غزة تودع شبابها وعنوسة بانتظار فتياتها

قلم

ما أن يطئ علي مسامع الشباب الغزي خبر فتح المعبر الا ويتسارعوا بالالتحاق بكوكبة المسافرين ففي الآونة الاخيرة وبعد التحسن الملحوظ علي معبر رفح خرج ما يقارب الفين شاب طلبا للعلم وهناك أعداد أخرى تنتظر دورها بالخروج ، لكن الدافع الحقيقي وراء خروج الشباب من القطاع هو هروبهم من الواقع المرير المفروض عليهم بفعل الحصار والانقسام الداخلي الذي نغص علي حياة الغزيين ودمر مستقبل الشباب .

وفي مقابلة مع أحد الشباب ممن خرجوا للالتحاق بالجامعات الخارجية حدثني قائلا أنه لا يريد العودة الي القطاع حتي بعد انتهاء مدة الدراسة خوفا من البطالة وأنه يريد الذهاب الي احدى الدول الأوربية للبحث عن عمل والتنعم بحياة افضل وبالتأكيد هذا رأي أكثر الشباب الذين هاجروا ومن يريد الهجرة ايضا .

بات الشباب الغزي يعيش حياة صعبة ومملة ومحبطة بفعل الفقر والبطالة وصعوبة الحصول علي فرصة عمل وقلة الامكانيات التي خلفها الحصار الظالم والخلافات السياسية، فما ان يتخرج الشاب حتى يلتحق بكوكبة الخريجين الذين ما زال بصيص الأمل مفقود لديهم ومن يحظى بوظيفة تكون بلكاد قادرة على سد رمق العيش حيث لاتلبي احتياجات الشباب ولا تؤهلهم لفتح بيوت او التأسيس لحياة جديدة ناهيك عن غلاء المهور وارتفاع تكاليف الزواج التي يبالغ بها الأهالي .

ومن يفكر منهم بعمل مشروع صغير يعتاش منه ويستغل وقته تواجهه مشكلة الضرائب التي تفرضها الحكومة مما يدفع بعضهم الي اغلاق مشاريعهم لانهم غير قادرين على الاستمرار في ظل فرض الرسوم والضرائب من قبل الحكومة .

فحياة الشاب الغزي أصبحت أشبه بالكابوس الذي يطارد أحلام وآمال الشباب فالعمر يمضي سريعا ولاجديد يذكر سوى فقر وبطالة ومن وضع سيئ الي أكثر سوءا ولا بريق أمل يعيد لهم الحياة وأحلام طويت تحت وسادة الانقسام الداخلي الذي لا يجني عواقبه سوى الشباب وأهلهم علي حد السواء.

فما كان أمامهم سوى الرحيل عن هذه الأرض الي أرض أكثر أملا وعملا ساخطين علي وطنهم وقياداته التي أودت بهم الي الجحيم .
وبالتأكيد هذا له عواقبه الوخيمة حيث يؤدي الي نقصان الكفائات والابداعات وأيضا انتشار العنوسة بشكل كبير بين الفتيات وقد أكدت الاحصائيات الي أن هناك ما يقارب 125الف فتاة عانس وتشير الي أنه من المتوقع ارتفاع هذه النسبة بفعل الهجرات المتكررة للشباب الغزي .

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن