عالقون بين غزة والقاهرة يصرخون : افترشنا الأرض والتحفنا السماء ولا مجيب

معبر رفح البري

قرار مفاجئ بإغلاق السلطات المصرية لمعبر رفح البري جنوب القطاع ، الجمعة الماضية كان كفيلا، بخلق مأساة جديدة لعشرات المواطنين الذين علقوا واحتجزوا في مطار القاهرة، وآخرين افترشوا الأرض في العريش ورفح، في ظل ظروف صعبة وأمنية تعانيها منطقة سيناء، دون تحرك رسمي لحل أزمتهم.

وكانت السلطات المصرية، قد أعادت فتح معبر رفح الأربعاء الماضي بشكل مفاجئ، حيث عمل فقط ليوم ونصف، قبل أن تعلن عن إغلاقه، حيث لم يتمكن سوى عدد قليل من المسافرين من مغادرة القطاع، عازيةً سبب الإغلاق للظروف الأمنية التي تشهدها منطقة سيناء.

مأساة هؤلاء المواطنين الذين لم يستطيعوا الوصول لقطاع غزة، بسبب الإغلاق المفاجئ استمرت نتيجة عدم إيجاد حل عاجل لها، حيث قطع بعضهم مسافات طويلة ووصل إلى مشارف غزة، حيث تلقوا الصدمة أن يُعادوا إلى حجز المطار، فيما عاد آخرون للبلاد التي جاؤوا منها، فيما لا يزال آخرون عالقين في العريش ورفح.

وحسب تقارير، فمايقارب من 200 شخص عالقون على بعد كيلو متر واحد فقط من الجانب المصري لمعبر رفح، نسبة كبيرة منهم من المرضى والأطفال وكبار السن، يعيشون ظروفًا مأساوية قرب أماكن المواجهات والكمائن العسكرية للجيش المصري عنهم سوى مسافات قليلة .

السفارة الفلسطينية في القاهرة، اكتفت منذ بداية الأزمة، أن تصدر بيان اطمئنان أن جميع المواطنين المسافرين من مصر لغزة ومن غزة لمصر بخير، وتؤكد أن السفارة تتابع مع السلطات المصرية المعنية تأمين وصولهم لمعبر رفح ودخولهم لغزة، ومغادرتهم لمصر ولمطار القاهرة الدولي.

داوود شهاب مسؤول المكتب الإعلامي لحركة الجهاد الإسلامي، أكد أن مأساة العالقين والمحتجزين في مطار القاهرة بعد إغلاق معبر رفح، تستصرخ الضمير الإنساني، موضحا أن هؤلاء لا ذنب لهم ولا يشكلون خطرا على أحد، ومن حقهم أن يُعاملوا معاملة تليق بهم كآدميين وتليق بمصر كدولة ومكانة.

وقال شهاب: إن هذه القضية الإنسانية لا يليق بنا أبدا أن نتجاوزها أو نغض الطرف عنها،

وعلينا أن نتحمل المسؤولية الأخلاقية والأدبية تجاه أهلنا وأبناء شعبنا.

وتابع: الناس تحملت معاناة الطريق والحواجز، وقدرت الظروف الأمنية التي تمر بها سيناء، لكن أن يصلوا في كل هذه الظروف ثم يعاودون إلى الحجز في المطار فهذه صدمة وذهول وقهر.

الشاب ياسر جودة، كان في طريق العودة لقطاع غزة إلا أنه لم يصل بسبب إغلاق المعبر، أكد أن النساء والأطفال والرجال يقاسون الويلات ما بين سيناء وعريش وكمائن وترحيلات، يبيتون في الشوارع لا يملكون سوى الدعاء لحل أزمتهم.

وكتب على صفحته: إلى كل مسؤول وقائد يغير على وطنه وأبناء شعبه..لا بارك الله فيمن يعيش في الرخاء وإخوانكم وإخواتكم وأمهاتكم يقاسون الويلات ما بين سيناء وعريش وكمائن وترحيلات.. يبيتون في الشوارع لا يملكون سوى الدعاء ….أنجدوهم.

وتابع: سوف يكتب التاريخ لعنته عليكم ولا أستثني منكم أحدا، أصحاب شعارات المشروع الوطني.. أين هي الوطنية، من يتكلم عنها، الوطنية فعل وليس قول، فرصتكم الآن لإثبات ذلك.

الأورومتوسطي يحذر

من جهته، حذر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من الحالة السيئة التي وصلت إليها أوضاع العالقين والمحتجزين الفلسطينيين على جانبي معبر رفح البري وداخل مطار القاهرة بعد قرار السلطات المصرية إغلاق المعبر أمام المسافرين من وإلى قطاع غزة بشكل مفاجئ، وهو ما شكل مأساة كبيرة بالنسبة لمئات العالقين وغالبيتهم من المرضى والطلاب، محذرا من أن تؤول أوضاعهم إلى الأسوأ في ظل نفاذ أموالهم ومصادر بقائهم.

وقال المرصد الأورومتوسطي في بيان صدر عنه اليوم الإثنين، إن السلطات المصرية كانت قد سمحت بفتح معبر رفح البري لتأمين سفر وعودة المواطنين من وإلى قطاع غزة بعد إغلاق تام استمر قرابة الخمسين يومًا، ثم فاجأت المواطنين الفلسطينيين بقرار إغلاقها للمعبر بعد يومين فقط من قرار فتحه، بالتزامن مع إعلانها عن انطلاق عملية عسكرية للجيش المصري في صحراء سيناء، ما أدى إلى احتجاز مئات المسافرين العائدين إلى قطاع غزة داخل مطار القاهرة، وعلى الجانب المصري من معبر رفح البري على بعد كيلو متر واحد فقط من الحدود المصرية مع قطاع غزة.

وأشار الأورومتوسطي إلى أن السلطات المصرية لم تسمح بعبور سوى 650 مسافرًا من العالقين إلى قطاع غزة طوال مدة فتح المعبر، ولا يزال مئات المواطنين الآخرين عالقين ومحتجزين لدى الجانب المصري من المعبر حتى اللحظة، فيما أمرت السلطات المصرية بإرجاع أكثر من 44 مركبة تحمل فلسطينيين عالقين على المعبر إلى مطار القاهرة مرة أخرى، ورفضت إدخالهم لغزة.

وأضاف الأورومتوسطي أن أعداد العالقين على المعبر من جهة مصر، والذين أرادوا العودة إلى قطاع غزة قبل أن يصدر الجيش المصري قراره بترحيلهم مرة أخرى إلى مطار القاهرة، يتجاوز الـ 400 مسافر، محتجزون حاليا داخل صالات مغلقة في المطار، فيما تم إبلاغهم من قبل أمن المطار بأن على كل شخص منهم العودة من الوجهة التي أتى منها.

ووصف المرصد الأورومتوسطي أوضاع العالقين الفلسطينيين في الجانب المصري من معبر رفح أو المحتجزين داخل مطار القاهرة بالصعبة للغاية حيث تنعدم معها معايير الإنسانية.

وناشد مئات المسافرين المحتجزين داخل مطار القاهرة السلطات المصرية والسفارة الفلسطينية في القاهرة سرعة تأمين عودتهم إلى قطاع غزة بأقصى سرعة أو إيجاد حل مؤقت يحد من معاناتهم داخل غرف الحجز.

ولفت المرصد الأورومتوسطي إلى إفادات تلقاها من عدد من المحتجزين في مطار القاهرة، قالوا فيها بأن عناصر الأمن في المطار يحتجزون قرابة 100 شخص، جلهم من المرضى والطلاب والأطفال، في غرفة واحدة بوضع يرثى له، ودون تزويدهم بالطعام أو الشراب أو أغطية للنوم، فيما نفذت أموال معظمهم ولا يستطيعون شراء اللوازم الخاصة بأطفالهم ومرضاهم فضلا عن شراء الطعام.

وذكر الأورومتوسطي أن 200 شخص آخر عالقون على بعد كيلو متر واحد فقط من الجانب المصري لمعبر رفح، نسبة كبيرة منهم من المرضى والأطفال وكبار السن، فيما لا تبعد أماكن المواجهات والكمائن العسكرية للجيش المصري عنهم سوى مسافات قليلة، ويعيشون ظروفًا مأساويةً بلا أدنى مقومات للحياة.

ودعا المرصد الأورومتوسطي السلطات المصرية إلى سرعة فتح معبر رفح لإدخال العالقين المتواجدين بالقرب من المعبر، وضرورة تأمين العالقين قرب الكمائن العسكرية ومناطق الخطر، وتزوديهم بالاحتياجات الإنسانية اللازمة بالسرعة الممكنة.

وطالب الأورومتوسطي السفارة الفلسطينية في القاهرة بالعمل على التواصل مع السلطات المصرية لتوفير احتياجات مئات المحتجزين داخل مطار القاهرة وإيجاد أماكن لائقة يبيتون فيها، والتنسيق مع سفارات الدول الأخرى لإنجاز المعاملات الرسمية العالقة لمن يريد السفر منهم.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن