عبد الفتاح السيسي الرئيس الذي يقود مصر بلا منازع

عبد الفتاح السيسي
عبد الفتاح السيسي

صانع الاستقرار بالنسبة للبعض وحاكم منفرد بالنسبة لاخرين، يقود المشير السابق عبد الفتاح السيسي مصر بلا منازع منذ العام 2013 بما لا يترك الكثير من الشكوك حول نتيجة الانتخابات الرئاسية.

بعد ان أزاح سلفه الاسلامي محمد مرسي في العام 2013 اثر تظاهرات جماهيرية كبيرة طالبت برحيله، تمكن السيسي من الفوز بسهولة بالانتخابات الرئاسية في العام 2014.

ومنذ توليه الحكم قبل أربع سنوات، اسكت السيسي كل صوت معارض، سواء إسلامي أو ليبيرالي.

أظهرت تقديرات أولية لنتيجة الانتخابات الرئاسية في مصر التي انتهى الاقتراع فيها في 28 اذار/مارس اكتساح الرئيس المنتهية ولايته السيسي وفوزه بولاية ثانية بنسبة وصلت إلى 92% من جملة الأصوات، حسب ما نقل موقع صحيفة الأهرام الحكومية.

وذكرت الأهرام أن عدد أصوات الناخبين الصحيحة لصالح السيسي بلغ 23 مليون صوت من قرابة 25 مليون شخص شاركوا في التصويت، من أصل 60 مليون ناخب.

وحصل خصم السيسي الوحيد موسى مصطفى موسى وهو سياسي غير معروف يترأس حزب الغد، على 3% من جملة الأصوات المحتسبة، بحسب الأهرام.

وخلف نظارته السوداء الشهيرة يظهر ضابط الجيش السابق، الذي استبدل الزي العسكري ببزات مدنية داكنة، كثيرا في وسائل الاعلام المصرية وعبر شاشات التلفزيون فيشارك مرة في اطلاق حدث او في مؤتمرات مع الشباب المصري.

ويتحدث السيسي باللهجة المصرية العامية ويلقي خطبا مسهبة بصوت دافئ تتخللها احيانا ضحكات بصوت مرتفع أمام جمهور منتبه وهادىء.

وبلهجة أبوية، يصف السيسي المصريين بانهم “نور عينه” مؤكدا انه ليس أكثر من خادم لشعبه اختير لخدمة بلده.

احتفظ السيسي بشعبيته لدى المصريين الذين لا يزالون يرون فيه الرجل الوحيد القادر على الحفاظ على الاستقرار بعد أن سئموا من الفوضى التي سادت في أعقاب ثورة 2011 التي أسقطت حسني مبارك.

دفع السيسي بالجيش في شمال سيناء، حيث ينشط الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية، ولكنه لم ينجح في القضاء على موجة الاعتداءات الدامية التي تستهدف أساسا رجال الجيش والشرطة.

على الصعيد الاقتصادي، أطلق السيسي برنامجا استهدف أساسا تقليص الدعم الذي تقدمه الدولة للسلع الأساسية والكهرباء والمحروقات. ورغم الاستياء الشعبي لم تحدث أي احتجاجات.

ولد السيسي في تشرين الثاني/نوفمبر 1954 في حي الجمالية بقلب القاهرة الاسلامية وكان من الصغر متميزاً وسط اقرانه ويتحلى بصفات قيادية، بحسب من عرفوه في تلك الفترة.

تخرج من الكلية الحربية في العام 1977 ودرس بعد ذلك في انكلترا ثم في الولايات المتحدة قبل ان يصبح رئيسا للاستخبارات العسكرية في عهد مبارك في العام 2010.

وفي 2013 تصدر السيسي المشهد السياسي وشن حملة قمع ضد انصار الرئيس الاسبق محمد مرسي ما ادى الى مقتل مئات المتظاهرين الاسلاميين في اسابيع.

ومن المفارقة ان مرسي كان عين بنفسه السيسي وزيرا للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة في اب/اغسطس 2012.

وابدى الناشطون العلمانيون واليساريون الذين ايدوا اطاحة مرسي اسفهم بعد ذلك على موقفهم. وتتهم منظمات حقوق الانسان الدولية بانتظام السيسي بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان.

وفي 14 اب/اغسطس 2013 ، بعد شهر من اطاحته مرسي، قتل شرطيون وجنود اكثر من 700 متظاهر من انصار الرئيس الاسلامي خلال بضع ساعات في القاهرة.

وتحدثت منظمة هيومن رايتس ووتش انذاك عن “قتل جماعي” يمكن ان يشكل “جريمة محتملة ضد الانسانية”.

واثناء حملته الانتخابية في العام 2014 اعتبر ان “الحريات” لا ينبغي ان تكون على حساب “الامن القومي واكد في مقابلة صحافية ان الامر يتطلب “20 الى 25 عاما لاقامة ديموقراطية حقيقية ” في مصر.

ومنذ عزل مرسي، سجن عشرات الالاف من انصاره وصدرت أحكام جماعية سريعة دانتها بشدة الامم المتحدة بحق مئات من أنصار الاخوان المسلمين من بينهم الرئيس المخلوع نفسه.

ويقول المقربون من السيسي، وهو أب لاربعة ابناء وزوجته محجبة، انه رجل متدين يؤدي فروض الصلاة الخمسة يوميا.(أ ف ب)

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن