صحيفة: محمد بن سلمان يخاطر بكل شيء معتمداً على ترامب

محمد بن سلمان وترامب

قالت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية اليوم الأحد، إن محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، وصديقه المقرب غاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصهره، في عجلة من أمرهما، في ظل هذه الخطوات التي قام بها بن سلمان خلال الفترة الأخيرة، معتبرة أنه “يقامر بكل شيء”.

وكشفت الصحيفة أن كوشنر قام نهاية أكتوبر بزيارة سرية إلى السعودية، وهي الثالثة له منذ تولي ترامب السلطة، والتقى بن سلمان في مزرعة خاصة واستمر اللقاء إلى وقت متأخر من الليل.

وبعد وقت قصير من هذا الاجتماع حصلت ثلاثة أشياء لافتة؛ فقد قام بن سلمان بعملية تطهير واسعة شملت اعتقال كبار الأثرياء والأمراء، واستبعد كل الشخصيات التي كان يمكن أن تكون منافسة له، كما قاد انقلاباً صامتاً في لبنان من خلال إجبار رئيس الوزراء سعد الحريري على الاستقالة، ورغم هذه الأحداث الثلاثة فإن “واشنطن التزمت الصمت، ولم يخرج أي انتقاد بل إن ترامب نفسه غرد مناصراً لحملة مكافحة الفساد”.

وتقول “الأوبزرفر” إن الروابط القوية التي تربط محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، وغاريد كوشنر، باتت اليوم تشكل مصدر قلق للبنتاغون، ولكبار المسؤولين الدبلوماسيين في واشنطن؛ لأن صهر ترامب لم يطلع المسؤولين على طبيعة محادثاته مع بن سلمان، ولا أسباب زياراته للسعودية.

ولفتت الصحيفة إلى أن “ترامب يدير الولايات المتحدة وكأنها جزء من أعماله الخاصة، وهو أمر يمكن أن يكون مقبولاً، ولكن عندما تكون هذه السياسة متهورة وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار في أكثر مناطق العالم تقلباً فإن ذلك يعني مشكلة للجميع، وهذا ما يحدث الآن”.

محمد بن سلمان أعلن الحرب في اليمن عام 2015، بهدف هزيمة الحوثيين المدعومين من إيران، ولكن الحرب فشلت فشلاً فادحاً وتحول اليمن إلى أحد أفقر الدول في العالم، وإلى أرض للقتل بعد أن دمرها العنف وسوء التغذية.

وفي الأسبوع الماضي، أطلقت المنظمات الإغاثية حول العالم نداء لإنقاذ اليمن، فلقد سجلت وكالات الإغاثة وفاة 150 طفلاً يمنياً في اليوم، وهناك أرقام تشير إلى مقتل 50 ألف طفل هذا العام فقط.

في حين أشارت تقارير لهيئة الإذاعة البريطانية (BBC) إلى أن “كارثة غير مقبولة تجري في اليمن بسبب الإجراءات السعودية، والتي تمر دون أي مواجهة من قبل إدارة ترامب وكوشنر”.

خشية السعودية من المنافس التقليدي إيران تجعلها دائماً تقع في حسابات خاطئة، الأمر الذي بات يتسبب بقلق بين الحلفاء الغربيين، وهو ما تمثل قبل يومين بخلاف غاضب من طرف ألمانيا ضد السعودية؛ بسبب إجبار الرياض رئيس وزراء لبنان على تقديم استقالته.

وبغض النظر عن موقف وزير خارجية أمريكا، ريكس تيلرسون، الذي يحاول إمساك العصا من الوسط بين موقف إدارة البيت الأبيض وموقف وزارته، فإن فرنسا وألمانيا أظهرتا رفضاً لسياسات بن سلمان.

فبعد حصار قطر بات الحديث اليوم عن مواجهة ضد إيران مما يدفع المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار، وكما ذكر وزير خارجية ألمانيا، زيغماز غابرييل، فإن آخر شيء يحتاجه الشرق الأوسط هو مشكلة أخرى.

لقد أثارت الحملة السعودية في اليمن حفيظة الحكومة البريطانية، إلا أنها لم تتمكن إلا من إصدار توبيخ خفيف الأسبوع الماضي، داعية الرياض إلى السماح بوصول الإمدادات التجارية والإنسانية، وهو أمر راجع على ما يبدو لخضوع حكومة لندن للرياض.

ولطالما اعتبرت القوى العظمى أسرة آل سعود واحداً من أسباب الاستقرار في الشرق الأوسط، كما تقول الصحيفة، ولعل أكبر الانتقادات التي توجه لهذه الأسرة هو الحكم غير الديمقراطي، وأيضاً السجل المروع في مجال حقوق الإنسان، وخاصة في أعقاب انتشار الأصولية السلفية.

وتختم الصحيفة بالقول، إن السعودية تتعرض لضغوط ليس فقط من طموحات الجارة إيران، ولكن أيضاً بسبب انخفاض أسعار النفط وتقلص الثروة الوطنية وتزايد المطالب الخاصة بالإصلاح، إلا أن سلوك بن سلمان الذي يتصف بالحماقة، والعنف، ودون أي حساب من قبل البيت الأبيض، يدفعنا إلى القول بأنه “يقامر بكل شيء”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن