عطوان: إيران ستضرب الرياض وأبو ظبي وتل أبيب

عبد الباري عطوان
عبد الباري عطوان

دنيا الوطن: قال عضو المجلس الوطني الفلسطيني، الكاتب الصحفي عبد الباري عطوان: إن أي حرب قد تندلع في الخليج العربي، بين الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها، وإيران، ستكون آخر حروب الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن طهران تمتلك قدرات صاروخية، قادرة من خلالها على ضرب القواعد الأمريكية في الخليج، وستقصف الرياض، وأبو ظبي، وتل أبيب.

وأكد عطوان، أن الإيرانيين، سيقومون بضرب أي تهديد سيطالهم، بما في ذلك عواصم دول الخليج، وأيضًا تل أبيب، مضيفًا: “الأخطر من كل ذلك، 80% من مياه منطقة الخليج، تأتي من محطات التحلية، فلنتخيل أن الجيش الإيراني، ضرب تلك المحطات، ماذا سيحدث؟.. سيموت الخليج من العطش”.

وأضاف أن قادة دول الخليج، ليسوا بوعيهم، ويفكرون أن الحرب مجرد نزهة، ولا يدركون مخاطرها عليهم، وعلى دولهم، متابعًا: “صاروخ واحد من طهران على دُبي، سينهي كل هذه النهضة في المدينة الإماراتية، وبالتالي ستنهار السياحة، سيُضرب الاقتصاد، والجميع يعرف أن الاستثمار يحتاج أمن واستقرار، وعندئذ سيعود الخليج لفترات قحط وجفاف من كل النواحي”.

وتابع: “أدعو الأشقاء في الخليج لتحكيم العقل والمنطق، قبل الانصياع لطلبات الأمريكان، وعليهم أن يعلموا أن إيران قوة عظيمة في المنطقة، تمتلك غواصات، تمتلك صواريخ، وطائرات، وجميع الأسلحة المطلوبة في هذه الحروب، والأهم من ذلك، الجيش الإيراني يمتلك خبرة ليست موجودة لدى نظرائه في المنطقة.. لذا إذا ما تمت هذه الحرب سنشهد نهاية الإمبراطورية الأمريكية”.

وذكر أن كل ما تقوم به الولايات المتحدة في المنطقة، هدفه تركيع طهران، ومن ثم عقد اتفاق جديد يحظر على إيران مجرد التفكير بامتلاك قنابل أو رؤوس نووية، موضحًا أن كل تلك التهديدات تهدف في النهاية، ألا يمتلك أحد السلاح النووي في المنطقة، سوى إسرائيل.

قطر في حرب الخليج

وعن دور قطر، في تلك الحرب، أشار عطوان إلى أن القطريين، سيكونون في الخندق الأمريكي، فهم لا تستطيعون أن يخرجوا عن موقف الولايات المتحدة، حتى إن الأمريكيين عندما أرادوا تحريك الطائرات القاذفة العملاقة (بي 52)، وجهوها إلى قاعدة (العديد) في قطر، إضافة لوجود 10 آلاف جندي أمريكي.

وبيّن، أنه إذا ما أرادت الدوحة أن تخرج عن الموقف الأمريكي، سيقوم الأمريكان بتغيير النظام القطري في 10 دقائق.

واشار إلى أن إسرائيل هي الأخرى تستعد لتلك الحرب، لأنها ستكون الطرف الثاني مع الولايات المتحدة الأمريكية، وستعمل بكل جهد لتوجيه ضربة لطهران، لكن وفق عطوان، فإن الإيرانيين، سيوجهوا ضربة قاسمة لتل أبيب، تحت أي ظرف.

الحرب في غزة

وفي سياق آخر، وتحديدًا امكانية ذهاب إسرائيل لحرب بغزة، أكد عطوان، أن هذا الأمر، غير وارد في الوقت الحالي، لأن أي حرب تفرضها إسرائيل بغزة، يعني أنها ستتكبد خسائر مهولة، فالمقاومة بغزة تمتلك صواريخ وصل مداها إلى ما بعد تل أبيب، وتحديدًا كفر سابا، وهذا يعني أن 3 ملايين إسرائيلي، سيقضون أيامًا طويلة داخل الملاجئ، وأيضًا حكومة نتنياهو أمامها مشهد هروب المستوطنين من غلاف غزة، نحو الشمال، فأين سيهرب مستوطنو الشمال؟.. لا يوجد مفر آمن لهم، وبالتالي ستحدث خسائر بشرية لدى الإسرائيليين.

وأوضح أن قضية إعادة احتلال قطاع غزة، ليست بالسهلة، لأنها لن تستطيع السيطرة على القطاع الذي يعيش فيه مليونا إنسان فلسطيني، كما أن قادة إسرائيل تخلصوا من صداع اسمه غزة، عندما كانوا يحتلونه قبل العام 2005، فيما يعرف إسرائيليًا بخطة فك الارتباط الأحادي، فالعودة لغزة عبء جديد على حكومة تل أبيب.

لماذا انتهت المواجهة الأخيرة بغزة؟

وعن التصعيد الأخير في قطاع غزة، وهل توقفت المواجهة بين المقاومة والجيش الإسرائيلي، بسبب استضافة إسرائيل لمسابقة الأغنية الأوروبية (يورو فيجن)، أو بسبب ذكرى النكبة، أو ما تسميه إسرائيل (عيد الاستقلال)، شدد عطوان على أن كل ذلك كلام فارغ، فالإسرائيليون أوقفوا الحرب لسببين: الأول يتعلق بعدم تكبد خسائر بشرية جراء اطلاق الصواريخ، والأمر الثاني، هو الاستعداد لأي حرب مُحتملة في الخليج، وإسرائيل ستكون آنذاك هدفًا لآلاف الصواريخ من سوريا، ولبنان، والعراق، وقطاع غزة، وكذلك إيران، مضيفًا: لا الباتريوت ولا القبة الحديدية، ستستطيع صد كل ذلك، لذا ارتأت حكومة نتنياهو الضغط لوقف المواجهة الأخيرة بغزة.

وفيما يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، استهجن عضو المجلس الوطني الفلسطيني، عدم التوصل لحل نهائي، وتفعيل المصالحة لحد اليوم، رغم التهديدات الأمريكية، والإسرائيلية، وعلى رأسها (صفقة القرن)، متسائلًا: كيف سنواجه الصفقة والرئيس محمود عباس، وحركة حماس، لم يتوصلوا إلى اليوم لإنهاء هذا الملف؟

وأضاف: سيتم وفق المخططات الأمريكية، العودة إلى روابط القرى، ونظام البلديات، وضم الضفة بشكل نهائي، إضافة لإنهاء ثوابت فلسطينية، كقضية الأسرى، واللاجئين، والقدس، ورغم كل ذلك عباس وحماس يتنازعان على لا شيء.

ودعا عطوان أطراف الانقسام، لوضع استراتيجية واضحة، تكون أبجديتها المقاومة، وليس فقط رفض الصفقة، لأن الرفض يكون بالمقاومة، وليس بالكلام، مضيفًا: أحد أساليب الرفض للصفقة يكون مسيرات عودة بكل المدن الفلسطينية، وليس فقط مسيرات بغزة، فالخطر يتهدد الكل الفلسطيني، وليس مكانًا واحدًا.

وتابع: الإسرائيليون يعتقدون أن العرب الآن في أضعف أيامهم، وتُشن حملة كبيرة تكريه بالشعب الفلسطيني، والواضح أن الفلسطينيين، يعيشون حالة عزلة، إضافة لحالة الانهيار التي تعيشها منظمة التحرير، وأيضًا عدم وجود قرارات رادعة تتخذها السلطة الفلسطينية، كل تلك المعطيات فرصة لتصفية القضية الفلسطينية كُليًا، وفرض مشاريع جديدة كـ (صفقة القرن).

ولفت إلى أن دول الخليج مع (صفقة القرن)، ويجب أن يكون الرهان فقط على محور المقاومة، بما في ذلك المقاومة الفلسطينية، وما دون ذلك سراب، فهذا المحور وفق عطوان، قادر على مواجهة الصفقات الأمريكية، ويجب الرهان عليه، مضيفًا: “قطاع غزة بالذات يستطيع أن ينسف صفقة ترامب”.

عطوان: على حماس ألا تذهب للقاهرة

وعن تفاهمات التهدئة بغزة، والتي تعقد ما بين حماس وإسرائيل، بوساطة مصرية، أكد عطوان، أن إسرائيل لن ترفع الحصار، أو تفتح معبرًا، أو تبني مطارًا أو ميناء، إلا إذا تعرضت لضغوطات، ورفض سياسة التسويف، وأيضًا أن تمارس مصر دورًا أكبر من هذا، متابعًا: “ماذا سيحدث لو رفضت الفصائل بما فيها حماس الذهاب للقاهرة، إذا لم تُمارس مصر دورًا ضاغطًا؟.. على الوفود الفلسطينية أن ترفض التعاطي مع الدور المصري، طالما بقيت إسرائيل لا تطبق أي تفاهمات.

وعن عقد المجلس المركزي الفلسطيني، خلال الفترة المقبلة، قال عطوان: إن قرارات المجلسين الوطني والمركزي لا تُحترم، ويتم تنفيذ ما يُريده الرئيس أبو مازن، وبالتالي لا داعي لكل تلك الاجتماعات، التي تبدأ بالتصفيق وتنتهي بالتصفيق، ولا يُطبق منها أي قرار أو البيان الختامي.

وأوضح أنه المطلوب الآن، إنهاء السلطة الفلسطينية، بشكلها الحالي، ولكن قبل ذلك، عليها أن تُعلن سحب الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني، وإنجاز المصالحة، وعقد المجلس الوطني بمشاركة الجميع.

وأضاف: في السابق المجلس الوطني، كان جبارًا وقويًا، بمشاركة جورج حبش، وخليل الوزير، وصلاح خلف، ومحمود درويش، وغيرهم الكثير، هؤلاء كانوا يقفون لياسر عرفات ويحاسبونه على الحرف والفاصلة والنقطة، لكن اليوم المؤتمرات للتصفيق فقط.

وعن الحكومة الفلسطينية الجديدة، برئاسة محمد اشتية، قال عطوان: هذه ليست حكومات، فما يتم تشكيله هو أشبه بمجالس بلديات، ولا يمت للحكومات بصلة، متسائلًا: هل يمكن لرئيس الوزراء السفر بدون موافقة إسرائيل، الحكومات الفلسطينية، لا مال لها، ولا سيادة، ولا جيش، ولا سيطرة، ولا سلطة، ولا أمن، فكيف يُطلق عليها حكومة؟.

وختم عطوان حديثه، متسائلًا: هل يستطيع محمد اشتية، أو أي وزير في حكومته، تنفيذ قراراته بدون العودة لأبو مازن، بالطبع لا.. لذا أفضل ما قاله صائب عريقات سابقًا، بعد الوعكة الصحية التي ألمت به: إن الرئيس الفعلي هو نتنياهو، ورئيس الوزراء هو مردخاي، هذه هي الحقيقة الكاملة، مع كل الاحترام لمحمد اشتية، فهو رجل مناضل ووطني شريف، لكن الوقائع والاحتلال أكبر من كل حكومات السلطة الفلسطينية، وعندما تصبح هنالك سلطة فلسطينية حقيقية، يصبح لدينا حكومات، لكن الآن لا يوجد حُكُم ولا دولة، وبالتالي لا داعي لكل تلك المناصب والأسماء، وفق تعبيره.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن