في لبنان: ليست قصة خيالية.. إبنة الـ 10 سنوات ضحية والدها السفاح !

في لبنان: ليست قصة خيالية.. إبنة الـ 10 سنوات ضحية والدها السفاح !

كيف يمكن لفتاة صغيرة أن تكبر وفي نفسها وذاكرتها ما يصعب عليها نسيانه أو تخطيه؟ كيف ستعيش أيامها وساعاتها وهي ترى الكابوس ذاته في صحوها قبل نومها؟

هذه هي الدوامة المضنية التي تحيا بها شاديا (إسم مستعار) منذ سنوات. لماذا؟ لأنها لم تزل تبصر والدها كأنه أمامها الآن. صحيح أنها بعيدة عنه، لكن اللحظة نفسها تتكرر في ذاكرتها.

بدأت قصة شاديا وهي في سن العاشرة، عندما كانت طفلة بريئة لا تطمح سوى إلى اللعب. كانت تشعر بأن شيئاً غريباً يقوم به والدها، لكنها لم تكن تعرف كيف تفسر ذلك. داوم السفاح الجنسي وعديم الإنسانية على تلويث جسد ابنته حتى كبرت وأضحت قادرة على فهم ما جرى ويجري.

كان الوقت صيفاً والعائلة تستمتع بتمضية العطلة على البحر. تشاجرت أمها مع الأب ليحدث ما لم تكن تتخليه. فقد خرجت الأم برفقة شقيق شاديا فبقيت مع والدها بمفردهما. نظر إليها مطولاً. إقترب منها. وضعها في حضنه. قبّلها. كانت ترتجف لكنها لم تمتلك القدرة على تحرير نفسها من بين يديه. همس لشاديا في أذنها “لا تخبري احداً. ستتألمين قليلاً ثم ستنسين ما جرى”، تقول شاديا هذه الجملة لــ”لبنان 24” متذكرة صوت والدها كأنها تسمعه الآن.

تحولت الطفلة شاديا إلى امرأة قبل الأوان بكثير. إنتهى الصيف وكان من المفترض أن تعود الأمور إلى طبيعتها. لكن الوالد استمر في إجرامه. روني (اسم مستعار)، شقيق شاديا، شاهد أخته في غرفة النوم مع والده في وضع محرج ثم انصرف كأنه لم ير.

صحيح أن الوالد كان يؤمن لابنته مدرسة لائقة ولباسا لائقا ووضعه المادي جيد، لكن شاديا تتمنى لو أن كل هذه الاشياء قد حرمت منها مقابل ألا يحصل معها ما حصل، “ما نفع المدرسة الجيدة واللباس الثمين مقابل أن أعيش مع وحش مغتصب ومريض نفسي؟”، هكذا تصف شاديا والدها.

معاناة شاديا لم تكن هنا فحسب، إذ لو وقفت أمها إلى جانبها ما كانت لتظل خاضعة لوالدها. فبعد سنتين من الاغتصاب المتواصل، وكانت الضحية قد بلغت الثانية عشرة من عمرها، واجهت أمها بالحقيقة. لكن الأم لم تحرك ساكناً، بل أدركت أن تلبية طفلتها لرغبة الوالد الجنسية سيخفف عنها ضغط الحياة الجنسية الزوجية، وستمتلك المزيد من الوقت للسهر والحصول على المال.

“أمي تعبد المال ولا تفكر إلا بنفسها، وهي بدلاً من أن تحميني من والدي صارت ترسلني إليه لأفرغ طاقته الجنسية بدلاً منها”.

تتذكر شاديا باكية، وتضيف وقد أصبحت اليوم في سن السابعة عشرة أن والدها “كان مريضاً إذ كان يتحرش أيضاً بأصدقائي الصغار وكانوا يخافون منه”.

سبق لشاديا أن هربت ولجأت الى أحد المخافر. أخبرتهم القصة. حضر الطبيب الشرعي وأصدر تقريراً يثبت الاغتصاب ويدين والد الطفلة. سجن الأخير لكن أفرج عنه بسند كفالة بعد سنة ونصف. عاد إلى المنزل حيث شاديا التي كانت تكبر، ورغبته الجنسية فيها تتضاعف. هذا ما حصل، أو كما يقول المثل “عادت حليمة لعادتها القديمة”، لكنه حاول أن يستميل شاديا بكلام واضح ظل يردده على مسمعها قبل أن تهرب نهائياً.

لم يعد هناك حلّ أمامها سوى الهرب. هربت واشتكت على والدها من جديد. أسمعت مراسلة “لبنان 24” الرسالة الصوتية لوالدها وهو يطلب منها السماح ويعتذر لكي يقنعها ان تتنازل عن الدعوى ضده! لكنها لن تفعل. هذا قرارها الحاسم.

اليوم تطلب شاديا التي تقيم عند إحدى صديقاتها، فهي تعاني من التهابات في الرحم والمعدة جراء الاغتصاب، ولم يجرؤ والدها على معالجتها خوفاً من افتضاح أمره، أن تشطب عن إسم والدها ووالدتها. تريد أن تفتح صفحة جديدة في حياتها بكل ما أوتيت من قوة وعزم. لأن القدر جعلها ابنة لشخص “لا يستحق أن يكون أباً”.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن