شاهد|| في يوم الأرض.. ساعة واحدة لن تنقذ العالم

شاهد|| في يوم الأرض.. ساعة واحدة لن تنقذ العالم

رؤية – مها عطاف

ساعة واحدة تنطفئ فيها أنوار العالم بأكمله، في الحدث العالمي “ساعة الأرض”، والذي يوافق السبت الأخير من مارس في كل عام، ما بين 8:30 إلى 9:30 مساء، بحسب التوقيت المحلي لكل دولة، ويهدف هذا الحدث إلى رفع الوعي بخطر التغير المناخي، من خلال تشجيع الأفراد والمؤسسات على إطفاء الأضواء والأجهزة الإلكترونية غير الضرورية لمدة ساعة واحدة، للإسهام في عمليات إعادة التدوير وترشيد الاستهلاك للحفاظ على حق الأجيال في المستقبل.

 

 

الانطلاقة في 2007

وأطلقت مبادرة ساعة الأرض في العام 2007 مع حدث واحد في سيدني، إلا أنها باتت الآن مع نسختها الحادية عشرة تقام في كل أرجاء العالم بهدف التوعية بمخاطر الاضطرابات المناخية في وقت كانت السنوات الثلاثة الأخيرة الأكثر دفئا في تاريخ البشرية.

وعند حلول الساعة الثامنة والنصف مساء بالتوقيت المحلي لكل بلد ستغرق الكثير من الأبنية والمعالم والمواقع الأثرية في الظلام لمدة ساعة من الزمن، ومن بين هذه المعالم برج إيفل ودار أوبرا سيدني، فضلا عن بغ بن والكرملين والأكروبوليس، إضافة إلى ناطحات السحاب في هونغ كونغ وبرج خليفة في دبي وكاتدرائية القديس بطرس وشلالات نياغارا وتمثال المسيح الفادي في ريودي جانيرو.

 

ساعة واحدة لن تنقذ العالم

المبادرة هذه السنة لا تريد الاكتفاء بقضية التغير المناخي لتدعو إلى رص الصفوف من أجل حفظ الطبيعة، في وقت ينعقد فيه في كولومبيا اجتماعا لخبراء المنبر الحكومي الدولي حول التنوع البيولوجي والأنظمة البيئية الذي يقيم وضع الثروة الحيوانية والنباتية ونوعية التربة، وقال ماركو لامبرتيني -الأمين العام للصندوق العالمي للطبيعة الذي ينسق الحدث عبر العالم- “التنوع الحيوي والتغير المناخي هما وجهان لعملة واحدة”.

 

الحياة على الأرض إلى زوال

وكانت دراسة دعمتها الأمم المتحدة، عن التنوع الحيوي، تم نشرها أمس الجمعة، أشارت نتائجها إلى أن الأنشطة البشرية تؤدي إلى تقلص مزعج في تنوع الحياة النباتية والحيوانية على الأرض وتعرض للخطر الغذاء والمياه النظيفة وإمدادات الطاقة.

وبحسب “رويترز”، قالت الدراسة -التي شارك فيها أكثر من 550 مختصا وضمت سلسلة من التقارير أقرتها 129 حكومة بعد محادثات في كولومبيا- “إن التلوث وتغير المناخ وإزالة الغابات لتوسيع رقعة الأراضي الزراعية من بين الأخطار المتنامية على الطبيعة”، وأضاف المشاركون في الدراسة “التنوع الحيوي ضروري لأشكال الحياة على الأرض، لكنه يواصل الانكماش في كل منطقة من العالم، هذا النهج المثير للقلق يعرض للخطر جودة الحياة بالنسبة إلى الناس في كل مكان”.

وغطت أربعة تقارير إقليمية الأمريكتين ومنطقة آسيا والمحيط الهادي وأفريقيا وأوروبا ووسط آسيا أي كل المناطقع لى وجه الكوكب باستثناء القطبين وأعالي البحار، وفيما يتعلق بالأمريكتين أشار التقريرإلى أن قيمة الموارد الطبيعية بالنسبة إلى الناس، مثل المحاصيل والخشب والمياه النقية أو السياحة، بلغت 24.3 تريليون دولار سنويا على الأقل أو ما يعادل الناتج المحلي الإجمالي من ألاسكا حتى الأرجنتين.

وأضاف التقرير، أن “ثلثي هذه الموارد الطبيعية تشهد انكماشا في الأمريكتين”، ومن بين تقديرات اقتصادية أخرى ذكر التقرير الخاص في أفريقيا أن امتصاص كل هكتار من الغابات الغازات المسببة للاحتباس الحراري يساوي نحو 14 ألف دولار سنويا.

وفي جميع أنحاء العالم يواجه مزيد من الحيوانات والنباتات كثيرا من المخاطر، وأضافت الدراسة أن “أكثر من نصف الطيور وفصائل الثدييات في أفريقيا قد تنقرض بسبب تغيرات المناخ بحلول عام 2100”.

 

هذه الدول لن تكتفي بساعة الأرض

وستندرج “ساعة الأرض”هذه السنة في دول عدة في إطار مبادرات مرتبطة بحفظ الثروة الحيوانية والنباتية، ففي أستراليا سيرفع الصندوق العالمي للطبيعة الوعي بأربعة أنواع هم السلاحف الخضراء والكوالا والكنغر والبطريق، وفي كوريا الجنوبية حيث يتسبب غبار الفحم في أكثر من 14 ألف وفاة مبكرة كل سنة، سيشجع الناشطون على صنع أقنعة لحمل الحكومة على ضبط نوعية الهواء في الجو بشكل أفضل.

وفي الصين وسنغافورة ستطلق حملة ضد الأكياس البلاستيكية التي تلوث المحيطات، أما في الولايات المتحدة، التي أعلن رئيسها دونالد ترامب العام الماضي انسحابه من اتفاق باريس حول المناخ، فقال الصندوق العالمي لحفظ الطبيعة إنه سيدعو الشباب إلى الطلب من الحكومة دعم النضال من أجل مكافحة الاحترار المناخي.

“ساعة الأرض”.. هاشتاج يتصدر تويتر

دشن رواد موقع التدوين المصغر “تويتر”، هاشتاج “ساعة الأرض”، في صباح اليوم السبت، وتصدر قائمة الأكثر تداولًا على تويتر، وقاموا بنشر تغريدات توعية والتشجيع على المشاركة في المبادرة، ليظهر الهاشتاج في أكثر من 90 ألف تغريدة باللغتين الإنجليزية والعربية.

 

وإلى جانب إطفاء الأنوار في أهم المعالم في العالم حققت “ساعة الأرض”نتائج بيئية ملموسة منذ نسختها الأولى العام 2007، من بينها منع الأكياس البلاستيكية في جزرغالاباغوس، وزراعة أكثر من 17 مليون شجرة في كازاخستان.

وفي العام الماضي وصل عدد الدول المشاركة في ساعة الأرض إلى 180 دولة قامت جميعها بإطفاء أنوار أكثر من 12 ألف معلم وموقع سياحي وأثري، وشارك 2.5 مليار شخص حول العالم في هذا التقليد، وكانت مدينة دبي هي المدينة المشاركة الأولى عربيا عام 2009، تبعتها القاهرة ثم الرياض في عام 2010.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن