قصص من العدوان .. عبد الصمد رمضان.. طفل تحقق حلمه بأداء العمرة عقب استشهاده

قصف غزة

الوطن اليوم / غزة

غادرتنا العيون الباسمة باكرًا, تمتطي روح صبي يافع كانت تملأ الشارع والبيت ضحكًا وسعادة، فطائرات الاحتلال لم ترحم براءة ولا طفولة، كان حضوره يكحل عين المكان، فباغتته صواريخ الاحتلال, وهو امام منزله وأردته ليرتقي للعلى شهيدًا. بهذه الكلمات عبر محمود رمضان والد الشهيد عبد الصمد عن حجم المأساة، ووصف كيف كان الحال في تلك اللحظة، وعيونه تستحضر الحدث, وكأنه امام عينيه الآن.

عائلة رمضان في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة تعرضت لقصف منزلها اول ايام عيد الفطر الماضي, حيث راح ضحية القصف ابنهم الشهيد عبد الصمد الى جانب احد عشر جريحًا من العائلة نفسها اضافة الى دمار بيتهم الذي اصبح غير صالح للسكن.

كلمات والد الشهيد تعتصر ألمًا حينما يتذكر ارتقاء ابنه البالغ من العمر 16 عاما، ما انفك يصف مقتل فلذة كبده بالجريمة البشعة, وقال: “مذبحة كانت أمامي, بعض أبناء العائلة كانوا يجلسون امام باب البيت, وأثناء القصف كنا في الداخل ولم نستوعب الأمر جيدًا, فخرجنا مسرعين, فإذا بهم ملقون على الأرض.

واضاف: “الاصوات كانت عالية لحظتها, في حين كان صوت ابني غائبًا, فلم أسمع عبد الصمد ينادي, كما ابناء عمه, فأدركت ان ابني مات وغاب صوته عني للابد.

كانت الحروف صعبة حين نطقها والد الشهيد, لم يتسع لنا بعدها اكمال الحوار.

وأشار عبد الله شقيق الشهيد التوأم الى ان موت اخيه فاجعة اصابته كونه توأمه والنصف المكمل لروحه وفؤاده, موته يعني له نهاية السعادة, موضحًا أنهما كانا يستعدان للذهاب الى العمرة كونهما تفوقا في حفظ القرآن, وكان من نصيبهما الذهاب لمكة تقديرًا من اسرة المسجد لذلك، لكن الموت كان قرارا سبقهما, واخذ عبد الصمد شهيدا للعلى.

ولأن الوجع يسكن حروفه عبر عبد الله عن مأساته بالصمت, وكان الصمت ابلغ من الكلام لحظتها, فغياب شق روحه الآخر عنه بمثابة موت آخر يسكنه وهو حي.

واشار والد الشهيد الى ان الامر لم يقتصر على استشهاد ابنه, فزوجته اصيبت في القصف، ووصفت جروحها بالبالغة حيث الحروق أصابت مناطق كثيرة من جسدها, موضحا أنها بحاجة للعديد من العمليات التجميلية، وأنهم ما زالوا ينتظرون تحويلها للخارج، كما أصيب ثلاثة من ابنائه بجروح بين خطيرة ومتوسطة، منهم محمد “9 أعوام الذي توقف قلبه أثناء العملية مرتين ,إلا أنه أصر على البقاء والتشبث بأهداب الحياة.

واوضحت جدة الشهيد عبد الصمد ان رغبته بالذهاب للديار الحجازية لأداء العمرة كانت غامرة, وكانت بالنسبة له حلمًا تحقق, حيث قامت سيدة بحمل صورته اثناء ادائها العمرة بمكة المكرمة, اضافة الى رجل من اليمن كتب اسمه على ورقة ورفعها هناك، دون معرفة سابقة بالشهيد او اهله بل كان ذلك بمحض الصدفة.

وأكدت الجدة ان عبد الصمد كان الحفيد الاول لها ويسكن عندها بخلاف اخيه التوأم عبد الله, ووصفت حدث استشهاده بالفاجعة الكبرى التي أصابتهم, متسائلة.. ما ذنب هذا الطفل ليقتل بتلك الوحشية.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن