زيارة ثانية لمشعل للسعودية.. وتطور جدي في علاقة حماس بمصر

thumb

الوطن اليوم/ وكالات
تسعى حركة “حماس” منذ بداية الربيع العربي للحفاظ على “إجماع عربي وإسلامي” حول القضية الفلسطينيّة. لا يختلف الوضع كثيراً بعد أكثر من أربع سنوات على انطلاق الانتفاضات في عدد من البلدان العربيّة. في الوقت عينه، تسعى الحركة لتجنّب حصار سياسي إلى جانب الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة.

في سياق “جمع طاقات الأمة العربية والإسلامية لصالح القضية الفلسطينية وفتح صفحة جديدة” وضعت قيادة “حماس” زيارة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل إلى السعوديّة. ترفض الحركة ربط هذه الزيارة بالاتفاق النووي بين إيران والدول الغربية، “ففي الأسبوع الأول من شهر فبراير/ شباط الماضي اتصل أبو الوليد (مشعل)، بالديوان الملكي وتحدث مع الملك سلمان وطلب الزيارة واتفق عليها، لكن تم تأجيل الموعد بسبب انشغال قيادة المملكة بالحرب في اليمن”، بحسب ما يقول ممثل حركة “حماس” في لبنان علي بركة لـ”العربي الجديد”.

وفي هذا المجال، يُعيد بركة التأكيد أن السعودية لم تطلب بأي شكلٍ من الأشكال، أي دعم لعمليتها العسكرية في اليمن أو للشعب اليمني، “وحماس لا تُشارك بأي معارك أو حروب خارج فلسطين”.

إذاً، زيارة مشعل إلى السعوديّة كان متفقاً عليها قبل الاتفاق النووي، وهي برأي “حماس” زيارة ناجحة، إذ تحقق منها هدفاها الأساسيان “فتح صفحة جديدة في العلاقة بيننا بعد انقطاع دام لنحو أربع سنوات، فآخر زيارة لأبو الوليد كانت في رمضان العام 2011، والإفراج عن كوادر في الحركة يعملون في السعودية في المجال الخيري لمساعدة أهل غزة المحاصرين”، بحسب بركة.

ويلفت بركة إلى أن مشعل طلب خلال لقائه بالملك سلمان الإفراج عن كوادر الحركة “واستجاب الملك مشكوراً وأمر بالإفراج عنهم صباح العيد”.

ويؤكّد بركة أن وفد الحركة أجرى مع المسؤولين السعوديين لقاءات عدة، وأبرزهم الملك السعودي وولي العهد وولي ولي العهد ورئيس جهاز الاستخبارات السعودية. وتم بحث ملفات أخرى من أهمها المصالحة الفلسطينية، حصار قطاع غزة وإعادة إعمار القطاع المدمر نتيجة الاعتداءات الاسرائيليّة. ويلفت بركة إلى أنه جرى الاتفاق على زيارة عمل جديدة “يُرجح أن تكون الشهر المقبل”، لوفد يرأسه مشعل بهدف بحث هذه الملفات تفصيلياً.

أما في ما يخصّ مبادرة السلام العربية، فأكّد بركة أن “حماس” “لم توافق عليها ولن توافق على مبادرة تنتقص من الحقوق الفلسطينية. والمبادرة العربية تضع إسرائيل ضمن الجهات التي تشترك في حلّ قضية اللاجئين، وبالتالي تقبل وجود فيتو إسرائيلي على حق العودة وهو ما لن نقبل به، رغم أن المملكة تحرص على موافقة جميع الفصائل الفلسطينية على المبادرة”.

“مفاجآت” حركة “حماس” لا تنتهي في إعادة ترتيب العلاقة مع السعوديّة، بل إن هناك تطوراً جدياً في العلاقة مع مصر، وهو ما يؤكّده بركة. ويلفت إلى أنه في شهر أبريل/ نيسان الماضي زار رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء خالد فوزي الدوحة، والتقى المسؤولين القطريين وطلب منهم التوسط مع “حماس” لتطبيع العلاقة، وحدد ثلاثة شروط مصرية هي: عدم التدخل في الشأن المصري الداخلي، ضبط حدود قطاع غزة مع سيناء، والتعاون الأمني لمنع أي أعمال “إرهابية” ضد الجيش المصري في سيناء. وبحسب بركة، وافقت “حماس” على هذه الشروط، لأن “أمن مصر مصلحة فلسطينيّة، ونحن نعتبر مصر العمق الطبيعي لغزة وفلسطين، وهي خط الدفاع الأول عن فلسطين”. أمّا شروط “حماس” في المقابل، فكانت فتح معبر رفح وعدم تصنيفها كحركة إرهابية، “لأننا حركة تحرر وطني”.

ويُشير بركة إلى حصول سلسلة لقاءات في القاهرة بين مسؤولين من “حماس” وعلى رأسهم نائب رئيس المكتب السياسي في الحركة ومسؤول ملف العلاقات الخارجية موسى أبو مرزوق والسلطات الفلسطينية، وجرى التفاهم على تطبيع العلاقات لما فيه “مصلحة الشعبين”. ويؤكّد بركة أن العلاقة بدأت في التحسن وحصلت انفراجات كبيرة، وجرى فتح معبر رفح أكثر من مرة قبل وخلال شهر رمضان أمام حركة الناس والبضائع، ومنها مواد بناء في سياق إعادة إعمار القطاع، “ونأمل استمرار فتح المعبر كمؤشر لتحسّن العلاقة”. أمّا في ما يخصّ الأزمة القائمة بين النظام المصري وتنظيم الإخوان المسلمين، “فهذه مشكلة داخليّة ونؤيّد الحلّ السياسي لها”، يقول بركة.

في الانتقال إلى الوضع الفلسطيني في لبنان، خصوصاً وضع المخيمات الفلسطينية التي تشهد أحداثاً أمنية متكررة، يرى بركة أن وضع المخيمات “مركّب ومعقّد، ولا نستطيع فصل العامل الأمني عن العوامل الاقتصادية والسياسيّة والاجتماعية والقانونيّة”. لكنه يؤكّد أن قضيّة اللاجئين قضية سياسيّة بامتياز، وهي “مشكلة عربية ـ إسرائيليّة، ولا نريدها أن تتحوّل إلى مشكلة فلسطينيّة ـ عربيّة”. يتحدث ممثل “حماس” في لبنان عن وجود “حرب تصفية دوليّة” بحق اللاجئين ومخيمات اللجوء، ولها أشكال مختلفة برأيه.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن