في ذكرى اغتصاب فلسطين.. أكبر جرائم الإبادة والتطهير العرقي

قلم / غسان مصطفى الشامي
[email protected]
أمام اللجنة الفلسطينية الحقوقية المكلفة برفع قضايا الجرائم الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني أمام محكمة الجنايات الدولية مهمات كبيرة وجسام، فقد قام العدو الصهيوني منذ 67 عاما بارتكاب آلاف المجازر بحق الفلسطينيين، وربما نكبة فلسطين عام 1984م خير شاهد على المجازر الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني، حيث ارتكبت العصابات الصهيونية (الهاغاناة والشيترون وغيرها) جرائم القتل والذبح والإبادة وتدمير منازل الفلسطينيين، كما تم إجراء عمليات التهجير والتشريد والتطهير العرقي لأكثر من 800 ألف فلسطيني.
إن ضياع أرض فلسطين، وتدمير قراها ومدنها التاريخية، وسرقة أرضها، كان الهدف الرئيس الذي وضعه اليهود منذ مؤتمرهم الصهيوني الأول الذي أقيم في مدينة بازل السويسرية عام 1897م، الذي رسم خلاله الصهاينة ملامح وطن مسروق من أهله الأصليين وملامح أرض ومدن وعلم رسموا عليه خارطة وطن خيالي كبير من النيل إلى الفرات.
ونحن نتحدث عن مرور 67 عاما على اغتصاب أرض فلسطين تتواصل الهجرات اليهودية من أوروبا وكافة أنحاء العالم إلى أرضنا، وتتواصل مشاريع تهويد المدن الفلسطينية وفي مقدمها مدينة القدس وتهجير سكانها الأصليين، و ويسعى الكيان إلى سرقة المزيد من الأراضي، وبناء المزيد من الكتل الاستيطانية في أجمل المواقع، وتسخير كافة الإمكانات لإنجاح مخططات الهجرة الصهيونية إلى أرض فلسطين.
في ذكرى اغتصاب أرض فلسطين يواصل الصهاينة إجراءاتهم الخبيثة في تهويد أراضي النقب المحتل والأغوار والجليل، وفقا لمخططات التطوير التي تعلنها حكومة الاحتلال بين الفينة والأخرى والتي تستهدف بالأساس سرقة أراضينا وخيراتها وثرواتها، كما تتواصل مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى بوتيرة عالية، وتعمل الجرافات الصهيونية في الحفريات أسفل المسجد الأقصى المبارك ليل نهار لتحقيق الهدف الكبير للصهاينة المتمثل في تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم.
أمام أرقام مخيفة للهجرة الصهيونية، وإحصائيات للاستيطان والتهويد في الضفة الغربية والقدس وأراضي الـ(48) ماذا بقي من فلسطين؟!، وعلى ماذا يفاوض المسئولون في سلطة رام الله؟، على مدار عشرين عاما وهم يعملون وفق نهج تفاوضي لم يجلب للفلسطينيين أرضًا ولا وطنًا، في المقابل يواصل الصهاينة مخططاتهم الخبيثة لسرقة أرض فلسطين وسرقة التاريخ والتراث والحضارة”.
لقد اتخذ القادة الصهاينة القرار بتهجير الفلسطينيين عن أرضهم في العاشر من مارس/ آذار عام 1948م عندما اجتمع القادة والضباط العسكريون ( الإسرائيليين ) في البيت الأحمر في مدينة تل أبيب الصهيونية، ووضعوا خطة لقتل الفلسطينيين وتهجيرهم عن أرضهم يستغرق تنفيذها 6 شهور، وقد تحقق النتائج بتهجير أكثر من (800) ألف فلسطيني وتدمير (531 ) قرية، و11 حي سكني، وتم تنفيذ الخطة بصورة منهجية تهدف إلى تهجير الفلسطينيين عن أرضهم وتطبيق خطط التطهير العرقي التي تحدث في الحروب العسكرية.
لقد وصف المؤرخ الصهيوني الشهير (إيلان بابه) ما حدث في نكبة فلسطين بعد حصوله على وثائق وأوراق من الأرشيف العسكري الصهيوني- وصفها بالتطهير العرقي وجرائم ضد الإنسانية، وما يرتكب هذه الجرائم يعتبرون مجرمون ويجب محاكمتهم أمام هيئات قضائية خاصة.
وقال المؤرخ الصهيوني بابه ” نعرف أسماء القادة العسكريون الذين خططوا لجرائم التطهير العرقي، عندما جلسوا في الطبقة العلوية من البيت الأحمر تحت ملصقات ماركسية الإيحاء كتب عليها شعارات ” إخوة في السلاح” ، و” القبضة الفولاذية” ورسوم تمثل ” اليهود الجدد” مفتولي العضلات ويصبون بنادقهم من وراء سواتر واقية ضد ” الغزاة العرب المعتدين”، كما قال في كتابة التطهير العرقي في فلسطين ” إننا نعرف أسماء الضباط الكبار الذين نفذوا الأوامر على الأرض، وجمعيهم شخصيات معروفة في هيكل عظماء البطولة ( الإسرائيلية)، وكثيرون منهم كانوا إلى فترة غير بعيدة أحياء يرزقون، ويؤدون أدوارا رئيسية في السياسية والمجتمع الإسرائيلي، أما الآن، قلة منهم لا تزال على قيد الحياة “.
لقد اتبع القادة الصهاينة خلال عمليات التطهير أربعة خطط محكمة تحت عنوان خطط الاستيلاء على أرض فلسطين تم إعداد الأولى والثانية عام 1946م وتم وضع المعايير الخاصة بهذه الخطط والإمكانيات وعمليات التنفيذ، وقام القادة الصهاينة آنذاك بإجراء تعديل على هذه الخطط ودمجهم في الخطة الثالثة (ج) وهي ترتكز على: قتل القادة السياسيين الفلسطينيين، وقتل “المحرضين” الفلسطينيين الذين يقدمون دعمًا ماليًا لشعب فلسطين، وقتل الضباط والموظفين الفلسطينيين الكبار، وإلحاق الضرر بحركة النقل الفلسطينية، إلحاق الضرر الكبير بمصادر العيش الفلسطينية، وتدمير آبار المياه، ومهاجمة القرى الفلسطينية المجاورة، مهاجمة النوادي والمقاهي وأماكن تجمع الفلسطينيين، ثم قام الصهاينة بوضع الخطة الرابعة والشهيرة بـــ اسم ( خطة دالت) لبدء تنفيذ عمليات قتل الفلسطينيين وذبحهم وتهجيرهم من أرضهم وقد بدأ تنفيذ الخطة في العاشر من مارس عام 1948م، كما رسم الصهاينة خططًا لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين، وكانت هناك طرق أمامهم للهروب وترك منازلهم التي تم تدميرها وسرقتها، كما سرق اليهود خلال النكبة آلاف المخطوطات والوثائق التاريخية الفلسطينية، وسرقوا الصهاينة أرواق وسجلات الطابو الفلسطينية وحتى مفاتيح المنازل سرقوها، فضلاً عن مآسي القتل وجمع الفلسطينيين وتكبيلهم وإطلاق الرصاص عليهم.
يجب علينا نحن الفلسطينيين والعرب الانتباه إلى المخططات الصهيونية الخبيثة التي وراء استجلاب اليهود من كل مناطق العالم إلى أرض فلسطين، في مخطط صهيوني كبير يسعى إلى إفراغ الأرض من أهلها، وتحقيق زيادة في أعداد اليهود على أرض فلسطين؛ بهدف الانتصار في الحرب الديمغرافية على الفلسطينيين، وإجبارهم على الرحيل عن أرض الآباء والأجداد.
إلى الملتقى،،

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن