عائلة “الغول”.. مجزرة وحشية يتحداها صبر وثبات

كان اجتماعاً عائلياً لكل أفراد الأسرة, وبكل عفوية كان المزاح والضحكات ترافق جنبات البيت في مشهد يتكرر في كل بيت فلسطيني يتعالى على القصف والقتل والدمار, لربما لم يكن يدرك الأب وأبناؤه وأحفاده أنها جلسة الوداع الأخيرة قبيل المجزرة بساعات.

بعد فجر اليوم الثالث للمجزرة الإسرائيلية على مدينة رفح والثامن والعشرين من الحرب الوحشية على قطاع غزة برائحة الدم لعائلة الغول في مخيم يبنا برفح بعد يومين متواصلين من القصف الإسرائيلي العنيف الذي أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء في ساعات قليلة.

تقرير عن المجزرة التى ارتكبتها الطائرات الحربية الإسرائيلية بحق عائلة “الغول” بمدينة رفح, والتي أدت إلى ارتقاء تسعة شهداء واصابة ثمانية من أفراد العائلة معظمهم من النساء والأطفال.

9 شهداء بعد لقاء الوداع

بعد ليل لم يعرف فيه الشعب الغزيّ طعم النوم مع أصوات الانفجارات والقصف والدمار في كل مكان وفي قرابة الساعة السادسة صباحاً شنت الطائرات الحربية غارتها الهمجية على بيت عائلة الحاج اسماعيل الغول 69 عاماً وسط مخيم يبنا المكتظ بالسكان , ليتم تدمير المنزل بالكامل على رؤوس ساكنيه دون سابق إنذار, لتكون المجزرة لأبرياء وهم نيام.

صلاح الغول أحد أبناء هذه العائلة والذي لم يكن متواجداً في بيت عائلته ساعة القصف انطلق فور سماعه لقصف منزل عائلته إلى حيث المكان لتكون الصدمة وهو يرى أعزّ الناس عليه تحت الأنقاض كما قال لـ”فلسطين الآن” خلال حديثه , ورغم ذلك الإجرام قال: “ربنا صبرنا والحمد لله”.

وتابع قائلاً: “قبل بيوم قصف منزل الشاعر القريب من بيت العائلة بأمتار, واجتمعنا كلنا في البيت طوال اليوم يمازح بعضنا بعضا, ويبدو أنها كانت جلسة الوداع”.

ارتقى على إثر هذه الجريمة تسعة شهداء من العائلة وهم ربُّ هذه العائلة الحاج اسماعيل محمد الغول وزوجته خضرة خالد الغول , وابنتيهما هنادي وأسماء , وابنيهما محمد ووائل , وثلاثة من أحفادهما الأطفال اسماعيل وملك ومصطفى أبناء الشهيد وائل , وأصيب كذلك ثمانية من أفراد العائلة معظمها اصابات متوسطة.

ولدا في الحرب ليفترقا فيها

إبراهيم ومصطفى وائل الغول هي قصة حياة توأمية كان عمرها 23 يوماً فقط , ولدا في بداية الحرب ليفترقا كذلك فيها , كانا ينامان بجوار بعضهما بجوار في حضن والدتهما أثناء القصف كما تحدث لنا صلاح الغول , ليرحل مصطفى جراء اصابته بشظية صاروخية لم ترحم ضعف جسده , ويصاب إبراهيم لتُقتل براءة طفولته التي لم تكبر بعد.

والدتهم التي أصيبت خلال القصف واستشهد زوجها “وائل” وأبناؤها الثلاثة كما يروي لنا صلاح أنها في بداية انتشالها من تحت الأنقاض قالت:”أولادي أولادي , دير بالك عليهم”.

وتحدث الغول عن الطفل المصاب محمود 10 سنوات وهو أحد ابناء الشهيد وائل قائلاً:” انتشلناه من تحت الأنقاض واعتقدناه فارق الحياة , وإذ به ينتفض من الموت إلى الحياة ويصرخ أبي أمي” , وهنا الكلمات تعجز عن الوصف أمام الألم والدموع.

صبر وثبات

“اللهم خذ منا حتى ترضى” , بهذه الكلمات ختم صلاح الغول حديثه لـ”فلسطين الآن” , وهو الذي فقد والديه واثنين من إخوانه واثنتين من أخواته وثلاثة أطفال من أبناء أخيه , وقال:”هذا فخر لنا وللأمة , والحمد لله أن الله اصطفى منا الشهداء حتى ننال رضى ربنا” , وتعجز هنا الكلمات أيضا أن تعبر عن معاني الصمود والصبر والثبات.

واعتبر الغول أن هذه الطريق هي الطريق التي تربوا عليها منذ الصغر , وقال ” الوالد والوالدة ربّونا على التضحية منذ الصغر , وكانت أمي تحمل السلاح للمقاومين”.

كان الوقت بين ساعة الاستهداف واستشهاد أفراد العائلة وبين تشييعهم إلى المقبرة الغربية برفح سريعاً وقصيراً جداً , ومن المعاناة التي شهدتها رفح أن تكدست جثث الشهداء في المستشفيات , وكذلك لم يجدوا مكاناً في ثلاجات الموتى وأطفال هذه العائلة وضعت في ثلاجة المرطبات في المستشفى الكويتي , وحملت عائلة الغول شهداءها إلى الصلاة في سيارة لنقل البضائع , وأدّوا صلاة الجنازة عليهم وهم داخل السيارة.

نقلا عن فلسطين الآن

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن