في آن واحد.. صحوة حماس الجديدة هي نعمة ونقمة بالنسبة لـ “أبومازن”

محمود عباس
محمود عباس

شر الصحفي المختص بالشئون العربية آفي يسخاروف على صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”، تقريراً حول إعلان حماس عن حل اللجنة الإدارية بشكل مفاجئ ودون شروط مسبقة وتطرق لشخصية السنوار واصفا ايه بالبراغماتي في ظل توجهه للمصالحة والتفاهمات مع خصم حماس اللدود محمد دحلان وإبداء مرونة مع مصر والموافقة على اتخاذ خطوات دراماتيكية للتهدئة.

وقال يسسخروف بأنه من المقرر أن يلتقي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “أبومازن” مع ترامب للحصول على دعم صريح لحل للدولتين، وسيكون عليه المماطلة قبل إعلان تأييده لاتفاق مع حركة تعهدت بتدمير إسرائيل

وأوضح بأن إعلان حماس المفاجئ صباح الأحد عن نيتها تفكيك حكومتها في قطاع غزة له أهمية خاصة حيث أنه يأتي قبل أيام قليلة فقط من لقاء رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس “أبومازن” بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وخطبته التي سيلقيها أمام الأمم المتحدة.

وأشار يسسخروف إلى أن قرار حركة حماس في شهر مايو تشكيل لجنة إدارية لإدارة قطاع غزة بدلا من حكومة الرئيس عباس في رام الله دفع السلطة الفلسطينية إلى تقليص تمويلها إلى القطاع الساحلي، ما أثار أزمة الكهرباء الأخطر على الإطلاق التي شهدها القطاع.

وحول حل اللجنة قال: حتى لو تم التعامل باستخفاف وتشكيك مع التزام “حماس” بتفكيك اللجنة الإدارية – وبالفعل، فذلك لا يبشر بنهاية الحركة أو رحيلها عن القطاع – ولكن لا يزال ذلك يُعتبر تنازلا كبيرا.

وتابع الكاتب لأشهر عدة، قالت حماس أنها ستقوم بتفكيك اللجنة الإدارية فقط بعد أن تنهي السلطة الفلسطينية العقوبات الإقتصادية التي فرضتها على القطاع، بما في ذلك التقليص الكبير في دفع مستحقات الكهرباء. والآن، ومن دون شروط مسبقة، غيرت حماس من نهجها وأعلنت أنها ستقوم بتفكيك اللجنة، والتي كانت المحفز الرئيسي للتصعيد الأخير في الأزمة بين الجانبين.

فضلا عن ذلك، جاء في إعلان حماس، الذي أصدره وفدها في القاهرة، إن المنظمة مستعدة لإجراء إنتخابات عامة في أقرب فرصة ممكنة، وإجراء مفاوضات مع الرئيس “أبومازن” وحركة فتح التي يقودها، وتشكيل حكومة توافق وطنية.

ووصف حماس قائلا: في ظاهر الأمر، يبدو أن حماس أذعنت لمطالب “أبومازن”، ولا يمكن للتوقيت أن يكون أكثر أهمية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في بداية الأسبوع الماضي قام وفد يضم رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية، وقائدها في غزة يحيى السنوار، بزيارة إلى القاهرة لإجراء محادثات مع أجهزة المخابرات المصرية حول وحدة فلسطينية. يوم الجمعة، وصل وفد من حركة فتح، بقيادة المسؤول الكبير في الحركة عزام الأحمد، إلى القاهرة لإجراء محادثات مع المصريين الذين يتوسطون بين الجانبين.

وحول توقيت اعلان حل اللجنة قال: المشكلة الرئيسية مع التوقيت من وجهة نظر “فتح” هي أنه بعد ثلاثة أيام من المقرر أن يلتقي عباس بترامب على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

وحول لقاء الرئيس عباس مع ترامب بعد حل اللجنة قال : لا يمكن للمرء إلا أن يتصور كيف سيُنظر إلى لقاء الرئيس عباس مع الرئيس الأمريكي إذا كان وافق لتوه على تشكيل حكومة توافق مع الحركة الإسلامية، وخاصة إذا تحدث عن المصالحة مع حماس في خطابه أمام الأمم المتحدة.

وسيرغب “أبومازن” في الحصول على أجوبة من ترامب حول إلتزام إدارته الغير معلن بعد بحل الدولتين. سيكون من الغريب لعباس أن يتحدث عن دولة فلسطينية بعد أن وافق على مشاركة السلطة مع حركة تدعو إلى تدمير إسرائيل.

وأشار إلى أنه من المرجح أن تحاول فتح، في الأسبوع المقبل على الأقل، المماطلة في أي مفاوضات مع حماس لتجنب التوصل إلى اتفاق على الفور، حتى لو كان ذلك فقط للسماح بأن يمر اللقاء مع ترامب من دون مشاكل.

هذه المساعي مؤخرا من أجل الوحدة ليست الأولى في السنوات العشر الأخيرة منذ استيلاء حماس على السلطة في غزة في “إنقلاب” عنيف. الإتفاقيات التي تم التوصل إليها انهارت باستمرار عندما وصل الأمر إلى المسائل الجدية.

وتساءل الكاتب: في أي اتفاق بين حماس وفتح، الشيطان يكمن في التفاصيل. من الذي سيدير غزة عمليا؟ ما الذي سيحدث لقوى الأمن التابعة لحركة حماس والمعابر الحدودية؟ هذه ليست سوى مجموعة قليلة من الأسئلة الرئيسية التي لا تزال تنتظر أجوبة لها.

ومع ذلك، من المهم التأكيد مجددا على أن قيادة حماس اليوم، مع هنية والسنوار، تختلف بشكل جذري عن قيادة سلفهما خالد مشعل.

أثبت السنوار أكثر من مرة أن الصعود إلى السلطة يحوّل بشكل جذري منظور الشخص وأولوياته.

وعن شخصية السنوار قال يسخروف : فقد تبين أنه زعيم برغماتي يدرس تحركاته ويظهر حذرا كبيرا، على عكس سمعته في الماضي باعتباره شخصا متطرفا.

فلقد تقرب السنوار من رجل فتح القوي سابقا في غزة محمد دحلان، الذي يكره حماس، ووافق على اتخاذ خطوات دراماتيكية لتهدئة مصر، بما في ذلك اعتقال أعضاء من تنظيم الدولة الإسلامية ووضع حد للتهريب عبر الحدود.

وعن اسماعيل هنية قال يسخروف : في غضون ذلك، يقوم هنية بتنفيذ السياسات نفسها التي اتبعها خلال السنوات التي قاد خلالها حماس في غزة. تم تعيينه رئيسا للمكتب السياسي للحركة قبل بضعة أشهر باعتباره رجلا من الشعب، وبالتالي يمثل الشعب إلى حد كبير.

لقد أظهر هذا التوجه خلال الحرب مع إسرائيل في عام 2014، عندما خرج ضد المكتب السياسي في الضغط للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، وهو يتبع النهج نفسه في الوقت الحالي. يدرك هنية، مع أمل ضئيل في الأفق، أن الأزمة الإقتصادية الحادة يمكن أن تنتهي بواحدة من طريقتين: حرب مع إسرائيل، التي يمكن أن تقوض قيادة الحركة وتحوّل السكان ضدها، أو ربيع غزة والذي قد يأتي بنتائج مماثلة.

أفضل ما يمكنه القيام به في ظل هذه الظروف هو التوصل إلى تسوية، حتى لو اعتبروا آخرون ذلك إذعانا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن