زعيم الحوثيين يأمل بـ «تطهير» الجيش اليمني

اليمن

شددت جماعة الحوثيين في صنعاء أمس من إجراءات الأمن وانتشر مسلحوها بكثافة في شوارع المدينة بالتزامن مع الاحتفال الديني لأنصارها بـ «عيد الغدير». وألقى زعيمها عبدالملك الحوثي كلمة حذّر فيها من «مخططات إقليمية ودولية» تستهدف الجنوب، داعياً قادة «الحراك الجنوبي» الموجودين في الخارج إلى العودة لليمن، واعداً إياهم بالوقوف إلى جانبهم. وانتقد تباطؤ الرئيس عبدربه منصور هادي في تسمية رئيس جديد للوزراء من الشخصيات التي تم التوافق عليها. كما أعرب عن أمله بـ «تطهير» المؤسسة العسكرية الأمنية.

وتزامن احتفال الحوثيين أمس مع أول أيام الدوام الرسمي بعد إجازة عيد الأضحى، وسط استمرار الغياب التام لأجهزة الأمن، على رغم التعميم الذي أصدرته وزارة الداخلية ودعت فيه الضباط والجنود إلى العودة لـ «ممارسة مهماتهم المعتادة وواجباتهم في الحفاظ على الأمن والاستقرار».

وبعدما ألهبوا ليل صنعاء بالألعاب النارية والرصاص، احتشد آلاف من الحوثيين أمس في مدينة صعدة (معقل الجماعة الرئيس) وفي ساحة شارع المطار للاحتفال والاستماع إلى كلمة زعيمهم التي بثّها تلفزيون الجماعة. وواكبت الحشد إجراءات أمنية مشددة.

في غضون ذلك، كشفت مصادر قريبة من الحوثيين أن مسلّحي «اللجان الشعبية» التابعة لهم أحبطوا هجمات كانت تستهدف تجمعات لأنصارهم في صنعاء وعمران وصعدة، بواسطة سيارات مفخخة وعبوات ناسفة. وتعدّ هذه المرة الأولى منذ بدء الأزمة اليمنية عام 2011 التي يحتفل فيها الحوثيون في صنعاء على نطاق واسع وعلني بمناسبة «عيد الغدير» الذي يكتسب دلالات دينية لدى فرق شيعيّة، تختص بالإمام علي بن أبي طالب. واتهم زعيم الحوثيين في خطابه، السلطات الرسمية بالتواطؤ في التفجير الانتحاري الذي استهدف الخميس الماضي المتظاهرين من أنصاره وسط العاصمة، وقال: «هناك اختلالات أمنية تساعد عليها حال الاختراق للمؤسسة العسكرية والأمنية، ونأمل بأن تنفَّذ عملية تصحيح وتطهير لهذه المؤسسة».

وفيما تستعد فصائل «الحراك الجنوبي» المطالب بالانفصال عن شمال اليمن، لتنظيم تظاهرات حاشدة غداً بالتزامن مع الذكرى الحادية والخمسين للثورة على الاحتلال البريطاني، حذَّر الحوثي من «الاستثمار القذر» في القضية الجنوبية، متهماً أطرافاً إقليمية ودولية بأنها «تتعمد تحريك هذا الملف». ودعا زعيم الجماعة التي تفرض سيطرتها على صنعاء ومناطق واسعة من شمال اليمن، القادة الجنوبيين الموجودين في الخارج إلى العودة، واعداً إياهم بالوقوف معهم لحل مشاكلهم «بعيداً عن القوى الخارجية التي تستهدف الجنوب».

في المقابل، اتهم حزب التجمع اليمني للإصلاح (الإخوان المسلمون) المسلّحين الحوثيين في صنعاء بتنفيذ عمليات دهم واسعة طاولت منازل قادة الحزب، والاعتداء على المؤسسات والجمعيات المدنية التابعة لأعضائه، وذلك على خلفية التفجير الانتحاري الخميس الماضي.

وجاء في بيان للحزب أن منازل عشرات من قادته البارزين وأعضائه «تعرضت للدهم والاعتداءات من قبل مليشيات الحوثي في صورة ممنهجة». وزاد أن عمليات الدهم والاعتداءات «ما زالت تشمل مؤسسات المجتمع المدني التنموية والتعليمية والاجتماعية والخيرية جنباً إلى جنب مع مقرات الإصلاح التي تعرّضت لاعتداءات ودهم ونهب لمحتوياتها وما زال كثير منها تحت سيطرة ميليشيات الحوثي».

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن