فريق ترامب يبدأ الاسبوع المقبل جولة بالمنطقة لتسويق “صفقة القرن”

جاريد كوشنر، ومبعوثه للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات

قالت صحيفة “القدس” المحلية، الاثنين، أن فريق الرئيس الأميركي دونالد ترامب لما بات يعرف بـ”صفقة القرن” المكون من صهر الرئيس جاريد كوشنر، ومبعوثه للمفاوضات الدولية جيسون غرينبلات، ومايرا ريكاردل، نائبة مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي جون بولتون، سيبدأ اعتبارا من يوم الأربعاء/ 20 حزيران، جولته في المنطقة والتي ستستمر حتى 25 حزيران، وذلك لتسويق “صفقة القرن” وحشد الدعم لها والضغط على الفلسطينيين والأردن للقبول بها.

ومن المتوقع أن يزور الوفد الأميركي إلى جانب إسرائيل (حيث سينضم للفريق سفير ترامب في إسرائيل ديفيد فريدمان) مصر والأردن والسعودية، ومن غير المتوقع أن يلتقي الوفد أي مسؤول فلسطيني في هذه الجولة، حيث أن الفلسطينيين لم يلتقوا بممثلي الحكومة الأميركي منذ إعلان ترامب اعترافه بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل يوم 6 كانون الأول 2017 الماضي، والذي تم تجسيده ونقلها فعليا في الذكرى السبعين للنكبة الفلسطينية يوم 14 أيار 2018، حيث ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي في ذات اليوم مجزرة دموية قتل فيها ما لا يقل عن 60 فلسطينيا واصيب أكثر من 3000 جريح من المواطنين الفلسطينيين العزل أثناء “مظاهرات العودة” السلمية التي خرجت أثناء مراسم نقل السفارة.

ويشن فريق ترامب (كوشنر وغرينبلات) حملة مركزة ضد القيادة الفلسطينية، بغية إجبارها على الرضوخ للمتطلبات الأميركية والقبول بالتخلي عن القدس والتنازل عن حل الدولتين، والتخلي عن حق العودة مقابل مساعدات مالية.

واستهدفت هذه الحملة بشكل خاص صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين الذي بدأت الإدارة الأميركية بمحاولة عزله من موقعه واستبداله بشخصية أخرى بسبب “عرقلته لعملية السلام” بحسب دعوة غرينبلات في مقال مطول السبت الماضي.

ودعا المبعوث الأميركي المسؤول عن استئناف محادثات السلام الفلسطينية الإسرائيلية (جيسون غرينبلات) في مقال له في صحيفة هآرتس إلى إقصاء كبير المفاوضين الفلسطينيين عريقات، متهما إياه بتأجيج الصراع وعرقلة التقدم نحو السلام، بعد أن هاجم الأخير واشنطن بسبب دورها في عملية السلام.

وكتب جيسون غرينبلات، موجها كلامه إلى عريقات مباشرة، عبر صحيفة هآرتس الإسرائيلية، “لقد سمعنا صوتك لعقود وهو لم يحقق أي شيء قريب من من التطلعات الفلسطينية أو أي شيء قريب من اتفاق سلام شامل”.

وقال أن “وجهات النظر الفلسطينية الأخرى قد تساعد أخيرا في تحقيق اتفاق سلام شامل، حيث يمكن أن تكون حياة الفلسطينيين والإسرائيليين أفضل” في إشارة إلى أن الولايات المتحدة تسعى لـ “تغيير النظام الفلسطيني” ضمن محاولاتها فرض حل على الفلسطينيين يستثني قيام دولة فلسطينية مستقلة تقام على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وفق القرارات والقوانين الدولية، بما فيها التزامات الإدارات الأميركية المتعاقبة عبر قرابة خمسة عقود.

وكان صائب عريقات كتب مقالا نشرته “هآرتس” الشهر الماضي، هاجم فيه قرار الرئيس الأميركي ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، كما هاجم البيت الأبيض أيضا بسبب تواطؤه مع ممارسات وسياسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وسخر عريقات في مقاله الذي جاء تحت عنوان “شركاء في الاحتلال: ترامب يوفر التحريض ضد الفلسطينيين، وإسرائيل الرصاص” من العلاقة الوثيقة بين ترامب ورئيس الوزراء بينيامين نتنياهو، وأشار بازدراء إلى حضور جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب في حفل افتتاح السفارة الأمريكية بالتزامن مع أحداث العنف على حدود غزة.

واتخذت الإدارة الأميركية عددا من الإجراءات بهدف تركيع الفلسطينيين وإنهاء القضية الفلسطينية من بينها قطع المساعدات عن “وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين -أنروا” وقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية، وسن عدد من القوانين في الكونغرس لمحاصرة الفلسطينيين مثل تمرير قانون “تايلور فورس” الذي يجرم الدعم المالي لأسر الشهداء والأسرى الفلسطينيين، ومحاولة تمرير قوانين في الكونغرس من شأنها أن تجريم حركة مقاطعة إسرائيل والنشاطات التي يقوم بها مناصروا القضية الفلسطينية، خاصة في حرم الجامعات الأميركية المختلفة.

ومنيت الإدارة الأميركية بهزائم متعاقبة على المستوى الدولي، خاصة في مجلس الأمن والجمعية العامة في الأمم المتحد، بسبب قراراتها التي تتبنى مواقف الاحتلال الإسرائيلي بشكل كامل وتدفع لتنفيذ الأجندة الاستيطانية، وكان آخرها الفيتو الأميركي في مجلس الأمن يوم 1 حزيران الجاري حين صوت المجلس على مشروع القرار الذي تقدمت به الكويت لحماية الفلسطينيين من البطش الإسرائيلي، علما ان المشروع الكويتي حصل على 10 أصوات مع، وواحد ضد، (صوت الولايات المتحدة فقط) فيما امتنع 4 أعضاء عن التصويت (بريطانيا، بولندا ، هولندا واثيوبيا).

واثار المشروع الكويتي الهادف توفير حماية دولية للشعب الفلسطيني غضب الاداراة الاميركية، حيث كشفت مصادر دبلوماسية في العاصمة الأميركية عن لقاء “عاصف” الأسبوع الماضي بين جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأميركي وصهره، وبين سفير الكويت في واشنطن الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح، عبّر فيه كوشنر عن انزعاجه من موقف الكويت في مجلس الأمن بشأن التطورات الأخيرة في فلسطين.

ووفقا لهذه المصادر، فإن كوشنر عقد لقاء “قصيرا جدا” مع السفير الكويتي، عاتبه فيه على الموقف الكويتي في مجلس الأمن، وابلغه بان موقف الكويت هذا “أحرجه شخصيا أمام مسؤولي الإدارة الأميركية وأمام دول صديقة لأميركا” مدعيا أنه (كوشنر) كان يعمل مع السعودية ومصر على إنجاز بيان مشترك عربي أميركي، يتعلق بالأوضاع في غزة.

وقال كوشنر، في معرض اتهاماته لسفير الكويت، ان “الكويت خارج الإجماع العربي، مع أنها تدعي أنها تمثل الكتلة العربية في مجلس الأمن”.

وأضاف “أنتم بهذا الفعل دفعتمونا إلى تأجيل هذا الموقف المشترك حتى تتضح لنا الرؤية”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن