر روسيا ان العالم يحتاج لنظام متعدد الاقطاب وليس نظام احادي تحتكره قوة واحدة يتحكم بمصير العالم ، روسيا تستعد لاستخدام القوة ضد اية محاولة تهدد مصالحها .
تسعى دائما للتواصل مع قضايا الشرق الاوسط ومحاولة اتباع سياسة خارجية لا تخل بالتوازن في المنطقة دون اغفال مصلحتها ، دعمت الملف النووي الايراني ودعمت حق ايران في امتلاك برنامج نووي سليم ، وبالنسبة لسوريا دعمت نظام الاسد واعتبرت روسيا ان الازمة السورية هي مسالة مصيرية بالنسبة لسياستها الخارجية وحلها سيحدد نفوذها في المنطقة وسيحدد توازنات القوى .
اما بالنسبة لفلسطين حاولت ان تحل القضية الفلسطينية ولكن لم تستطيع ان تفعل ذلك لوجود الراعي الامريكي والمعروف بانحيازه لاسرائيل ولم تستطع روسيا ان تثبت نفسها كوسيط بين الاسرائيلي والفلسطيني ، اميركا تحتكر الوساطة واسرائيل لا تقبل الا باميركا كوسيط لحل الاشكاليات القائمة .
بالنسبة لمصر فهناك اتفاق مصري روسي حول اتفاق نووي وصفقة اسلحة روسية ، وتسعى دائما روسيا لان توسع نفوذها في اواسط البحر الابيض المتوسط وارساء قواعدها العسكرية فيه ، روسيا لها مصالحها في الشرق الاوسط لبيع اسلحتها ، وارساء نفوذها هو الحفاظ على نفوذ الصين كونها الحليف الاكبر لها والصين تكسح الاسواق العربية بمنتجاتها ، زيادة النفوذ الروسي هو داعم للنفوذ الصيني .
تسعى لبسط نفوذها في الشرق الاوسط رغم الاختلاف بينها وبين الانظمة القائمة ان كان في السعودية هناك اختلاف بينهما ولكن لا تختلف في اسعار النفط ، وحتى في ليبيا تسعى لبسط نفوذها حتى تسنح لها الفرصة في السيطرة باكبر عدد ممكن من الاراضي لارساء قواعدها .
مهما كان نفوذها تبقى اميركا هي القوة العظمى حاليا كونها تملك المؤسسات والتي تربطها بالعرب وتحكمها بالصندوق الدولي وتتحكم باسعار النفط والدولار والذهب والاجهزة الاستخباراتية وتملك الترسانة النووية والهيدروجينية ، ومهما زاد النفوذ الروسي لن تلغي روسيا العلاقات الاميركية الروسية فمصلحة روسيا الداخلية هي المقوم الاول لها ، وستقوم بالتنسيق مع التحركات الاميركية في الشرق الاوسط حفاظا على مصالحها .