قراءة تحليلية في طلب نتنياهو للتهدئة : كيف يحاول رئيس وزراء اسرائيل الخروج بـ”بياض الوجه” !؟

نتنياهو

غزة – اياد العبادلة

الحديث يدور في الاروقة عن تهدئة وما حملته الساعات القليلة القادمة من تصريحات سواء لنتنياهو او اوباما تشير حول السعي الى تهدئة لان اسرائيل تعي تمام انها تورطت في حرب ضد غزة دون كتابة السيناريو الاخير لها بفعل قدرة المقاومة الفلسطينية وضربها للعمق الاسرائيلي وحبس اكثر من 5.5 مليون اسرائيلي في الملاجيء الامر الذي لا تحتمله اسرائيل طويلا.

وفي قراءة تحليلية لما حمله خطاب نتنياهو اليوم أكد الكاتب والمحلل السياسي الخبير في الشأن الاسرائيلي د فريد قديح لـ”دنيا الوطن” ان خطاب نتنياهو اليوم حمل عكس الامس من تهديدات ,مشيرا الى انه لم يتطرق في خطابه الى اجتياح بري للقطاع بل تحدث عن تهدئة مقابل تهدئة ,مشيرا الى انها رسالة الى حركة حماس لوقف اطلاق الصواريخ بمقابل وقف العدوان على غزة.

واشار د قديح الى ان هذا الامر ترفضه المقاومة الفلسطينية وبشدة ,مؤكدا ان المقاومة الفلسطينية خاضت الحرب من اجل تحقيق مكاسب سياسية ابرزها رفع الحصار عن قطاع غزة وفتح المعابر والسماح بدخول المواد والمستلزمات الاساسية للقطاع ومواد البناء والبترول وغيرها.

واوضح ان الولايات المتحدة الامريكية دخلت هذه المرة بقوة وهي من طلبت التهدئة مشيرا الى التصريحات التي صدرت عن الرئيس الامريكي باراك اوباما وسفير الولايات المتحدة في اسرائيل “شابيرا” الذي صرح بأن هناك اتصالات مع عدد من الدول ابرزها تركيا وقطر ومصر والسلطة الفلسطينية منوها الى ان الاتصالات تدور حول البحث عن وسيط فعال وقوي لابرام تهدئة فعالة بين اسرائيل والمقاومة الفلسطينية.

ومن جهته اعتبر الكاتب والمحلل السياسي الخبير والشأن الشرق اوسطي الاستاذ حسن عبدو ان الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي اعطوا ضوءا اخضر لاسرائيل بتنفيذ عملية عسكرية برية ولكنهم تلكؤوا في ابرام التهدئة لعدة اسباب ارادت من خلالها الولايات المتحدة تلقين درس قوي لنتنياهو لتؤكد له ان اسرائيل بدون الغرب لا قيمة لها.

وعزى عبدو اسباب تلكؤ الولايات المتحدة والتباطوء في عملية التهدئة هو اسلوب مبرمح وممنهج لعودة اسرائيل الى الحضن الامريكي والغربي .

وعلل عبدو التباطؤ المصري في الدخول على مسار التهدئة الى ان هناك رغبة مصرية سعودية حقيقية لاحتواء حركة حماس ,مشيرا الى اننا اصبحنا امام احتواء مزدوج للواقع المرير الذي يعيشه قطاع غزة .

وبدوره قال الخبير في شؤون الحركات الاسلامية د خالد صافي لـ”دنيا الوطن” ان الوضع الاقليمي والعربي والدولي مناسب جدا لاسرائيل في ظل الانشغال العراقي والليبي والسوري لتنفيذ أي عدوان على قطاع غزة في ظل انقطاع العلاقات مع حركة حماس وارتقائها الى مباحثات محدود دون سابقتها من ادوار فعالة لعبتها مصر في قضايا التهدئة بين المقاومة واسرائيل.

ونوه الى ان الحديث عن تهدئة في هذا الوضع بالتحديد من الصعب جدا لان الاحتلال الاسرائيلي يحاول من تكثيف ضرباته الجوية لتقبل المقاومة الفلسطينية بأي ثمن ,مشيرا الى ان هذا الامر ترفضه المقاومة وتسعى لتحقيق شروطها ومكاسبها السياسية.

وفي سياق متصل اعتبر د هشام ابو هاشم الخبير في الشؤون الاسرائيلية في تحليله لخطاب نتنياهو اليوم ان رسالته للتهدئة نابعة من الضغوط الداخلية التي يواجهها نتنياهو بعد فشل القبة الحديدية في اعتراض المزيد من الصواريخ التي سقطت على العمق الاسرائيلي وتحديدا المدن الحساسة داخل اسرائيل .

واضاف : ان نتنياهو اليوم بات يبحث عن تهدئة حقيقة ويسعى لبلوة المشهد الاخير من حربه على قطاع غزة حتى يخرج بحفظ ماء الوجه على الاقل امام الرأي العام الاسرائيلي .

ونوه الى ان المكاسب الذي يبحث عنها نتنياهو هي تهدئة بدون شروط او مكاسب سياسية الامر الذي ترفضه المقاومة وتصر على تلبية مطالبها وشروطها وانها لن تذهب لتهدئة كما كان عليه الوضع في العام 2012 مرجحا ان تستمر المقاومة الفلسطينية باطلاق المزيد من الصواريخ لتحقيق مطالبها وشروطها,منوها الى ان الايام القادمة ستشهد استمرارا للحرب بوتيرة متوسطة.

الجدير بالذكر ان المقاومة الفلسطينية وسعت من دائرة استهدافها وكثفت من اطلاق صواريخها على المناطق والمدن الحساسة داخل اسرائيل سعيا منها لتحقيق مطالبها لتنفيذ التهدئة حسب شروط المقاومة الفلسطيينة وليس حسب الشروط الاسرائيلية.

المصدر: دنيا الوطن

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن