“في يوم الثقافة الفلسطينية المثقف حيُ خالدٌ فِّيناَ”

جمال عبد الناصر أبو نحل
جمال عبد الناصر أبو نحل

مما لا ريب فيه، ومن الجميل أن نعرُج قليلاُ في يوم الثقافة الفلسطيني لنتعرف أولاً علي معني كلمة الثقافة فهي تعني لغُةً: “الفهم والفطنة، والعلم، والذكاء، والحذق، والفطنة، والتأديب، والتهذيب، وتقويم المعوج، كتسوية الرماح، وتتناول الجانب المعرفي والجانب السلوكي؛ وعرفها المجمع اللغوي بأنها:” جُملة العلوم والمعارف والفنون التي يُّطَلبْ الِّعلمُ بِها والحِذقُ فيها”؛ فالثقافة هي المظهر العقلي للحضارة، والحضارة هي المظهر المادي للثقافة؛ وأما تعريف الثقافة الإسلامية فهي:” معرفة مقومات الأمة الإسلامية العامة بتفاعلاتها في الماضي والحاضر، من دين ولغُة، وتاريخ وحضارة وقيم وأهداف مشتركة بصورة واعية هادفة”؛ وعند الغرب تعني فلاحة الأرض وتنمية العقل والذوق والأدب.
حيثُ يحتفي الشعب الفلسطيني المثقف والمناضل في يوم الثالث عشر من أذار مارس من هذا الشهر في كل عام بذكري يوم الثقافة الفلسطينية والذي يوافق أيضاً ذكري ميلاد الشاعر الكبير الراحل محمود درويش، وفي هذا اليوم تنطلق العديد من الفعاليات الوطنية في يوم الثقافة الوطني، استناداً إلى قرار مجلس الوزراء الفلسطيني والذي اعتبر يوم مولد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش، يوماً للثقافة الوطنية؛؛ لأن الثقافة الوطنية الفلسطينية تُعد من أهم أُسس النضال الوطني، وبالتالي يُعد يوم الثقافة يوماً لكل الشعب في كافة أماكن تواجده، فالثقافة توحد ولا تفرق، فكلنا نعمل من أجل الحرية والاستقلال الوطني الفلسطيني، ويكفي فخراً أن المثقف يبقي أثرهُ حتي بعد موته كما هو الحال مع الراحل الشاعر الكبير محمود درويش رحمه الله؛ ” أخو العلم حي خالد بعد موته، و أوصاله تحت التراب رميمُ.. وذو الجهل ميتٌ وهو يمشي على الثرى .. يعِّدُ نفسهُ من الأحياء وهو عديمُ! فليكن يوم الثالث عشر من آذار يوماً لتعزيز الهوية الثقافية الفلسطينية، القائمة على العلم والأخلاق، والمساواة، والعدل، والفضيلة، والمشورة، والتوحد، والأدب، والديمقراطية، وتعزيز قيم النضال الوطني، وليكُن يوم الثقافة يوماً للوحدة الوطنية الفلسطينية، فإن ما تفرقه السياسة تجمعه الثقافة؛ من أجل الوصول إلى ما نصبو إليهِ من الحرية والاستقلال، وتحرير مقدساتنا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها الأبدية القدس الشريف؛ وعلينا أن نجعل من يوم الثقافة ويوم مولد الشاعر محمود درويش يوماً لوحدتنا الوطنية والأدبية والعلمية، والفكرية، يوماً للثقافة الوطنية، في ظل الرياح والأمواج العاتية العالية والخطيرة، التي تحُيط اليوم بقضيتنا الفلسطينية وبثقافتنا الوطنية التي يحاول الاحتلال تغريبها، وسرقتها من خلال محاولاته المستمرة لطمس معالم الثقافة الوطنية الفلسطينية وطمس المناج الفلسطيني والتراث الشعبي والفلكلور الفلسطيني وسرقة كل شيء وأسّرْلّتُهُ وتُهويدهُ، وتغير أسماء القري والمدن والمناطق في القدس العتيقة والقدس المحتلة، إلي أسماء عبرية يهودية، وحتي الثوب الفلسطيني لم يسلم من سرقة الاحتلال له، حينما حاولت وزيرة خارجية الاحتلال سابقاً تسيبي لفيني لبس الثوب الفلسطيني في حفل في أوروبا علي أنه ثوب إسرائيلي!، وحتي حاولوا سرقة الأطعمة الفلسطينية، وسرقة الثقافة العربية الاسلامية والمسيحية في القدس وتحويلها وتغريبها وجعلها وكأنها ثقافة للمحتل، فالحرب علي الثقافة الفلسطينية من الاحتلال لا تقل ضراوةً علي الحرب العسكرية التي شنها الاحتلال في حروبه علي فلسطين، بل هي أخطر كونها تحاول سرقة حضارة وتراث شعب فلسطين شعب الكنعانيين الجبارين الضاربة جذورهم في أرض فلسطين منذُ أكثر من خمسة ألاف سنة، ولا يزالون وسيبقون ما بقي الليل والنهار، والزعتر والليمون، والتين والزيتون محافظون علي ثقافتهم وهويتهم الوطنية مهما حاول ترمب ونتنياهو تزوير الحقائق والتاريخ والتراث!، فمصير كيان الاحتلال وعصابته الحاكمة المجرمة إلي مزابل التاريخ وقراراتهم التي وقعها ترمب بالاعتراف بالقدس عاصمة للاحتلال!!؛ كل تلك القرارات موضوعة تحت أقدام وأحذية جرحانا البواسل، وأسرانا الأبطال، وشهدائنا الأبرار، لأن شعب فلسطين نقش ودمغ في أنصع سجلات التاريخ البشري ماضيهِ، وحاضره ومستقبلة، والنصر حليف هذا الشعب المثقف الصامد البطل، وستبقي القدس عاصمة دولة فلسطين الابدية.
بقلم الكاتب الباحث المفكر العربي والإسلامي والمحلل السياسي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
الأستاذ الجامعي غير المتفرغ والمفوض السياسي والوطني
الهيئة الفلسطينية للثقافة والفنون والتراث

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن