سي إن بي سي: “أمريكا أولاً” تسهم في عزلها عن قيادة العالم

ترامب

قالت شبكة “سي إن بي سي” الأمريكية إن سياسة “أمريكا أولاً” التي رفعتها إدارة الرئيس دونالد ترامب، أسهمت في عزل أمريكا عن قيادة العالم، مشيرة إلى أنه وخلافاً لأسلافه من قادة الولايات المتحدة، فإن هذه السياسة أدت إلى تخلي أمريكا عن الشراكة التجارية عبر “الباسفيك” وانسحاب واشنطن من اتفاقية المناخ الدولية.

واعتبرت الشبكة في تقرير نشرته الاثنين، أن تلك العوامل إضافة إلى أسباب أخرى، أدت إلى “انعزال أمريكا” عن قيادة العالم.

وأضافت أن السياسة التي طبقتها إدارة ترامب أسهمت في تقلُّص الدور الأمريكي، قائلةً: “لم تعد تمارس قوتها الناعمة في القضايا العالمية الرئيسة؛ بل إن الأمر تعدى ذلك إلى انتقاد ترامب حلفاء الولايات المتحدة الرئيسين؛ بريطانيا وألمانيا”.

وأضافت أن هذا الأمر أدى إلى زراعة الشك حيال التزام واشنطن بتحالفاتها القديمة وتحديداً مع حلف “الناتو”، في حين راح ترامب يكيل المديح لروسيا والصين، القوتين العالميتين المنافستين للولايات المتحدة الأمريكية.

وذكرت أنه “إذا كان من السابق لأوانه القول إن سياسة ترامب (أمريكا أولاً) فاشلة أو ناجحة، فإن هناك العديد من الأشياء التي صارت واضحة، فما عدا النجاح في الحرب على تنظيم الدولة والتي أسهمت فيها الضربات الأمريكية بشكل كبير، فإنه إلى الآن لا يمكن الحديث عن نجاحات أخرى لهذه السياسة”.

فحتى ما وُصف بأنه نجاح في الحرب على تنظيم الدولة من خلال استعادة الأراضي التي سيطر عليها التنظيم في كل من العراق وسوريا، فإن ذلك يمكن أن ينقلب مستقبلاً على أمريكا وأوروبا، فكما هو معلوم أن مقاتلي التنظيم من الأجانب عاد الكثير منهم إلى أوطانهم الأصلية؛ ومن ثم فإن أي رد فعل سلبي منهم يمكن أن يقوِّض “النصر” على “داعش”.

وأيضاً، يجب ألا ننسى أن هذه الحرب التي قادتها الولايات المتحدة على التنظيم في كل من العراق وسوريا، سجلت أيضاً ارتفاعاً غير مسبوق في صفوف الضحايا المدنيين؛ ففي سوريا وحدها تشير بعض التقديرات إلى أن هناك 2000 شخص قُتلوا جراء الغارات الأمريكية على مواقع تابعة للتنظيم.

وربما لم يشهد العالم اصطفافاً ضد الولايات المتحدة حتى عندما غزت العراق عام 2003، كما شهدته الأمم المتحدة قبل أيام، عندما وقف العالم بوجه قرار ترامب اعتبار القدس عاصمةً لدولة إسرائيل، فحتى الدول الحليفة في أوروبا، فضلاً عن الدول المنافسة، وقفت ضد هذا القرار.

عملية السلام في الشرق الأوسط التي بشَّر بها ترامب، لم تحرز إلى الآن أي تقدُّم واضح، فبعد أن أوكل ترامب المهمة إلى صهره غاريد كوشنر، لا يبدو أن بدايات عام 2018 ستشهد أي تقدُّم في هذا الملف.

أما في أفغانستان، فقد أعلن ترامب استراتيجية جديدة، تتضمن زيادة القوات الأمريكية الموجودة هناك بواقع 4 آلاف جندي إضافيين إلى 11 ألفاً آخرين موجودين هناك، إلا أن البلد شهد خلال عام 2017، 4 آلاف تفجير، بارتفاع كبير عما كان قبل عامين أو ثلاثة.

وبالنسبة لإيران التي وعد ترامب بتمزيق الاتفاق النووي معها، فإنه عندما اختار السعودية كأول دولة خارجية يزورها خلافاً للعرف الذي سار عليه أسلافه من الرؤساء الأمريكان، فإنه سعى إلى توجيه رسالة، مفادها أنه يتضامن مع العالم السنّي ضد إيران الشيعية، وكانت أيضاً محاولة من ترامب لحشد الدعم لإسرائيل وتقارُبها مع العالم السنّي ضد إيران؛ من أجل إخراج الصراع في الشرق الأوسط من ثنائية “العربي – الإسرائيلي”.

أما فيما يتعلق بالاتفاق النووي الذي وعد ترامب بتمزيقه، فإنه لم يتمكن من الإقدام على ذلك؛ ففي أكتوبر الماضي انتهى الاتفاق النووي وكان يجب إصدار تقييم حول تعاون إيران بهذا الخصوص، فكان أن أصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريراً أفادت فيه بتعاون إيران وامتثالها لشروط الاتفاق؛ ما دفع ترامب لإحالة الاتفاق إلى الكونغرس للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن