سفينة المساعدات التركية الأولى تنطلق لغزة

سفينة المساعدات التركية الأولى تنطلق لغزة

غادرت سفينة المساعدات التركية “ليدي ليلى” مساء أمس الجمعة ميناء مرسين جنوبي تركيا محملة بمساعدات إلى قطاع غزة حيث من المتوقع أن تصل بعد نحو 30 ساعة وذلك غدا الأحد.

وذكرت وكالة “الأناضول” التركية أن السفينة تحمل على متنها 11 ألف طن من المساعدات الإنسانية وتوجهت إلى ميناء “أسدود” في الكيان الإسرائيلي تمهيدًا لنقلها إلى قطاع غزة في إطار اتفاق تركي إسرائيلي تم توقيعه مؤخرًا لتطبيع العلاقات بينهما.

وقال وزير التنمية التركي لطفي ألوان خلال مراسم توديع السفينة إن “هذه المساعدات تعبر عن مدى تضامن تركيا مع الشعب الفلسطيني”، مشيرًا إلى تزامن انطلاق المساعدات مع الاحتفال بليلة القدر التي تصادف ليل الـ 27 من شهر رمضان المبارك.

وأوضح الوزير أن المساعدات “جُمعت بواسطة الهلال الأحمر التركي، وتشمل ملابس وأغذية، ومن المنتظر أن تصل إلى سكان غزة، تحت إشراف وزارة خارجيتنا، بعد نزولها في ميناء أسدود”، مقدمًا شكره لإدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) على الجهود التي بذلتها في التنسيق بين الهلال الأحمر، والخارجية في هذا الإطار.

من جانبه، قال والي مرسين أوزدمير جاقاجاق إنهم كانوا ولا زالوا يولون اهتمامًا خاصًا لـ”الأشقاء” الفلسطينيين، مؤكدًا استعداد بلاده مواصلة إرسال المساعدات لهم.

بدوره أعرب السفير الفلسطيني لدى أنقرة، فائد مصطفى، عن سعادته لمشاركته في مراسم انطلاق السفينة، معربًا عن إدانته للاعتداءات الإرهابية التي شهدها مطار إسطنبول الثلاثاء الماضي، وخلّف عشرات القتلى والجرحى.

ولفت السفير الفلسطيني إلى أن تركيا تبذل جهودًا حثيثة في سبيل إنشاء دولة فلسطينية، وتدعم قضية غزة، مقدمًا شكره لأنقرة والشعب التركي في هذا الإطار.

والإثنين الماضي، اُعلن عن توصل تركيا والكيان الإسرائيلي إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما.

وقال رئيس وزراء تركيا، بن علي يلدريم، إن تل أبيب، نفذت كافة شروط بلاده لتطبيع العلاقات التي توترت بعد اعتداء الجيش الإسرائيلي عام 2010، على سفينة “مافي مرمره” التركية أثناء توجهها ضمن أسطول الحرية لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، وقتلت 9 نشطاء أتراك في المياه الدولية، وتوفى ناشط عاشر لاحقًا، متأثرًا بجراحه.

ووفقًا لما أعلنه يلدريم بخصوص اتفاق التطبيع، ستدفع “إسرائيل” 20 مليون دولار تعويضات لعائلات شهداء “مافي مرمرة”، وسيتم الإسراع في عمل اللازم من أجل تلبية احتياجات سكان قطاع غزة من الكهرباء والماء.

وستقوم تركيا في إطار التفاهم بتأمين دخول المواد التي تستخدم لأغراض مدنية إلى قطاع غزة، ومن ضمنها المساعدات الإنسانية، والاستثمار في البنية التحتية في القطاع، وبناء مساكن لأهاليه، وتجهيز مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني، الذي تبلغ سعته 200 سرير، وافتتاحه في أسرع وقت.

وابحرت السفينة “ليدي ليلى” من مرفأ مرسين ناقلة اكثر من عشرة الاف طن من المساعدات الانسانية، على ان تصل بعد نحو ثلاثين ساعة الى مرفأ اشدود الاسرائيلي، حسب ما نقلت شبكة التلفزيون التركية “ان تي في”، موضحة ان هذه المساعدات ستوزع على سكان قطاع غزة قبل عيد الفطر المتوقع الثلاثاء.

وكانت اسرائيل وتركيا اعلنتا الاثنين تطبيع علاقاتهما بعد ست سنوات من التوتر.

وكانت العلاقات بين البلدين بدات بالتراجع ابتداء من عام 2000، وتدهورت عام 2010 عندما هاجمت مجموعة كوماندوس اسرائيلية سفينة استأجرتها منظمة تركية غير حكومية لنقل مساعدات انسانية الى القطاع، ما ادى الى مقتل عشرة اتراك.

وفي اطار الاتفاق بين الدولتين تقدم اسرائيل اعتذارها عما حدث وتدفع تعويضات الى اهالي القتلى، كما تسمح بنقل مساعدات انسانية الى قطاع غزة عبر اراضيها.

كما سيكون بامكان تركيا الاستثمار في البنى التحتية الفلسطينية وتقديم المساعدات عبر مرفأ اشدود الى سكان هذه المنطقة التي تعاني من حصار اسرائيلي مضى عليه اكثر من عشر سنوات، ومن نحو ثلاث سنوات من اقفال للحدود مع مصر.

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية ابراهيم كالين اعلن الثلاثاء ان سفينة المساعدات هذه “ستكون الاختبار الاول لرغبة اسرائيل” بتخفيف الحصار المفروض على قطاع غزة.

وتفيد الامم المتحدة ان 72% من سكان غزة يعانون من نقص في الغذاء.

وسارعت حركة حماس التي تسيطر على القطاع، الى تقديم الشكر الى الرئيس التركي رجب طيب اردوغان على جهوده من اجل مساعدة سكان القطاع.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن