صحيفة: رغم الخلافات.. المصالحة الفلسطينية لن تفشل

حماس تؤكد تطلعها لاستكمال خطوات المصالحة الوطنية

قالت صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية إنه مع بدء الفصائل الفلسطينية جولة جديد من المحادثات في القاهرة، ظهر أحد التفاصيل كدليل على التحديات التي يواجهونها، حيث يقود الوفد الذي يمثل حركة حماس “صلاح العاروري” نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، واتهم بالتآمر للإطاحة برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

وإذا أمكن التغلب على هذه العقبة المحرجة، فإن المحادثات ستكون لها على الأقل القدرة على إنهاء الانقسام الدموي الذي دام عقدا وإعادة تشكيل خريطة المنطقة السياسية، ومع ذلك، يعتقد خبراء أن المصالحة سوف تتم للنهاية.

ويأمل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أن يعيد السيطرة على قطاع غزة بعد غياب دام 10 سنوات، حيث يرى الوحدة فرصة لاستعادة موطئ قدم في غزة.

ومن النقاط الشائكة في المصالحة ملف الأمن، حيث قام الجناح العسكري لحماس ببناء ترسانة هائلة من الصواريخ والطائرات بدون طيار، فضلا عن شبكة من الأنفاق المحصنة، وخاضت ثلاث حروب ضد إسرائيل.

وتقول حماس إن احتفاظها بـ “أسلحة المقاومة” أمر غير قابل للتفاوض، لكن عباس قال إنه لن يقبل تكرار “نموذج حزب الله في لبنان”.

وقال غسان الخطيب، خبير سياسي فلسطيني:” المصالحة أمر لا يمكن لأي من الطرفين تحمله، لا يمكن لحماس تغيير سياستها لكي تكون جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية، ولا لمنظمة التحرير قبول حماس دون تغيير سياساتها”.

وباختصار بحسب الخطيب: “حماس لن تتخلى عن قدراتها العسكرية، ولا يستطيع عباس قبول النموذج اللبناني، لكن الطرفين في النهاية يحرصان على نجاح المصالحة”.

ومع ذلك، في حين أن المحاولات العديدة للوحدة الفلسطينية فشلت في الماضي، فإن خبراء في الضفة الغربية وقطاع غزة وإسرائيل يقولون إن هذه المحاولة تبدو أكثر خطورة، حماس تحت قيادة جديدة، وتريد الولايات المتحدة وغيرها من اللاعبين الدوليين رؤية السلطة الفلسطينية تتولى مسؤولية غزة قبل استئناف محتمل لعملية السلام الاسرائيلية الفلسطينية، وجميع الأطراف، بما فيها إسرائيل، تتزايد قلقها إزاء الحالة الإنسانية في القطاع المحاصر.

ولا يمكن أن تتدفق المساعدات إلى المنطقة طالما أن حماس التي تعتبر جماعة إرهابية من إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تسيطر على القطاع.

وقال المحللون إن تدفق المساعدات الخارجية من خلال السلطة الفلسطينية، ونظام جديد لمعابر غزة مع إسرائيل ومصر يسمح بزيادة حركة الناس والبضائع ويمكن أن يخفف المعاناة ويمنع وقوع انفجار سكاني.

وقال الخطيب “القاسم المشترك الأدنى الذي يتفق عليه الجميع، هو تدهور الوضع في غزة.. ما سيحدث على الأرجح هو أقل بكثير من المصالحة، ولكن بعض التقدم لا يتجاوز الواقع الحالي”.

وكانت إسرائيل سمحت الأسبوع الماضي لوفد كبير من المسؤولين الحكوميين والأمنيين في السلطة الفلسطينية برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله بالمرور عبر أراضيها لعقد اجتماع حكومي رسمي في غزة كعرض مبكر للوحدة.

وقال بعض المحللين إن أي احتفالات حول وصول حمد الله إلى غزة قد تكون سابقة لأوانها، وقال زكريا القاق، الخبير الفلسطيني: إن “رامي حمد الله ذهب إلى هناك كنوع من الزيارة، مثل بان كي مون”.

وأضاف: عباس طالب في البداية بتفكيك حكومة الظل في حماس.. وحاليا يقول إنهم يجب التفاوض على كل شيء”.

ولكن حتى لو كان عباس مترددا في العمل كمقاول من الباطن في حل مشاكل غزة، فقد طالب الشعب الفلسطيني منذ فترة طويلة بالوحدة، والتزم عباس علنا بمحاولة تحقيقها.

وقال “شالوم هراري” خبير إسرائيلي” حتى إذا لم تنجح المحادثات، فإنها لا تزال تستحق المتابعة .. لا توجد ضريبة على الكلام ، لكن الحد الاقصى الذى يمكن تحقيقه ترتيب مؤقت مع بعض التغييرات فى المعابر”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن