ضابط إسرائيلي: لن تطأ قدمي غزة بعد اليوم

الاحتلال

غزة / الوطن اليوم

تعهد ضابط في أبرز ما تسمى “ألوية النخبة” بالجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن قدمه لن تطأ أرض قطاع غزة في أي مواجهة قادمة وذلك بعد أن شارك في عمليات التوغل البري على القطاع في عدواني عامي 2009 و2014.

وروى الضابط أفيحاي بارل الذي يعمل في كتيبة (التدخل) التابعة للواء (جولاني) ما حل به من مصائب في طريقه إلى قطاع غزة وداخله خلال العدوان الأخير صيف العام الماضي، علما أن لواء (جولاني) تركز عمله في العدوان الأخير شرقي مدينة غزة.

وقال بارل في معرض شهادته على ما حصل إنه جرى نقلهم لغزة عبر ناقلة جند من نوع “شيزاريت” من الطراز القديم بحيث تعطلت قبل دخولها للقطاع وجرى إصلاحها على عجل.

وذكر أنه تم استقدام جنود من إحدى الدورات العسكرية لقيادة الناقلة بعد إصلاحها “لأن أفراد الكتيبة لا يعرفون ذلك رغم أن جنود الدورة لا خبرة لهم بالقتال ولم ينهوا دورتهم بعد وحظر عليهم الخروج من النقالات بسبب نقص الخبرة”.

ليلة التوغل

وروى بارل أنه ليلة الدخول للقطاع دخلت الناقلات مع دبابات كثيرة قبل أن تعلق ناقلته داخل حفرة طينية شرق غزة وتبقى عالقة لعدة ساعات دون أن يكترث أحد ما اضطره للنزول منها والبحث عن مساعدة.

وأوضح أنه عثر على بلدوزر من نوع (D9) وأحضره لدفع ناقلته العالقة وقام بذلك “إلا أن ثمن ذلك كان تحطم أسفل الناقلة وانفتاح ثغرة في جسم الناقلة”.

وقال ” قام البلدوزر بدفعنا إلى الأمام لمواصلة التقدم نحو غزة وخرجنا من الحفرة ولكن الوضع تدهور أكثر حيث فتح البلدوزر ثغرة أسفل الناقلة ولم يكن لدينا خيار في حينها فقد كنا ضمن خطوط إطلاق النار بحي الموت ونحن بحاجة للتقدم”.

وأضاف “لم يغط علينا أحد ونحن في طريقنا إلى الشجاعية وكنا كمن يسير داخل إحدى المعلبات فقد كان الظلام دامساً والاتصال مقطوعًا ولم أكن أعلم ما الذي جرى لباقي طاقم وحدتي، وكان علينا تلمس الطريق في الظلمة .. كنا فقط 6 جنود والناقلة”.

وتابع “في نهاية تلك الليلة الدموية نجحنا في الوصول إلى هدفنا في الشجاعية وتمكننا من الانضمام بسلام لفريقنا، وبعد عدة أيام وبعد تخطينا لعدد غير محدود من الكمائن والفوضى العارمة اكتشفتنا خلية من حركة حماس وأطلقت علينا قذيفة هاون من عيار 120ملم أصابت بطلة الفلم الناقلة وأصبت أنا ورفاقي ولم يكن هنالك قتلى عدا عن الناقلة التي تم الإعلان عنها كشهيدة للجيش”، قال ساخرًا.

فساد وترهل

وأشار الضابط بارل إلى أنه تابع يوم أمس تقرير القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الذي حمل عنوانًا (وحيدًا بالشجاعية) وتحدث عن حادثة الناقلة الشهيرة في حي الشجاعية التي قتل فيها سبعة جنود.

ولفت إلى أن التقرير “صورة طبق الأصل عن قصتي مع الناقلة لكن مع ناقلة أسوأ وإصابة أعنف ومع 7 قتلى فقط”.

وقال “إن الفساد والترهل الإداري يعصف بالجيش حيث لا تعرف شماله ما تفعله يمينه”، متهمًا الجيش بإرساله للقطاع دون حماية والناقلة التي كان يستقلها عند بدء عملية التوغل البري ب”البيت المحصن داخل غزة وبدونها لن يكون هنالك جندي”.

وأضاف “انصعنا للأوامر كالكلاب المسعورة لأننا لا نعلم شيئًا ونفعل ما تمليه الأوامر حتى لو طلبوا منا الدخول لعش ثعالب الموت في الشجاعية مع ناقلة يعتريها العفن فمن يعلم أن ثمن كل ذلك سيكون حياتنا؟”.

بط بميدان الرماية

وأقر الضابط بارل بأنه ذرف الدموع في أغسطس الماضي فيما اليوم الدماء تغلي بداخله “فليس من الممكن أن لا نستخلص العبر بعد كل هذا الفشل وعدنا لأخطاء العام 2009”.

وتابع “لا يمكن دخول الجنود إلى غزة بآليات معطلة وتكون أهدافًا مريحة في مركز حي محاطين بالبنادق والصواريخ على مدار 360 درجة”.

وقال عن توغل الجنود إلى داخل قطاع غزة “نزفنا وانكشفنا وتحولنا لبط في ميدان الرماية”، مضيفًا أنه لا يمكن أن يذهب من قتل من الجنود من دون ثمن.

وتطرق بارل إلى إعلان الجيش بعد العدوان الأخير على غزة عن نيته استخلاص العبر مما حصل، قائلاً “إن هكذا عبارة تحولت لشعار فارغ من مضمونه فلا يوجد من يتحمل المسئولية وما يهم القادة هو الرتب فلم يستقل أحدهم بسبب ذلك الفشل”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن