عثمان ابو غربية الرجل الذي لم يهزمه القهر

سميح خلف
سميح خلف

الكاتب/ سميح خلف
اصبحت آلامنا اكثر بكثير من افراحنا ، نتألم ولكن لا نهزم ، هو هذا الفارس العاصفي وان قلت قائدا فلن اعطيه حقه بل اعظم ما اوصفه بانه الانسان وبما يمتلك من خصائص القوة والضعف فهو قوي الارادة امام قضيته وحقوق شعبه وهو الضعيف عندما يثار في اعماقه مشاهد المخيمات واللجوء لأبناء شعبه ، فتسقط الدمعات لتتحول من ضعف الى ثورة عارمة تقودها العاصفة وللك عثمان ابو غربية لم يهرف الهزيمة فهو المتفائل رغم ما يحيط المناخات من غيوم اليأس وما كان وما اصبح مابين السؤال ماذا نريد نحن …؟؟؟؟ وماذا يجب ان نفعل ……؟؟؟ والى اين نحن سائرون الان …؟؟؟؟ قد تكون التساؤلات لها اجابات كثيرة وكبيرة في فكر القائد الراحل ….. فهو المفكر وهو الثائر …. وكما انجبت فتح والعاصفة .

كثيرون هم من سيتحدثون عن المهام وما قام به من واجب وكثيرون من سيضعون ذاتيته عبر كل وسائل الاعلام ، ولكن عثمان ابو غربية اكبر بكثير من كل الابجديات والجمل والسطور وبحجم قضية حملها على كتفيه فكان هو الفعل والفعل بعينه من البندقية التي تتلحف بالوعي الثوري  وهو المستقريء لكل الظواهر تلك الشخصية ذات العمق الادبي والاخلاقي حيثيتين وسمتين لرجل الثورة والقائد معا .

هو من جيل العمالقة الذي عمل في كل الظروف والمناخات فكان جبل المحامل بما عليه من احمال ، فكان القلب ليرهق ويتأزم ويضطرب ويتمرد ، هذا هو عثمان ابو غربية .

رحل عثمان ولم يترجل ولم يغادر خنادقه وان كان القهر الذي حاربه بصبر لكي يحقق النصر وان غادر ماديا لكي لا يكون مهزوما وليبقى منتصر بما قدم لفتح والثورة ولفلسطين ، اجل انه ابن المدينة المقدسة التي تتعرض لأبشع انواع العدوان والتهويد ، انه ابن زهرة فلسطين ، زهرة المدائن .

ارث كبير تركه الراحل لمسيرة التتابع والاجيال عل رسالته لم تنتهي لتستمر مع اول خطوة الى اخر خطوة في طريقه النضالي ، لقد كان للقلب ان يجهد وان يتألم لواقع لم يكن محسوبا يوما ما امام ثائر ، كل شيء كان متوقعا الاستشهاد كان متوقعا في اي لحظة في العمر الزمني لهذه الثورة وفي كل موقع ومكان ومهمة ، عاتبته منذ شهور بحديث على صفحة التواصل الاجتماعي ، فكان الحزن يلفلف كلماته ، فكانت الواقعية وكيف يمكن التعامل معها ، وهو الادراك بعينه لعمق المشكلة والازمة “”” فكانت لاحول ولا قوة الا بالله”” كانت معاتبة بعمق الاخوة التي تربينا عليها في العاصفة ، كان نكران الذات فهو لم يكن يوما يبحث عن ذاته ، او مهرجان او خطاب للشهرة ، هو ابن الاغوار واحراش دبين والجنوب وتعقيدات مناطق اللجوء ، وقهر الاحتلال بين اضلعنا وعلى يمينه ويساره ، هي تلك المعاناة فكان القلب ليجهد .

يا ابن القدس وفلسطين والعاصفة “” ان العين لتحزن والقلب ليدمع ولفراقك نحن محزونون””” وهذه سنة الحياة (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) صدق الله العظيم .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن