عمال النظافة والمسحراتية يحصدون “العيدية”

thumb

الوطن اليوم / وكالات

بعد انقضاء صلاة عيد الفطر السعيد، وعلى وقع رائحة الفسيخ التي تعجُ بها شوارع مدينة غزة، بدأ المسحراتية وعمال النظافة بطرق أبواب منازل العائلات الغزية قائلين “كل عام وانتم بخير يأهل البيت”، ويُفهم من وراء تلك الكلمات إكرامهم بالعيدية بمناسبة الفطر السعيد.

ويستقبل الغزيين طرقات الباب من المسحراتية وعمال النظافة برحابة صدر، حيث يتجمع حول المسحراتية أطفال وشباب الحي ويسيرون خلف إيقاع طبلته وأنغام صوته العذب.

ويَفتحُ عيد الفطر نافذة خير واسعة لعمال النظافة الذين يتقاضون أجور زهيدة مقارنة بغلاء المعيشة، كما ويفتح رمضان وعيد الفطر بوابة للمسحراتية لتامين مبالغ زهيدة تقيهم الفقر والعوز لأشهر معدودة.

ويعتبر مسحراتي رمضان من العادات الموروثة والمميزة التي يتمسك بها أهل غزّة، حيث يتطوّع عشرات الشبّان ليقوموا بدور المسحراتي خلال شهر رمضان، ويلبسون زياً تراثياً فلسطينياً، ويحملون طبلاً من نوع خاص، ويعملون على إيقاظ الناس خلال موعد السحور.

ويُكرِمُ الغزيين المسحراتية وعمال النظافة بمبالغة متباينة، فمنهم من يكرمهم  بـ 20 شيكل أي ما يعادل  4.7 دولار أمريكي ومنهم ما يزيد وما ينقص.

المسحراتي أبو أحمد “25 عاماً” والذي عكف على إيقاظ النائمين لطعام السحور في أحياء منطقة تل الهوى غرب مدينة غزة يقول “نحاول جاهدين الوصول لأهالي البيوت التي كنا نعكف على تسحيرهم وإيقاظهم لجمع العيدية”.

ويضيف أبو أحمد لـ”فلسطين اليوم” وهو محاط بعشرات الأطفال “العمل كمسحراتي يوفر لي مصدر رزق موسمي”.

ولا يطلب أبو أحمد عيدية محددة، وغالباً ما يجيب عندما يسأله احد الأشخاص عن المبلغ المراد “العطى قيمة”.

ويدفع الأغلبية من الغزيين العيدية لعمال النظافة والمسحراتية، وفي بعض الأحيان يتهرب منها البعض بحجة الأوضاع الاقتصادية الصعبة.

اما عامل النظافة ابو زكريا فينشط في رمضان بعمله ولكنه ينشط مضاعفة في صبيحة عيد الفطر ليكرمه أهالي الحي بمبلغ معقول بالنسبة له.

أبو زكريا يقول لـ”فلسطين اليوم” وهو يَكْنُسُ باب إحدى البيوت “لا أطلب من أهالي الحي العيدية، ولكن اعمل على التنظيف أمام بيوتهم فيكرموني ببعض النقود”.

ويضيف:”دوامي يوم العيد الأول ليس إجبارياً من البلدية ولكن أسعى للعمل في ذلك اليوم للتحصل على العيدية التي تؤمن لي كسوة أولادي وعيدياتهم”.

وعلى الرغم من الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي  يمر بها الغزيين إلا أنهم معروفين بكرمهم، وإنفاقهم في الأعياد خاصة على الأكثر فقراً والشرائح الأكثر احتياجا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن