غرينبلات مهاجماً حماس: “فشلتم في إدارة شؤون قطاع غزة”

غزة حاضرة في اجتماع غرينبلات مع وزير خارجية قطر

هاجم مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، في مقال له حركة حماس ومسيرة العودة الكبرى، متهماً الحركة بـ “الفشل في إدارة شؤون قطاع غزة”.

وقال غرينبلات، وفق المقالة: “من الضروري على جميع الأطراف المهتمة بإحداث التغيير في غزة، أن تواجه حقيقة خذلان حماس لشعبها، حيث يُصبح إيجاد طريقة لمساعدة أهالي غزة بشكل جدي أكثر تحدياً في ضوء استمرار حماس في استغلال المظاهرات لإثارة العنف ضد إسرائيل”.

وأضاف غرينبلات: “تُعتبر مقالة نيويورك تايمز بعنوان “تحول خطة اقتحام السياج إلى مشهد دامٍ في غزة” بقلم إياد أبو حويلة وديفيد هالبفينجر واحدة من عدة تقارير حديثة بدأت بوصف الصورة الحقيقية في غزة بشكل أدق، وسبب معاناة أهالي غزة، وماهية هذه المظاهرات المزعومة، ولا يُنظر إلى هذا الأمر من وجهة نظر سوداء أو بيضاء فقط، فهو كغيره من القضايا الكثيرة التي تشوب الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني”.

وتابع: “لا تجتنب مقالة أبو حويلة/ هالبفينجر ذكر الحقائق المؤكدة، حيث يصف الكاتبان المخاوف الإسرائيلية المتعلقة بـ “فكرة احتشاد عشرات الآلاف من الفلسطينيين عند الحاجز بأعداد تفوق أعداد الجنود الإسرائيليين لاعتقالهم أو حتى إطلاق النار عليهم”، كما ينقلان على لسان عقيد إسرائيلي حديثه عن المتظاهرين بـ “محاولة اختراق إسرائيل، وتدمير البنية التحتية، وقتل الإسرائيليين”، وحثّ قائد حماس إسماعيل رضوان المتظاهرين على ألا يخافوا الموت بل يُرحبوا بالشهادة”.

وأكمل: “دعونا لا ننسى ما جاء في سياقات أخرى حين حثّ القائد يحيى سنوار المتظاهرين يوم السادس من نيسان/ أبريل على “هدم الجدار واقتلاع قلوب (الإسرائيليين) من صدورهم”.

واستطرد: “وتعتبر مقالة الرأي المنشورة في جريدة نيويورك تايمز بعنوان “لماذا أشارك في مسيرة غزة؟” بقلم أبو شمالة والصادرة بتاريخ 27 نيسان/ أبريل معاكسة في مضمونها لمقالة أبو حويلة وهالبفينجر بشكل يُثير الاهتمام، حيث تحتوي هذه المقالة على جوانب مؤثرة كتبها والد يُشير فيها إلى تقديسه للحياة ويتحدث فيها عن أطفاله الأعزاء وزوجته الغالية، حيث يصف فيها الكاتب المتظاهرين بغير المسلحين، في حين أن العديد منهم مسلحون في الواقع”.

واستكمل: “كما أن وصفه للمظاهرات بأنها غير عنيفة لا يعكس واقع المتظاهرين العنيف جداً، كما وجب عند استخدامه للتعبير الملهم “طيران الطائرات الورقية” نحو السياج إتباعه بعبارة تشير إلى إرفاق القنابل الحارقة والصلبان المعقوفة مع بعض هذه الطائرات”.

وقال: “يُلقي الكثيرون اللوم على إسرائيل ومصر أو السلطة الفلسطينية بشأن الوضع في غزة، ولكن قليلين يُلقون اللوم على حماس التي كانت وما زالت الكيان الحاكم الفعلي لغزة على مدار عقد من الزمن؛ ولنكن واقعيين حيال حقيقة أن حماس، وداعميها كإيران، هي الملومة بشكل مباشر على الحال البائس في غزة، فلطالما وضعت حماس أولوياتها التدميرية فوق أهالي غزة المرهقين الذين يزيد يأسهم يوماً بعد يوم”، وفق تعبيره.

وأضاف: “لقد أوضح الإسرائيليون رغبتهم بفعل المزيد لمساعدة أهالي غزة، إذا تأكدوا من عدم استخدام المواد الإضافية التي يسمحون لها بدخول غزة لغير الغاية المخصصة لها كاستخدامها كأسلحة أو حفر أنفاق لمهاجمة إسرائيل، وقد تُخفف إسرائيل من القيود المفروضة على السفر إذا ضمنت عدم ارتكاب العابرين إلى إسرائيل أو من خلالها أعمالاً إرهابية، أو تهريب أسلحة أو نقود لاستخدامها لصالح الإرهاب.

وتابع: “يُمكن لمصر كذلك تقديم المزيد لمساعدة لأهالي غزة، ولكن لدى مصر المخاوف الأمنية المشروعة ذاتها التي أعربت عنها إسرائيل، ويمكن للرئيس محمود عباس والسلطة الفلسطينية استعادة جميع الرواتب والمدفوعات في غزة، ولكن لدى الرئيس عباس مخاوف مشروعة أيضاً، وإن كانت الخطوات التي قد اتخذها مؤسفة ومدمرة”.

وأضاف: “من المؤكد أننا لا نريد رؤية السلطة الفلسطينية تُدير حكومة على الأرض بينما تُدير حماس حكومة الظل تحت الأرض، وليست إسرائيل ولا مصر ولا السلطة الفلسطينية هي المسبب الفعلي للمشاكل، بل يمكن لها أن تكون جزءاً من الحل فقط إذا أُعطيت الفرصة الصحيحة”، كما قال.

وأردف: “لقد طغى التعب على الجهات المانحة وتعمق فيها، ولم أسمع خلال عملي في هذا المنصب على مدار الخمسة عشر شهراً الماضية سوى حلول سريعة ومؤقتة وبسيطة لما يعيشه أهالي غزة، تتفهم الجهات المانحة بأنه لا يمكن لأي منا إحداث تغيير كبير على الوضع في غزة في ضوء البيئة الحالية التي نعيشها، كما أن لا أحداً يريد إنفاق الأموال على البناء وإعادة البناء ليجد لاحقاً أن ما بناه قد دُمّر وتهدم بسبب نزاع آخر، لقد قابلتُ العديد من أهالي غزة، حيث وجدتهم رائعين ومرنيين، ولكن مساعدتنا لهم سوف تكون محدودة طالما بقيت حماس في موقع المسؤول”.

وتابع: “لقد تمكنت حماس من إعادة أهالي غزة، الذين يفخرون بتاريخهم والذين يمتلكون إمكانات كبيرة، إلى العصر الحجري تقريباً، يا له من إحراج، ويا له من خراب، ويا له من إخفاق!”، على حد وصفه.

واستكمل: “أعتقد بأن أهالي غزة سيرفضون هذه التجربة الفاشلة لحماس إذا ما أُتيحت لهم فرصة حقيقية للاختيار، كما أن الفلسطينيين في غزة بحاجة في الواقع إلى لم الشمل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية تحت قيادة سلطة فلسطينية واحدة ومسؤولة، وأما المستقبل الذي يريده السيد أبو شمالة لأبنائه واصفاً إياه بـ “فرصة للنمو والازدهار” فهو المستقبل الذي نسعى جميعاً لتحقيقه لغزة وأطفالها”، وفق تعبيره.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن