في فلسطين.. قصة ضياع طفل لسبع سنوات والسبب والديه

طفل

 رام الله / حسين ابو عواد

حكاية أغرب من الخيال، لا يصدقها عقل بشري، جمعت بين ثلاثية حزينة لا يقوى على تحملها احد… ضياع، وحرمان، وطفل لا يعلم من هم والديه.

سبع سنوات عجاف يتوقف القلب عن نبضات الحب والحنان، وكأن ينابيع الأبوة، والأمومة قد اصابها الجفاف.

قصة عجيبة بدأ اصحابها بروايتها بكل ما بها من فصول مثيرة واحداث غريبة، ولكن لكل منهما رواية مختلفة فالاب يحمل مسؤولية فقدان الطفل للام، والام تحمل الاب مسؤولية ذلك.

منذ أكثر من 7 سنوات عقد المواطن (م.ت)، من محافظة نابلس، قرانه (كتب الكتاب)، على المواطنة (أ. ت) من محافظة قلقيلة، وقد حصل بينهما اتصال جنسي قبل اتمام مراسم الزواج وعلى اثرها حملت الزوجة بطفل خلال فترة الخطوبة.

حتى اللحظة ما زال الوالدين متفقان على تفاصيل الحادثة، ولكن لكل منهما رواية مختلفة، فالوالد يروي ما حدث ويقول” عندما اخبرتني خطيبتي بأنها حامل على اثر الاتصال الذي جمع بيننا اثناء فترة الخطوبة اتفقنا على أن يتم تنزيل الجنين حتى لا تلحقنا “الفضيحة”، وعندها بدأنا بالبحث عن طبيب لإجراء عملية الاجهاض ولكن رفض الاطباء ذلك، واتفقت مع والدتها على ان تبقى في البيت خلال فترة الحمل وان لا تخرج منه ابداً لحين انجاب الطفل.

ويسرد” انه في الشهر التاسع اتصلت والدة خطيبته به واخبرته بأن ابنتها على وشك الولاده وعليه ان يأخذها إلى مشفى خارج المنطقة التي يسكنون بها حتى لا ينفضح امرهم، فطلبت منها ان تجلبها إلى مكان عملي في اريحا لتوليدها هناك وبالفعل حصل ذلك وانجبت الطفل وسجل باسمي”.=

ويضيف الزوج” بعد انجاب الطفل قالت له خطيبته انها سترسله إلى عائلة في رام الله لتعتني به حتى لا ينكشف امرهما، وارسلتها لوحدها في مركبة خاصة ” تكسي”، إلى رام الله وبعد عودتها الى بيت اهلها اخبرتني بانها غلب عليها النعاس وهي في طريقها لرام الله وكانت تضع يدها بطريقة خاطئة على الطفل ما ادى الى اختناقه و وفاته على الفور” .

ويتابع ” عندم تلقيت الخبر تقدمت بطلب اجازة من عملي و توجهت لمنزل اهلها لتوضيح ما حصل، واقننعتني بأن الطفل قد توفي واطلعتني على المكان التي دفنته به”.

مضت الايام وتزوج بها وانجبا ثلاثة اولاد، وخلال هذه الفترة ترك الزوج عمله في اريحا، وسكن في قلقيلة مع عائلته، وعلى  على حد قول الزوج فقد نشب خلاف بينه وبين زوجته خلال السنوات الاخيرة وعلى اثر ذلك تركت المنزل واخذت الأولاد ومنعته على حد زعمه من اللقاء بهم، وعندما طالب منها مؤخرا بلقاء ابناءه قالت له الزوجة  ” عليك ان تنسى بأن لك اولاد واذهب للبحث عن ابنك الرابع في رام الله فهو حي لم يمت”.

لم تتوقف رايـة عن رواية الزوج بل تمكنت من الوصول إلى الزوجة التي كانت لها رواية مختلفة عن ما يدعيه الزوج.

تقول الزوجة ، ” أن الطفل عندما انجبته في مستشفى اريحا، توجهت من بعدها انا وزوجي إلى رام الله وقام بوضع الطفل امام منزل احد المواطنين”.

وتضيف الزوجة ” رواية زوجي كاذبه ولا صحت لها، وهو كان برفقتي اثناء خروجي من المستشفى وقام بوضع الطفل امام منزل احد المواطنين، واثارته للحادثه بعد مضي زمان على حصولها كان بعدما تركته انا واولادي نتيجة  توقفه عن العمل منذ سنوات و يعتمد علي في توفير احتياجات البيت”، حيث  تعمل الزوجة ممرضه في احد المشافي بقلقيلية.

و تتابع” لقد حاول استفزازي اكثر من مرة و هددني بأنه سيتهمني بأني اخفيت الطفل عنه ان لم اعطيه المال واعود للمنزل ولكني رفضت ذلك، وطلب مني ان اعطيه مبلغ من المال مقابل عدم اثارة القضية لكني رفضت ذلك وابلغت الشرطة بكل ما حصل”.

وتتابع” لم اعد قادره على تحمل تصرفات زوجي وسرقته للمال من حقيبتي واعتماده علي في توفير احتياجات المنزل، فذهبت للعيش في بيت اهلي انا واولادي خصوصا بعد ان تم اعتقاله من قبل الاجهزة الامنية لاكثر من مرة على قضاية جنائية”.

وأوضح مصدر امني مسؤول متابع للقضية منذ اثارتها،  ان حكاية الطفل المفقود منذ أكثر من سبع سنوات هي رواية صحيحة ولكن ليس بالتفصيل التي يرويها الاب.

وأضاف المصدر “انه بناء على المعلومات والتحريات وبعد الاستماع للرواية  من قبل الوالدين تبين ان الطفل ما زال على قيد الحياة وانه تم التوصل مع كافة الجهات المسؤولة للبحث عنه، ومؤخرا ابلغتنا وزارة الشؤون الاجتماعية على ان المواصفات التي قدمناها عن الطفل قد تم التعرف علها وان الطفل على قيد الحياة وسيتم تسليمه لوالديه قريبا”.

وفي سؤال راية لوالد الطفل حول ان تم ابلاغه عن ان الطفل ما زال على قيد الحياة، قال” ان وزارة الشؤون الاجتماعية اتصلت به قبل ايام وابلغته  بأن طفله على قيد الحياة وستقوم بتسليمه اليه بعد اجراء فحص “DNA”.

واكد مصدر أمني اخر ان حكاية الطفل المفقود منذ اكثر من سبع سنوات صحيحة وسيتم حلها قريبا جدا، وأن التحريات ما زالت مستمرة للتأكد من رواية الوالدين.

وأوضح المصدر نفسه ان المحكمة قد اصدرت حكما بتاريخ 8-10-2014 يقضي بالحبس مدة ثلاثة أشهر على الزوجين نتيجة اهمالهم وعدم اكتراثهم باهمية الحادثه”.

نقلا عن راية الاعلامية

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن