عقب المصالحة.. آمال بتخفيف الحصار عن قطاع غزة

31057702_url-8

لم تشهد محافظات غزة احتفالات شعبية إثر توقيع الفرقاء الفلسطينيين على اتفاق تنفيذ بنود المصالحة أمس الأربعاء، كما حدث عند توقيع اتفاقات مكة والقاهرة والدوحة، ما أرجعه البعض، إلى فقدان الثقة في حركتي فتح وحماس، على ضوء التجارب السابقة.

بيدو أن الغزيين الذين انتظروا المصالحة طويلاً للخلاص من تداعيات الانقسام التي اثكلت تفاصيل حياتهم اليومية منذ سبع سنوات، يتشككون ايضاً من إمكانية تحسين ظروف حياتهم الاقتصادية والمعيشية، حتى ولو طبقت بنود المصالحة، في ضوء التهديدات الإسرائيلية والأمريكية بالتضييق المالي والسياسي، ما يعيد إلى الأذهان مشهد حصار حكومة الوحدة الوطنية التي تشكلت بعد اتفاق مكة في آذار (مارس) 2007.

ويخشي مواطنون التقتهم القدس دوت كوم، من انقلاب التوقعات بتفكيك الحصار عن غزة وإنعاش الوضع الاقتصادي واستكمال مشاريع إعادة الإعمار، إلى تشديد الحصار وعدم مقدرة السلطة الفلسطينية على الإيفاء بالتزاماتها في دفع الرواتب والخدمات الصحية والتعليمة وغيرها.

العامل إبراهيم أبو العنزين ( 47 عاماً) الذي يقطن مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، يرى ان أهم نتائج المصالحة، هو مقدرتها على فتح المعابر وإدخال مواد البناء ودوران عجلة الاقتصاد، ليتمكن من العودة إلى العمل والفكاك من حالة الفقر والعوز.

واعتبر أبو العنزين أنه كغيره من المتعطلين عن العمل، يأملون في تغيير الأحوال نحو الأفضل، بعد تشكيل حكومة واحدة، تهتم بتحسين أحوال أهالي القطاع، مؤكداً أن بقاء الحال كما هو لا يضفي أي معنى للمصالحة.

وقال: “المصالحة مهمة سياسياً، لكنني لا يمكن أن أفهم قيمتها كمواطن، طالما بقيت عاطلاً عن العمل مع آلاف العمال، إذا كانت الأمور ستتحسن فأهلاً وسهلاً، اما إذا بقيت على حالها أو ساءت أكثر، فلا داعي لكل ما يحدث”.

وتوقع المعلم زياد النمروطي الذي يتلقى راتباً من السلطة الفلسطينية في رام الله، أن تزداد أوضاع غزة سوءاً أكثر من الوقت الراهن، في حال نفذ الاحتلال والغرب تهديداتهم بفرض “عقوبات” مالية على السلطة الفلسطينية، لتتوقف عن دفع الرواتب وتقديم خدماتها التي تساعد أهالي القطاع على الصمود والاستمرار في الحياة، معتبراً أن الخشية تنتاب الجميع من المستقبل الذي يبدو غامضاً.

وبين أن غزة تنتظر تحسين ملفات المعابر مع إسرائيل ومعبر رفح مع مصر، وتجاوز المشاكل اليومية الناتجة عن وجود حكومتين، واستقرار الأوضاع الوظيفية، “لكن المؤشرات لا تعكس ذلك، وهو ما ظهر في حالة اللامبالاة لتوقيع المصالحة أمس”.

في المقابل أكد مصطفى البرغوثي عضو وفد منظمة التحرير إلى المصالحة في غزة، أن الجميع يدرك خطورة التهديدات بفرض الحصار، وهو ما جعل أهم خطوة مقبلة “تحصين هذا الاتفاق بتوفير مظلة أمان عربية، من خلال توجهنا لكل الأخوة العرب”، معتبرا أن توفير الدعم العربي طرح قبل البدء بالإعداد والتوافق لإعلان المصالحة الجديد.

وأضاف البرغوثي قبيل مغادرة وفد منظمة التحرير إلى رام الله: “قمنا بتحضير مسبق وكان هناك اجتماع يوم الخميس الماضي في عمان بمشاركة الرئيس وقيادات عربية من مختلف الدول، والهدف حشد دعم وتأييد عربي وتوفير مظلة أمان عربية لاتفاق الوحدة”.

وأضاف: “اعتقد أن تصميمنا وإرادتنا ستكون أهم وسيلة لمواجهة القادم، فإذا أدرك من يحاول أن يحاصرنا أن لدينا تصميم على السير في هذا الوفاق، فسينهار الحصار، ولو صمدت حكومة الوحدة الوطنية عام 2007 لما حدث ما حدث”.

واعتبر البرغوثي أن تشكيل حكومة مهنيين مستقلين من تكنوقراط برئاسة الرئيس أبو مازن، لن يترك أي حجة للاطراف المختلة بإدعاء أن هناك سبباً لفرض الحصار، لافتاً إلى أن مساندة مصر وترحيبها بالمصالحة يبشر بأن الحكومة القادمة التي ستتشكل بسرعة، وستنجح في قضية المعابر لتكون أول رسالة ايجابية للشعب الفلسطيني.

وحول غياب الاحتفاء الشعبي بإعلان المصالحة الجديد، قال: ” نحن نرجو من شعبنا أن يقبلوا بهذا الاتفاق ويدعموه، ولا نطلب أن يحتفلوا قبل أن يروا أفعالا تطبق على الأرض، وهذا هو المعيار وليس الكلام النظري”.

وتابع: “اعتقد أن المواطن الفلسطيني سيلمس تغيرات ايجابية وبناءة فور تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية”.

المصدر: القدس

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن