لا تخفي فريال سعد، ممثلة اللجنة الوطنية لدعم الأسرى الفلسطينيين، شعورها بـ”الاحباط” من حجم التفاعل المحلي والدولي المتواضع جدًا مع قضية الأسرى في سجون الاحتلال.
ففي حوار أجراه معها مركز “حنظلة” للأسرى والمحررين أكدت سعد أن الوقت قد حان لبناء استراتيجية جديدة لطرح قضية الأسير الفلسطيني، خاصة مع وجود أدوات أكثر فاعلية، مثل صفحات التواصل الاجتماعي، التي من الممكن أن تكون قاعدة لطرح ونشر قضية تعد من أهم القضايا، ببعديها السياسي والإنساني.
وهذا نص الحوار:
كيف تقيمون الأنشطة والفعاليات الجماهيرية المناصرة للأسرى وقضاياهم؟
هذا السؤال يضعنا في مواجهة مع حقيقة أن الفعاليات الخاصة بقضايا الأسرى الفلسطينيين “ضعيفة جماهيريًا”، على الرغم من وجود أنشطة أسبوعية، لكن التمثيل فيها لا يتعدى ذوي الأسرى وتمثيل خجول للمؤسسات المعنية بهذه القضية.
فهناك فرق بين الفعاليات الجامعة للفصائل والدعوة فيها عامة، خاصة واذا تم اتخاذ قرار بتعطيل المؤسسات والوزرات والدوائر الحكومية بما فيها التربية والتعليم بحيث تضمن نجاح الفعالية اذ تتفاعل كل هذه الشرائح مع الدعوة في مثل هذه الحالات والتي تكون موسمية وخاصة بفصيل معين بالاغلب وهو ما يحتاج ان تكون قضية الأسرى وفعالياتها هي بذات اهمية فعاليات انطلاقات الفصائل ومناسباتها الخاصة التي تستنفر كل طاقتها لانجاح الحشد فيها.
كما أود أن ألفت الإنتباه إلى غياب المؤسسات الداعمة للأسرى بالفترة الأخيرة، رغم أنها كثيرة، لكن ما يظهر على الساحة حاليًا هو “نادي الأسير”، علمًا أنه يوجد لدينا “اللجنة الوطنية لمساندة الأسرى” وهي منبثقة عن الفصائل الفلسطينية، إلا أنها غالبًا ما تكون منفردة بقرارتها ولا تنسق مع الجهات الأخرى المعنية بقضية الأسرى الفلسطينيين بحيث لا نكون امام مشهد متكامل للجهود المؤسسية والوطنية نصرة لقضية الأسرى.
في ظل هذا غياب المؤسسات الفاعلة عن قضية الأسرى، ما هي خططكم المستقبلة لتفعيل هذه القضية إعلاميًا وجماهريًا؟
هناك خطوات يجب أن تنفذ لتفعيل قضية الأسرى إعلاميًا وجماهيريًا على المستويين المحلي والدولي:
أولًا: العمل على إعادة الثقة مع أهالي الأسرى واقناعهم بضرورة ومساندة قضية أبنائهم، والاستماع لاقتراحاتهم حول هذا الموضوع، فيجب توعية أهالي الأسرى بأن عليهم تمثيل أنفسهم من خلال لجنة، يكون عليها مسؤولية حوار المؤسسات المعنية بقضية الأسير الفلسطيني.
ثانيًا: تفعيل دور المؤسسات الحقوقية المساندة للأسرى من خلال فتح مكاتب لها أو انتداب ممثلين عنها في المحافظات، وذلك لمساعدة أهالي الأسرى في الاستفسار عن أخبار أبنائهم المعتقلين في سجون الاحتلال. وأيضًا، تفعيل دور هذه المؤسسات في تحفيز اللجان المعنية بقضية الأسرى من خلال متابعة كل ما يتعلق بهم.
ثالثًا: متابعة بيوت الأسرى والاطلاع على ظروفهم، خاصة بعد اعتقال ابنهم مباشرة، إذ يحتاجون إلى مرشد اجتماعي مختص، لتوعيتهم بالخطوات التي يجب عليهم اتباعها لمتابعة قضية ابنهم ولحاجتهم للدعم النفسي والمعنوي كذلك.
رابعًا: آن الأوان للعمل على إنشاء مركز أكاديمي تأهيلي وصحي، بهدف تأهيل الأسير فور تحريره، بدنيًا ونفسيًا.
خامسًا: تدريب مجموعة من الصحفيين بالقضايا المتعلقة بالأسرى الفلسطينيين، وجمعهم في صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي وضمان تفاعل ذوي الأسرى في جميع المحافظات معها لخلق حالة رأي عام مساندة للأسرى وقضاياهم على الدوام.
سادسًا: وضع دائرة تنسيق بين المؤسسات الداعمة للأسرى وهيئة شؤون الأسرى، بهدف تحصيل حقوق الأسرى الجدد، و تمكين الأسرى المحررين.
سابعًا: تفعيل الصفحات الداعمة للأسرى وقضيتهم على وسائل التواصل الاجتماعي ودعمها لتكون منبرًا لأخبار الأسرى، وأيضًا لأن تكون منصة للتوعية بحقوق الأسرى.
ما هو تقييمكم لدور هيئة شؤون الأسرى والمؤسسات المعنية الأخرى؟ وهل يوجد تعاون وتنسيق فيما بينكم؟
نطمح بأن يتقدم دور هيئة شؤون الأسرى ليتعدى المفهوم السائد عند البعض الا وهو حصر دورها في رفع ملف الأسير لتحصيل استحقاقاته المالية، بحيث يجب ان تمثل في كل المحافل المتضامنة مع الأسرى وان تعد خطط متكاملة لتفعيل قضية الأسرى على كل المستويات.
ايضا يجب الوقوف بقوة في وجه بعض المحاولات الساعية لتسيس هيئة شؤون الاسرى، والحفاظ عليها كمؤسسة وطنية جامعة تقف على مسافة واحدة من الجميع هدفها الأساسي انصاف الاسرى بدون الالتفات لأي معايير اخرى.
أما بالنسبة للمؤسسات الداعمة الأخرى، فمن المطلوب وبشكل عاجل العمل على توسيع وتكامل الادوار بحيث نكون امام منظومة متكاملة تعمل لاجل قضية الاسرى ودعمها بالشكل اللازم وعلى كل المستويات.
وعلى الرغم من هذه الظروف، نأمل أن تتضمن خطتنا لتفعيل ملف الأسرى الفلسطيين، على ميثاق شرف بين المؤسسات، للتعامل ضمن برنامج ممنهج والتشبيك مع كافة المؤسسات الاخرى والقيام بزيارات لتوطيد العلاقة.
ماهي أبرز المحطات التي تفخر فيها اللجنة الوطنية لدعم الأسرى الفلسطينيين ومن المهم تلسيط الضوء عليها ؟
نفخر بأننا أصحاب الموقف والقرار في أي اضراب ونصب خيم الاعتصام، ونجسد فريق عمل دؤوب لا يكل ولا يمل على الصعيد العام، فنحن حاضرون بكافة الاضرابات الخاصة بجميع الفصائل التي تتعلق بملف الأسرى.
نفخر بدور لجنة الأسير في اللجنة الوطنية لدعم الأسرى، وتثبيت موقفهم المبدأي بشكل دائم من خلال ممثلهم في اللجنة وحضوره والمشاركة الجادة بالفعاليات الوطنية الخاصة بالأسرى.
سعيدون بمشاركتنا الفاعلة من خلال زياراتنا الاجتماعية لكافة أهالي الأسرى وتوثيق المعلومات الخاصة بهم ، والاطلاع على ظروفهم وحل بعض المشاكل الاجتماعية او الخاصة ودعمهم ومؤازرتهم الدائمة.
استطعنا أن نبرز دور الأسرى الكتاب والأكاديميين، وعقد لقاءات تثقيفية بخصوص انتاجهم الثقافي والفكري، كما كرمنا الكادر الأكاديمي والتثقيفي من الاسرى في كافة المحافظات، من القدس إلى جنين.
هل لديكم خطة لإحياء يوم الأسير الفلسطيني؟
هناك رؤية متكاملة لاحياء يوم الأسير عبر سلسلة كبيرة من الانشطة التي تبدأ بأنشطة فرعية وتحشيدية وصولاً إلى انشطة مركزية وجماهيرية واسعة، اضافة لحملة واسعة للتوعية بحقوق الاسرى والتركيز على معاناتهم واوضاعهم داخل سجون الاحتلال والانتهاكات من قبل ادارة مصلحة السجون بحقهم.
ايضا من المهم إن يتم لفت النظر إلى مجموعة من العناوين التي ننوي العمل عليها خلال الايام القادمة ابرزها متابعة إصلاح بيوت الأسرى الذي يتم تخريبها أو حتى سرقة بعض مدخرات الأسرى من اموال أو مصاغ.
انجاز قاعدة بيانات متكاملة للأسرى بكافة التفاصيل اللازمة عنهم، وبناء علاقات مع ذويهم ومتابعة ملفاتهم.
العمل على الأسرى المنوي الإفراج عنهم، وبحث فكرة انتخاب ناطق رسمي عن الاسرى المحررين بحيث يتولى تسليط الضوء على قضاياهم الدائمة عبر كل المنابر الإعلامية. هذا بالإضافة لأهمية ايجاد تواصل للجنة الوطنية للأسرى لدعم الأسرى الفلسطينيين مع غزة وتقوية دور اللجنة هناك، فلا يمكن أن نعنى بالأسرى الفلسطينيين في الضفة وإهمال قضية الأسرى في غزة.
ختاماً نأمل ان يلقى صوتنا صداه من خلال منبركم “مركز حنظلة للأسرى والمحررين” الذي تبوأ موقعه عن جدارة بين المنابر الاعلامية الفاعلة في ملف الأسرى ويعمل بنوعية على تسليط الضوء على قضيتهم ومتابعة اخبارهم واصداراتهم وانتاجاتهم.
