قلق إسرائيلي من انتقال تجربة سيناء إلى الجولان المحتل

الاحتلال

رأت الأوساط الإسرائيلية المختلفة، ومحللو الشؤون العسكرية، أنّ وصول عناصر “جبهة النصرة”، فرع تنظيم “القاعدة” في سورية، بالتزامن مع ازدياد حالات “انزلاق القتال” على الحدود المحتلة، يجب أن يشكل موضع قلق كبير في إسرائيل.

واعتبر محللون أن أحداث اليومين الماضيين، علامة فارقة في تحوّلات الخريطة العسكرية للقوات المنتشرة خلف الحدود في الجانب السوري من هضبة الجولان المحتلة، خصوصاً وصول “جبهة النصرة” وسيطرتها على معبر القنيطرة، من جهة، وإسقاط الدفاعات الجوّية الإسرائيلية لطائرة سورية بدون طيار اجتازت الحدود وحلّقت فوق الجولان من جهة ثانية.

ورأى المحلل العسكري في صحيفة “هآرتس”، عاموس هرئيل، أنّ “ما يحدث في واقع الحال هو تحوّل تاريخي؛ فمع أن نظام بشار الأسد نجح في السابق بإبعاد الثوار وحشرهم في جيب القنيطرة بعدما سيطروا عليها لفترة قصيرة، غير أنه يواجه هذه المرّة صعوبات كبيرة”.

ويتزامن هذا، بحسب هرئيل، مع ترك المراقبين الدوليين والقوات الدولية لمواقعهم على الحدود بعد اختطاف جنود لقوات حفظ السلام، وتهديد حياة الجنود من جنسيات أخرى.

وتعني هذه التطورات الميدانية في الجانب السوري، من وجهة نظر إسرائيل، أمرين اثنين: الأول “تبخر الوجود العسكري السوري تدريجياً، وحلول جيران جدد أكثر عداء لإسرائيل وأقل استقراراً من القوات النظامية”.

أما الأمر الثاني فهو “نهاية فاعلية نظام القوات متعددة الجنسيات، التي تم الاتفاق على انتشارها على الحدود بعد حرب أكتوبر/تشرين الأول عام 1973؛ فلم يعد بإمكان هذه القوات أن تجني فائدة كبيرة في ظل الظرف الراهنة”.

ورصد هرئيل في سياق مهام القوات الدولية، أنّه “لم يعد لهذه المهمة أي أهمية، خصوصاً وأن النظام السوري لم يعد يأبه بقرارات الإدانة الدولية لخرق اتفاق وقف إطلاق النار، مع أن إسرائيل اعتادت على تقديم الشكاوى لمجلس الأمن، ونقل الرسائل والتهديدات لنظام دمشق عبر قناة القوات الدولية”.

التطورات الميدانية دفعت أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية إلى الاعتقاد بأن سيطرة “جبهة النصرة” على المعبر لا تشكّل، حالياً خطراً مباشراً وفورياً على إسرائيل، لكون قوات المعارضة السورية غير معنية في المرحلة الحالية بمواجهة عسكرية مباشرة مع إسرائيل، خصوصاً بعدما تم إبعاد “النصرة”، (التي شاركت في السيطرة على معبر القنيطرة) عن الحدود مع فلسطين المحتلة.

غير أنّ هرئيل رأى أنّ اهتزاز وتغير خريطة القوات المنتشرة وراء الحدود يجب أن يشكل مصدر قلق كبير لإسرائيل، وخصوصاً القلق من احتمال “انزلاق القتال إلى الأراضي الإسرائيلية بواسطة القذائف الصاروخية وقذائف الهاون، والأسلحة الخفيفة”.

وما يعزز هذا الاحتمال إسقاط الطائرة من دون طيار، والتي قد تكون سورية أو بمبادرة من “حزب الله” اللبناني، بحسب هرئيل، مشيراً إلى أن سرعة التطورات الميدانية من شأنها أن تضع صعوبات أمام محاولات توقع واستشراف تأثيرها على الأمن الإسرائيلي.

وفي هذا السياق، كشف هرئيل أنّ إسرائيل اتخذت في وقت سابق تدابير لمواجهة التغييرات في الجولان، إذ تم إصلاح وترميم السياج الحدودي مع نشر أجهزة وشبكات لجمع المعلومات، كما تم نشر قوات نظامية جديدة نوعية للنشاط الميداني الجاري على الحدود.

ومع ذلك، تكمن المشكلة الرئيسة في عدم معرفة إسرائيل ما الذي ينتظرها خلف الحدود، والحالات التي وقعت فيها عمليات حدودية كانت بمبادرة من قوات الأسد وتلك الموالية له، وليس من قبل التنظيمات الجهادية.

لكن هرئيل أشار في الوقت نفسه، إلى الخطر الكامن في زعزعة قوات النظام السوري وفقدان السيطرة على محيط القنيطرة، والمخاوف من تكرار تجربة سيناء بعدما ضعفت قبضة النظام المصري عليها، وتسللت تنظيمات “القاعدة”، التي نفذت عدة عمليات بينها عملية اخترقت الحدود الإسرائيلية مع سيناء وأودت بحياة ثمانية إسرائيليين.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن