سلطة غزة المدنية ودور إسرائيل

بقلم الاسير ماهر عرار سجن النقب

في هذا المقال سأتحدث عن جملة ترابطات تبدأ من كامب ديفيد، وكيف أن تمسك ياسر عرفات بالثوابت طرح سيناريو تعزيز البديل وهو سيناريو قديم جديد استهدف سابقاً ضرب وحدانية تمثيل منظمة التحرير، وفرض معادلة غزة التي لم تأتي عبثاً أو مصادفةً.

سأعيدكم هنا إلى الوراء قليلاً وتحديداً سنة 2000 لتصريح وزير الاقتصاد الصهيوني السابق سلفان شلوم عام2000 عشية فشل مباحثات كامب ديفيد ،في ضوء تمسك ياسر عرفات بالمشروع الوطني ورفضه للأبتزاز او تجزئة القضية،حيث قال شلوم وقد كان في حينه عضو في المجلس الصهيوني المصغر،قال بالنص الحرفي (حماس بالنسبة لنا أفضل من ياسر عرفات هأرتس أغسطس 2000) !! .

في هذه المرحلة أي بعد 15 عاماً من تصريح هذا الوزير، وبعد سنوات من رفضنا للحلول المؤقتة واصرار قيادتنا على بحث وحل القضية دون تجزئة،يتواتر الهمس عبر الصحف تارة وتارة أخرى من خلال قيادات حماس عن حق الحركة أو أمتلاكها لخيارات بديلة كان أكثرها صراحة تصريح الزهار ( سيناريو أقامة سلطة مدنية في غزة دون أي حديث أو ربط هذه السلطة بالقدس أو الضفة).

السؤال بعد 15 عام من تصريح سلفان شلوم : هل أصاب سلفان في رأيه ؟ وهل كان لتصريحاته علاقة بالانسحاب الاحادي من غزة سنة 2005 مع اصرار اسرائيل في حينه على موقفها الرافض للتفاوض او التنسيق مع السلطة بشأن ترتيبات هذا الانسحاب ؟؟ علما أن الأنسحاب جرى بعد قيام إسرائيل طوال سنوات الانتفاضة ،بضرب مقرات ومؤسسات وأجهزة السلطة في غزة الى درجة أدت إلى أضعاف وشلل السلطة نتيجة توقف وارداتها من السلاح ودوراتها التدريبية واستشهاد العديد من قياداتها وضباطها وجنودها عبر استهداف الاحتلال لبنية السلطة، مع الاشارة أيضا أن حماس كانت تعد العدة وتحشد السلاح بالتهريب وبكل الوسائل وتجند وتعبئ عناصرها لليوم الموعود يوم الذي تسميه يوم فتح غزة وتطهيرها من رجس الشياطين.  هنا يبقى السؤال الكبير مفتوح : هل ثمة علاقة بين ضرب بنية السلطة وبين الانسحاب الاحادي مع علم اسرائيل والاوروبين والامريكان المسبق أن موازين القوى في غزة عسكريا مختلة لمصلحة المليشيات(حماس) على حساب السلطة التي تمت تصفيتها طوال سنوات الانتفاضة؟؟وانقلاب حماس سنة 2007 ؟. سؤال تجيب عنه جملة تحولات في حماس بدأت بمشاركتها الانتخابات سنة 2006 بعد تحريمها سنة 1996 ،وبحديثها عن سلطة مدنية بعد تخوين السلطة في الضفة والقدس وغزة تحت طائلة التنازل عن 78 % من فلسطين وغيره الكثير.

أخيراً حري القول أن ثلاثة حروب شنتها إسرائيل على غزة ،لم تكن بهدف تصفية وإنهاء حكم حماس،حيث أن الحفاظ على سلطة حماس بكل ما تشكله من خروج عن المشروع الوطني كونها تبقي حالة الانقسام،تصب في مصلحة اسرائيل ولا اعتقد أن النخبة في الكيان تراهق في رؤيتها للواقع حتى تتخذ قرار التصفية،هنا اعود بكم لتصريحات يائير لبيد وهو عضو مجلس مصغر فترة الحرب حيث قال أن العملية العسكرية(العدوان)لا تستهدف انهاء حكم حماس وانما لتقليم اظافرها(القناة الثانية تموز )2014،أضافة لهذا التصريح يدرك الجميع أن إسرائيل كانت تذهب للحرب لغاية في نفسها ضمن تكتيكاتها وحساباتها سواء الحزبية داخليا أو الخارجية دوليا,(انظر فوز كاديما بعد قرار الحرب عام 2009/انظر فوز وصعود اليمين بعد الحرب الأخيرة ) هنا يستحضرني تقرير في أحدى الصحف الاسرائيلية تناول علاقة الحرب الأخيرة على ارتفاع الطلب الدولي على السلاح الاسرائيلي حيث أن أسرائيل أجرت خلال الحرب تجارب على منتجاتها في غزة على السكان والمدنين العزل ….لا شك بأن الأشهر القادمة ستكشف لنا خفايا وكواليس محادثات حماس واسرائيل السرية التي تدور حول هدنة 15 عام على قاعدة سلطة مدنية في غزة تمتلك مطار وميناء ذات سيادة حمساوية .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن