قبل أن تصيبك لعنة أبريل.. أشهر الأكاذيب في التاريخ

أيام قليلة، ويطرق شهر أبريل أبوابنا، فيتبادر إلى أذهاننا “كذبة أبريل”، وهو تقليد أو احتفال عالمي تحتفي به العديد من الدول والشعوب حول العالم بإطلاق شائعات أو أكاذيب بغرض الضحك والمتعة، ويطلق على من يصدقها “ضحية كذبة أبريل”.

ولم يقتصر إطلاق الأكاذيب على الافراد فحسب، حيث دخلت على الخط الدول الكبرى،بغرض الدعابة.

“الوطن اليوم” تستعرض أشهر الأكاذيب السوداء في التاريخ الحديث والقديم.

حصان طروادة

يعد حصان طروادة من أقدم خدع الحرب في التاريخ القديم وأمكرها، ففي الأسطورة الإغريقية حاصر الآخيليون بقيادة آجاممنون شقيق مينالاوس طروادة، لاستعادة هيلين زوجة مينالاوس ملك إسبرطة، بعد ان اختطفها باريس.

وقرر الإغريق، بعد يأسهم من حصار طروادة قرابة العشر سنين باللجوء لتلك الخدعة للاستيلاء على المدينة، واستعادة هيلين، فبنوا ذلك الحصان الخشبي العملاق، وأعلنوا تقديمه قربانا للإلهة مينيرفا، ولكن الحقيقة أن الحصان كان في باطنه جنود إغريق، فيما رحل البقية كنوع من التموية، وإعلان الاستسلام والرحيل.

ورغم تحذيرات “لاكون”، كاهن معبد نبتيون، فإن الطرواديين احتفلوا برفع الحصار، وابتهجوا بعد أن فتحوا أبواب المدينة، وأدخلوا الحصان، وعندما خرج الإغريق من الحصان داخل المدينة في الليل، كان السكان في حالة سكر، ففتح المحاربون الإغريق بوابات المدينة للسماح لبقية الجيش بدخولها، فنهبت المدينة بلا رحمة، وقتل كل الرجال، وأخذ كل النساء والأطفال عبيدا.

فضيحة “وول ستريت”

في عام 2008، وتحديدا في 11 ديسمبر، اعتقل مكتب التحقيقات الفيدرالية برنارد مادوف “Bernard L Madoff” أو كما يطلق عليه بيرني مادوف، في واحدة من أكبر عمليات النصب والاحتيال في التاريخ الحديث، بناء على بلاغ من ابنه.

حيث اتهم مادوف بالاحتيال والنصب فيما يزيد على 50 مليار دولار أمريكي (أي ما يعادل 375 مليار جنيه مصري تقريبا) في واحدة من أكبر عمليات الاحتيال في العالم، التى تمت على يد شخص واحد، وعرفت فيما بعد بـ”سلسلة بونزي”.

يذكر أن المصرفي صاحب محفظة مادوف الاستثمارية التي أنشئت عام 1960 وتعتبر شركته أحد أكبر صناع السوق في وول ستريت، يهودي من مواليد 29 أبريل 1938 في نيويورك، ومتخصص في العلوم السياسية، ويسكن في روزلين من السبعينيات، وله العديد من البيوت والمساكن الفاخرة في نيويورك، قدّرت بملايين الدولارات.

آنا أندرسون – انستاسيا نيكولايفنا رومانوف

تعد آنا أندرسون إحدى أفضل المحتالين المعروفين في التاريخ، فقد ادعت أنها الدوقة أنستاسيا نيكولايفنا رومانوف.

أنستاسيا الحقيقية هي الابنة الصغرى لآخر إمبراطور “نيكولا الثاني” وزوجة ألكسندرا، قتلت مع باقي أسرتها في 17 يوليو 1918 من قبل الثوار الشيوعيين عقب اندلاع الثورة البلشفية، ولم يتم التعرف على مكان جثتها حتى عام 2008.

وفي عام 1920 انتقلت المحتالة آندرسون إلى مستشفى الأمراض العقلية، بعد محاولة انتحار فاشلة في برلين، والبداية أطلقت على نفسها اسم Fräulein Unbekannt (تعني في الألمانية الملكة غير المعروفة) ورفضت الكشف عن هويتها، لاحقا استخدمت اسم Tschaikovsky ثم اسم أنا أندرسون.

وفي مارس عام 1922، ادعت أن أندرسون هي الدوقة الروسية، وقال معظم أعضاء عائلة الدوقة أنستاسيا والذين يعرفونها وبما في ذلك معلم العائلة الملكية القاضي “بيير جيلارد” إن أندرسون محتالة ولكن البعض الآخر كان مقتنعا أنها الدوقة أنستاسيا.

في عام 1927 أثبت التحقيق الخاص، الذي قام بتمويله شقيق زوجة الإمبراطور أرنست لويس، دوق هيسن، أن أندرسون هي فرانشيسكا شانتسكوسكا، عاملة بمصنع بولندي ولديها تاريخ مع المرض العقلي. بعد دعوى قضائية استمرت عدة سنوات، حكمت المحكمة بفشل أندرسون في إثبات أنها الدوقة أنستاسيا.

إنسان بلتداون

بعد أن نشر داروين نظرية التطور عام 1859 سارع العلماء للعثور على الأدلة المادية من حفريات لأسلاف الإنسان المنقرضة لملء الفجوات في الجدول الزمني للتطور البشري.

في عام 1910، اكتشف عالم الآثار تشارلز داوسون ما كان يعتقد أنه الحلقة المفقودة، ولكن ما وجده حقا كان من أكبر الخدع في التاريخ، إذ اكتشف العلماء فيما بعد أن هذه الحفريات المكوّنة من عظام فك لقرد الغاب وأجزاء من جمجمة بشرية حديثة.

يذكر أن تلك القطع المتحجرة ظلت محل جدل واسع، حتى  ظهرت الحقيقة فيما بعد، واكتشف أنها  مجرد قطع مزيفة.

البروباجندا النازية

عبارة عن دعاية موجّهة، أحادية المنظور، تخدم فكرة معينة وتوجه مجموعة مركزة من الرسائل، بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من الأشخاص، والهدف منها تغيير السرد المعرفي للأشخاص المستهدفين.

فبحلول الوقت نشأت النازية في ألمانيا عام 1930، إذ كانت معاداة السامية شيئا جديدا، ورغم أن النازية كانت دائما تعتمد على أفكار كاذبة ومتطرفة فهذه المرة، كان للكذب آثار مميتة، حيث أطلق الحزب النازي ما يعرف باسم “الحل النهائي”، والذي سعى للقضاء على جميع اليهود على وجه الأرض، ولتحقيق ذلك، أطلق أدولف هتلر ووزيره المسؤول عن البروباجندا حملة موسعة لإقناع الشعب الألماني أن اليهود أعداؤهم، وأنهم وراء كل كبيرة وصغيرة، أو كما نقول نحن “هم اللي أكلوا الجبنة”.

جدير بالذكر أنه في أي حرب أيا كانت، تنتشر الأكاذيب والخدع، سواء من الحكومات تجاه شعوبها، أو تجاه نظائرها الأخرى، مثل تلك التي انتشرت في الحرب الباردة بين روسيا وأمريكا، وإعلان كل منهما تطوير أسلحة ليس لها مثيل.

مع ذلك، لا بأس  ببعض الكذب الأبيض، خاصة عندما تسألك زوجتك عن وزنها، إذ يجب عليك وقتها القول  إنها لا تزال تبدو كالممثلة سكارليت جوهانسن، حتى إذا لم تكن في شهر أبريل،  وكل كذبة أبريل وأنتم طيبون.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن