عميل يروي قصته من البداية حتى النهاية

(الجزء الثاني)

وبعدها تكررت اتصالات الدردشة والاطمئنان بين الضابط والشاب، ومن ضمن الحديث المتبادل بدأ الضابط يسأل (ن ، م) عن أصدقائه في المنطقة وعن زملائه المقاومين، والشاب يجيب، والضابط يسجل حديثه.

وبعد تمكن الضابط من إيصال الشاب (ن ، م) إلى مرحلة اللاعودة طلب منه جمع معلومات عن بعض عناصر المقاومة مهدداً إياه بما يمتلكه من تسجيلات صوتية له.

وهنا عرف (ن ، م) أنه أُحكم السيطرة عليه، ولكن رفض تسليم نفسه للأجهزة الأمنية لشعوره بالخوف والقلق حسب ما أفاد.

لم تنته قصة (ن ، م) عند جمع المعلومات وتزويد المخابرات الصهيونية بها، بل طلب منه الضابط مقابلته داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وطلب منه التوجه إلى السلك الحدودي الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وهناك على الحدود اتصل الضابط على (ن ، م) وطلب منه أن يترك سماعة “الجوال” مفتوحة ويسير حسب تعليماته ومن ثم طلب منه أن يركب في أحد الباصات القديمة المركونة هناك، فقال له الشاب ماذا أفعل داخل هذا الباص؟، فأجاب الضابط “اخلع ملابسك”، فقال الشاب “ألسنا أصدقاء”، فرد عليه الضابط “في الأمن فش لعب” وهدده بإطلاق النار عليه إن حاول الهرب.

دخل (ن ، م) الباص وخلع ملابسه الخارجية فقط، إلا أن الضابط أصر على أن يخلع ملابسه الداخلية، وبعدها طلب منه أن يلبس ملابس أخرى كانت موضوعة في نفس الباص، ويقول الشاب (ن ، م) أنه شعر أن الباص يحتوي على كاميرات مراقبة.

وبعدها طلب الضابط من الشاب التوجه نحو بوابة السلك وهناك استقبلته دورية من الجيش التي بدأت بتفتيشه وتسليمه لضابط المخابرات الذي كان يجلس في احدى الشقق السكنية، وهناك أدخل الضابط فتاة المخابرات الصهيونية على الشاب إلا أن الشاب رفض فتاة المخابرات لأنه يدرك تماما بأن الضابط يريد توريطه بشكل أكبر.

وبعد مقابلة ضابط المخابرات وأثناء العودة ترك ضابط المخابرات الشاب على السلك الفاصل وطلب منه العودة إلى أرض القطاع، فأعرب الشاب للضابط عن خوفه أن يتم ضبطه أو إطلاق النار عليه من قبل المقاومة أثناء العودة، فقال له الضابط “دبر حالك”.

وختاماً فإننا في موقع “المجد الأمني” نذكر هذه القصة كما هي من لسان الشاب (ن ، م) لكي نبين لأبنائنا الفلسطينيين كيف تخدع المخابرات الصهيونية شبابنا؟ وكيف يتم ربط العملاء؟ وكيف يتحول أسلوب الصداقة والكلام المعسول إلى أسلوب التهديد والابتزاز؟، وكم هو العميل رخيص عند المخابرات الصهيونية؟، وكيف تبحث المخابرات على تحقيق مصلحتها دون الاهتمام لمصلحة العميل؟، وسعي المخابرات إلى توريط العميل بشكل أكبر لتسيطر عليه بشكل أكبر.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن