قررت بلدية بئر السبع بناء جدار حول المقبرة الإسلامية وسط المدينة بعد مطالبات حثيثة ومتكررة من قبل السكان المسلمين داخل المدينة، وجمعيات اسلامية مختلفة.
وكانت المقبرة الإسلامية التي يعود تاريخها إلى العهد العثماني قد فقدت مساحة كبيرة من محيطها، حيث جرفت بلدية بئر السبع على مدى السنوات الماضية عشرات القبور، وبنت مكانها محال تجارية، ومواقف للسيارات.
وتعد المقبرة الإسلامية في بئر السبع التي تضم قبور المئات من سكان بئر السبع القديمة، اضافة الى الجنود والضباط الاتراك، من اهم المعالم والشواهد التي بقيت عصية على التهويد في المدينة التي اعاد العثمانيون بناءها عام 1906.
وظلت على حالها حتى بعد احتلال البريطانيين لها في الحرب العالمية الأولى عام 1914.
لكن معالم المدينة بدأت تتغير بعد عام النكبة، حيث عكفت المؤسسة الإسرائيلية على تهجير سكانها المسلمين، وطمس كل معلم من معالمها الاسلامية، فلم يتبقى منها سوى المقبرة الإسلامية ومسجدها “الكبير”، الذي تحول لاحقاً الى متحف، وبعض المدارس والمراكز الاسلامية التي اصبحت اليوم مكاتب للدوائر الحكومية.
وتعاني المقبرة الإسلامية في مدينة بئر السبع من الإهمال المقصود، حيث باتت مرتعا لمدمني المخدرات، واصحاب الحفلات الصاخبة، بالإضافة للنفايات والاقذار التي ملأت ساحتها دون اي حرمة لقدسية مئات القبور فيها.
وفي هذا الصدد قال الشيخ صالح أبو سعد المسؤول في مؤسسة النقب للأرض والإنسان، ان اعلان بلدية بئر السبع عن نيتها بناء جدار حول المقبرة الإسلامية مشكوك في مصداقيته بعد أن طالبنا منذ سنوات طويلة من البلدية ان تحترم مشاعر المسلمين وتتعامل مع قبورهم كتعاملها مع مقابر الآخرين.
واردف بانه رغم المطالبات ظلت المقبرة الإسلامية في بئر السبع مهملة، حيث لم يبق الا ثلثا مساحتها الاجمالية، بعد أن جرفت بلدية بئر السبع غالبية قبورها وبنت مكانها مجمعات تجارية وأسواق ومكاتب وغيرها.
وأكد أنه لو كانت بلدية بئر السبع جادة في احترام مشاعر وحقوق المسلمين، لدأبت على فتح مسجد بئر السبع الكبير امام المصلين.
واضاف ابو سعد ” البلدية ضربت بمطالب المسلمين عرض الحائط، وعمدت إلى تحويل المسجد لمتحف، ومعرضا لمسابقات الخمور، رغم كل نداءات المسلمين بضرورة احترام مقدساتهم”.
