“سوق الجمعة”.. قصة فيلم يروي تفاصيل إحدى أشهر المناطق التجارية

يشارك فيلم «سوق الجمعة» بطولة مجموعة كبيرة من النجوم منهم: «عمرو عبدالجليل، وصبرى فواز، ودلال عبدالعزيز، وريهام عبدالغفور»، ضمن السباق السينمائى لعيد الأضحى، ويتضح من اسم الفيلم تيمته الأساسية التى تدور حول الحياة داخل أحد أشهر وأقدم الأسواق بالقاهرة، وهى سوق الجمعة.

وينتمى الفيلم لنوعية أفلام البطولة التى تعتمد على تشابك الخيوط الدرامية من خلال الشخصيات المختلفة، لتتشابك من خلال الأحداث الدرامية، مع ترابط وحدة المكان الذى يجمعهم داخل سوق الجمعة.

ويتعرض العمل لحياة بائعى وزبائن وسكان منطقة «سوق الجمعة» ليرصد بعض سلبيات المجتمع منها الدعارة، وتجارة الآثار، وتجارة الأدوية وبيعها فى السوق السوداء، والصراع بين التجار، وهو ما يعتبر رصدا محاكيا للواقع المعيش.

ومع ذلك يمكن القول إن تاريخ سوق الجمعة كمنطقة تجارية تاريخية يعود إلى ما هو أبعد من ذلك، فلم تقتصر سوق الجمعة من حيث قدمها ومهمتها على منطقة السيدة عائشة بالقاهرة فقط، فهناك أسواق الجمعة فى دمشق وطرابلس ليبيا، وجميعها تتشارك من حيث قدمها التاريخى الذى يعود للفترة من القرن الثانى عشر الميلادى حتى السادس عشر الميلادى ومن حيث مهمة السوق وفائدتها للناس.

فهذه الأسواق جميعًا أنشئت لهدف بيع المنتجات بسعر زهيد يقل عن الأسعار فى الأسواق الأخرى للفقراء والمحتاجين، إلى جانب احتوائها جميعا على كل شيء مثلما يقول المثل «من الإبرة للصاروخ» إلا أن سوق الجمعة بالقاهرة تتميز عن الأسواق الأخرى، بأنها أنشئت فى الأساس لتجارة العبيد والرقيق فى عصر الدولة المملوكية، ثم تحولت فيما بعد إلى سوق للخيول والحيوانات، ومع مرور الزمن تحولت السوق إلى بيع الحيوانات والطيور والزواحف بمختلف أنواعها وأشكالها سواء النادر منها أو المتوفر، إلى جانب احتواء السوق على الملابس والأدوات والمنتجات المستعملة بكافة أشكالها.

أما فى دمشق فتختلف سوق الجمعة عن الأسواق الأخرى بلقب «سوق البركة» حيث اشتهر بائعو هذه السوق بوضع بركة أو نفحة زيادة على ما يبيعونه من مأكولات ومنتجات عطارة وكانوا يطلقون عليها «حبة البركة»، وكان هذا نوعا من المشاركة الإنسانية من البائعين لسد احتياجات الفقراء والمساكين، وفى طرابلس ليبيا، أنشئت السوق فى الأساس نتيجة نزوح بعض المسيحيين والمسلمين من الأندلس إلى طرابلس، وبعد احتلال فرسان القديس يوحنا لطرابلس، انتقل هؤلاء النازحون إلى الشط الشمالى الساحلى لطرابلس وأنشأوا سوق الجمعة.

وبالنظر لتاريخ وهدف هذه الأسواق نجد أن جميعها متشابه في الجمع بين فقراء ومحتاجي هذه الدول العربية، وتقديم المنتجات بأسعار تقل عن الأسعار التى يستطيع أن يتعامل معها من هم فى طبقة اجتماعية أعلى، فالفقر هو الفقر والعوز هو العوز والنتيجة واحدة، مهما اختلف المكان والزمان، وهى الفساد والإفساد، وهو ما يتعرض له فيلم «سوق الجمعة» ويرصده.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن