في ظل تباين السياسات.. مخاوف إسرائيلية عميقة بشأن بوادر تدهور العلاقات مع واشنطن

دونالد ترامب واسرائيل

يخشى مسؤولون إسرائيليون من احتمالات تردي العلاقة بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، على خلفية اعتقادهم أن الأخير يصر بالفعل على التوصل إلى اتفاق سلام من شأنه أن ينهي الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي.

كما أنهم يعبرون عن قلقهم من أن تحقق الزيارة المرتقبة التي سيجريها الرئيس الأمريكي الشهر الجاري إلى إسرائيل نتائج عكسية، تنذر بولاية أولى تشوبها القطيعة والخلافات بين تل أبيب وواشنطن.

وأجرى موقع “واللا” العبري حوارا مع مسؤولين إسرائيليين، كما وصفهم من دون أن يحدد هويتهم، ولكنه أشار إلى أن أحدهم وزير كبير بالحكومة؛ ما يعني أنه ينتمي في الغالب لحزب “الليكود”، ونقل عنهم أن ثمة توترات وشيكة قد تنجم عن الموقف الأمريكي الذي تبناه الرئيس ترامب، والذي تبين أنه ماضٍ في تنفيذ سياساته القائمة على ضرورة تحقيق اتفاق مع الفلسطينيين.

ونقل الموقع عن الوزير الكبير الذي لم يذكر اسمه، أن ترامب “يبدو مصرا على التوصل إلى اتفاق، ولا يوجد خيار آخر أمامه”، مضيفا: “لو دخلنا في خلافات مع ترامب، بعد 8 سنوات من التوترات مع إدارة باراك أوباما، سيعني الأمر مساسا بالغا بالمصالح الإسرائيلية”.

ولفت الموقع إلى أن رؤية الوزير الذي حاوره تنبع بالأساس من تقديرات بأن ترامب سيطرح مبادرة جديدة للسلام خلال زيارته إلى إسرائيل، وأن المبادرة تنص على ضرورة استئناف المحادثات وتقديم تنازلات من جانب إسرائيل، ناقلا عن المسؤول الإسرائيلي: “ترامب شخص غير متوقع، وإذا حاول نتنياهو اختباره، فإن الأمر سيقود إلى تطورات لا تحمد عقباها”.

وطبقا لما أورده الموقع، يبدأ ترامب زيارته إلى إسرائيل في الثاني والعشرين من أيار/ مايو الجاري، قادما من المملكة العربية السعودية التي يستهل زيارته إلى المنطقة بالتوجه إليها، وفي هذه الحالة فإن الحديث عن كون إسرائيل هي المحطة الأولى لترامب، مثلما ردد الإعلام الإسرائيلي هو أمر غير دقيق.

وأثنى نتنياهو في الأيام الأخيرة على الجهود السياسية التي يبذلها الرئيس الأمريكي، وأشار إلى أنه يشاطره الرغبة نفسها في التوصل إلى سلام دائم مع الفلسطينيين، كما طالب بوقف دفع رواتب لعائلات الأسرى الأمنيين بالسجون الإسرائيلية، وكذلك من نفذوا عمليات استهدفت إسرائيليين وقضوا نحبهم خلالها، أولئك الذين وصفهم بـ”المخربين”، معتبرا أن الحديث يجري عن اختبار أول لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.

وتنشغل إسرائيل بشدة بالترتيب للزيارة المرتقبة التي سيقوم بها الرئيس الأمريكي، وبعد أن كانت جميع التوقعات تشير إلى أن ترامب هو الداعم الأكبر لإسرائيل بلا قيود أو تحفظات، أصبحت هناك شكوك في إسرائيل بشأن السياسات الخارجية الأمريكية، ولا سيما بشأن الصراع.

وتحدثت تقارير بالأمس عن تراجع إدارة ترامب الجمهورية كلية عن فكرة نقل السفارة الأمريكية للقدس؛ ما تسبب في خيبة أمل جديدة لليمين الإسرائيلي، والذي رأى ان الرئيس الأمريكي تراجع عن وعوده الانتخابية بشكل ملفت، ولا سيما بعد أن استقبل رئيس السلطة الفلسطينية بالبيت الأبيض، وبدا أنه يعتبره شريكا على خلاف الموقف الإسرائيلي منه.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن