زعيمة ميانمار تلجأ إلى روسيا والصين لحمايتها من مجلس الأمن

زعيمة ميانمار

 

قالت حكومة ميانمار (بورما)، إنها تتفاوض مع روسيا والصين للحيلولة دون صدور إدانة رسمية من مجلس الأمن الدولي لعمليات القتل والتهجير التي ترتكبها بحق أقلية الروهينغا المسلمة في إقليم أراكان (راخين)، في حين هاجمت زعيمة ميانمار، أونغ سان سو تشي، الأقلية المسلمة واتهمتها بالإرهاب والتضليل.

وأجبرت العمليات التي يقوم بها جيش ميانمار في إقليم أراكان، غربي البلاد، نحو 150 ألفاً من مسلمي الروهينغا على الهجرة الجماعية إلى بنغلادش المجاورة، في حين تتحدث تقارير عن مقتل آلاف آخرين.

وفي رسالة نادرة إلى مجلس الأمن الدولي، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء، عن قلقه من احتمال تحوّل العنف في راخين (أراكان) إلى “كارثة إنسانية”.

وحذر غوتيريش من مخاطر حدوث تطهير عرقي في ميانمار، ربما يتسبب في زعزعة استقرار المنطقة.

وفي وقت سابق من الأربعاء، اتهمت زعيمة ميانمار أونغ سان سو تشي، من وصفتهم بـ”الإرهابيين” بالوقوف وراء “جبل جليدي ضخم من التضليل”، وذلك في إشارة إلى التقارير التي تتناول الجرائم ضد المسلمين في أراكان، لكنها التزمت الصمت إزاء النزوح الجماعي للروهينغا، بحسب وكالة “رويترز”.

وتتعرض زعيمة البلاد، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام، لضغوط من دول إسلامية مثل إندونيسيا التي خرج آلاف من مواطنيها في مسيرة بالعاصمة جاكرتا، الأربعاء؛ للمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ميانمار.

وقال ثوانج تون، مستشار الأمن القومي في ميانمار: إن بلاده “تعتمد على الصين وروسيا العضوين الدائمين في مجلس الأمن لمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن بخصوص الأزمة”.

وفي مؤتمر صحفي في العاصمة نايبيداو، أكد تون: “نحن نتفاوض مع دول صديقة؛ لعدم إحالة المسألة إلى مجلس الأمن”.

وأضاف: “الصين صديقتنا ولدينا علاقات ودية مماثلة مع روسيا؛ ولهذا لن يكون من الممكن أن تجد هذه المسألة طريقها لمجلس الأمن”.

وتقول وكالة “رويترز” إن مراسليها بإقليم “كوكس بازار”، في بنغلادش المجاورة لميانمار، شاهدوا وصول مئات من الروهينغا على متن زوارق بالقرب من قرية شاملا بور الحدودية، وقد بدا عليهم الإرهاق والإجهاد.

وعلى مدى 12 يوماً من القتل والتهجير، وصل 146 ألفاً من الروهينغا إلى بنغلادش، وفق أحدث تقديرات أصدرها عاملون بالأمم المتحدة في كوكس بازار.

ووفقاً لهذه التقارير، يرتفع إجمالي عدد الروهينغا الذين لجأوا إلى بنغلادش منذ أكتوبر من العام الماضي إلى 233 ألفاً.

وأبلغ وافدون جدد أن ثلاثة قوارب تحمل أكثر من 100 شخص انقلبت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء.

وقال إم.إس كبير، قائد خفر السواحل، إنه منذ ذلك الحين جرفت الأمواج إلى الشاطئ ست جثث، من بينها جثث ثلاثة أطفال.

لكن سو تشي، قالت في بيان نشره مكتبها على فيسبوك: إن الحكومة “بدأت بالفعل في الدفاع عن جميع الناس في راخين بأفضل طريقة ممكنة”، محذرة من أن “التضليل قد يفسد العلاقات مع دول أخرى”.

وتعرضت سو تشي لاتهامات من منتقدين في الغرب بالتقاعس عن رفع صوتها تأييداً للأقلية التي تشكو الاضطهاد منذ زمن بعيد؛ بل وطالب البعض بسحب جائزة نوبل للسلام التي فازت بها عام 1991 بوصفها نصيرة للديمقراطية.

وتقول ميانمار إن قوات الأمن تنفذ حملة مشروعة ضد “إرهابيين” مسؤولين عن سلسلة هجمات على مراكز للشرطة والجيش منذ أكتوبر الماضي.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن