قناة إسرائيلية: عريقات دعا أبومازن لتسليم مفاتيح السلطة

صائب عريقات
صائب عريقات

كرست القناة الإسرائيلية العاشرة برنامجها واسع الانتشار “المصدر” لتجربة الدكتور صائب عريقات مع مرضه ضمن تحقيق بعنوان “يتمسك بالهواء”.

وكشف التحقيق كيف رفضت الجهات المعنية في إسرائيل إجراء عملية زرع رئة له وإنقاذ حياته.

وكشفت القناة أن عريقات الذي احتاج لعملية زرع رئة بشكل عاجل في الصيف الماضي استعد للقيام بها في مستشفى “بيلينسون” الإسرائيلي لكن نشر نبأ حول ذلك في صحيفة “يديعوت أحرونوت” حال دون ذلك.

وأظهرت أن المركز الوطني لعمليات زرع الأعضاء في إسرائيل تراجع عن موافقته على تقديم رئة لعريقات بعد موجة تحريض إسرائيلية كبيرة ومبادرة مئات الإسرائيليين لإلغاء موافقاتهم الخطية للتبرع بأعضائهم بحالة وفاتهم.

وقال معد التحقيق الصحافي رفيف دروكر بلهجة ناقدة وساخرة ضد الجهات الإسرائيلية التي أفشلت العملية الجراحية إن الأبواب سدت في وجه عريقات تزامنا مع سد أبواب المفاوضات، بحسب ما أوردته صحيفة القدس العربي نقلا عن القناة.

وروى عريقات أنه بدأ علاجه في مستشفى بيلنسون الإسرائيلي وهناك تم تسجيله في قائمة المرشحين لزرع الرئة وتم تبليغه بأن بالمكان السابع ضمن القائمة بعدما قرر الطبيب الإسرائيلي أن عريقات بحاجة ماسة لعملية جراحية وزرع رئة وإلا فإنه سيفقد حياته بعد شهور قليلة.

يمنع التبرع برئة لغير إسرائيلي

وعن ذلك قال عريقات “كنت أنتظر أن يرن هاتفي وفعلا أبلغوني بأن استعد للعملية وفي الطريق أبلغوني بأن الرئة لا تلائم جسمي ولاحقا جاء الكشف عن الموضوع في الصحيفة الإسرائيلية دون الحديث معه لإلغاء عملية الزرع رغم أن المستشفى ينفي رسميا علاقة النشر بذلك زاعما أن الموضوع مرتبط بنظم وزارة الصحة”.

ودحضت القناة العاشرة مزاعم الجهات الإسرائيلية بأن القانون يحظر التبرع بأعضاء بشرية لمن هم غير إسرائيليين، وتابعت “بعد النشر دعا وزير الصحة الإسرائيلي لاجتماع طارئ مع إدارة وزارته لكن مستشارها القضائي أقنعهم كذبا بأن القانون يحظر التبرع برئة لفلسطيني”. ولم تسعف تدخلات شخصيات إسرائيلية اعتبارية كثيرة منها رئيس إسرائيل رؤوفين ريفلين.

من جهتها انتقدت القناة العاشرة “بلادة الإحساس” والرفض الإسرائيلي، وقالت إنها كانت خطوة ذكية جدا لو تم إنقاذ حياة كبير المفاوضين الفلسطينيين برئة إسرائيلية.

كوفية عريقات في مدريد

ونوهت القناة العاشرة إلى أن كراهية الإسرائيليين لعريقات بدأت مبكرا حينما شارك في مؤتمر مدريد وهو يعتمر الكوفية الفلسطينية، ولاحقا اكتشفوا أنه مفاوض شرس يتوقف عند كل نقطة وفاصلة، وهذا ما أثار غضب الجانب الأمريكي عليه أيضا. كما نوهت القناة العاشرة أن عريقات استفز الإسرائيليين وأغضبهم يوم فضح ما قام به جيش الاحتلال في مخيم جنين خلال 2002.

وأعلنت القناة العاشرة أن فتاة من أقرباء عريقات قد توفيت في مستشفى “هداسا” الإسرائيلي وكان بوسع عائلتها التبرع برئتيها لصائب عريقات فوافق والدها لكن والدتها رفضت.

وقالت إن عريقات عبر عن خيبة أمله منها لكنه أعرب عن شفقته عليها متفهما مشاعر الأم حيال ابنتها.

رسالة حزينة

وروى عريقات قصته الإنسانية، وقال إن تراجع الجهات الإسرائيلية عن إجراء العملية الخطيرة له قد حزّ بنفسه لأنه كرس عمره من أجل فلسطين ومن أجل إنقاذ الفلسطينيين والإسرائيليين من الموت، نتيجة الصراع، وأنه تعرض هو وأسرته لتهديدات فظيعة في الماضي.

وتابع هذه رسالة حزينة لأن القضية إنسانية وقد أمضى الكثير من سنوات عمره من أجل السلام، وأبناؤه ينشطون في أطر من أجل السلام وهذا الرفض سيوظفه خصوم التسوية للقول إنظر ماذا فعل بك الإسرائيليون”.

ولاحقا اقترح الرئيس محمود عباس (ابو مازن) على عريقات السفر معه وفي طائرته للولايات المتحدة حيث بدأت ترتيبات للقيام بالعملية في مستشفى أمريكي”. وعن ذلك قال عريقات “أبو مازن إنسان عظيم فقد قلق على صحتي واصطحبني معه لأمريكا وبعد عودتي زارني في بيتي في أريحا”.

أصعب رحلة في حياتي

وقال إنها “كانت أصعب سفرة في حياتي، فالرحلة طويلة جدا وعانى خلالها من ضيق النفس. أما انتظار العملية الجراحية فهو أصعب شيء فكل الوقت تفكر في سرك ماذا سيحصل”.

وتابع “هناك في الولايات المتحدة كنت أنظر بعيون عائلتي وأرى الحزن والوجع والقلق فيها فقررت أن أخوض العملية رغم المخاطر فإن نجحت ها أنا أعود لهم، وإن فشلت أكون قد ارتحت من الأوجاع”.

كما روى عريقات في البرنامج كيف فقد القدرة على التنفس بقواه الذاتية وأنه في لحظة معينة كان يفقد 20% من الأوكسجين لمجرد رفع اليد وأنه تناول 60 حبة دواء وأربعة أمصال كل يوم.

وردا على سؤال أكد انه استعد للحظة النهاية، وأن المرض دفعه نحو زوايا معتمة فقال بسره ما طعم الحياة إذا اضطررت للتنفس بواسطة جهاز يثبت في حنجرتي؟”. وأضاف “لكنني كنت فخورا فقد أمضيت عمري جنديا لفلسطين”.

ونوه البرنامج أنه فيما كان يستعد عريقات للخضوع لعملية الزرع رزق بحفيد أسموه صائب، فقال متوددا: “الآن سيقولون جاء صائب الثاني وسيذهب صائب الأول”.

شارة النصر

وكشف عريقات ان اكتشاف المرض جاء فجأة في مطلع العام الحالي خلال قيامه بحمام صباحي حيث استصعب التنفس واستكمال الاغتسال، وما لبثت صحته أن تدهورت بعدما كان معتادا على السير كيلومترات يوميا ضمن ممارسة الرياضة.

وانتقد السلوك غير الأخلاقي الإسرائيلي، وقال إن المستشفى الأمريكي يجري عمليات زرع لمن يحتاج دون النظر لدين ولون وقومية المريض.

وعن العملية التي تم خلالها زرع رئة واحدة في جسمه قال “قبيل دخول غرفة العمليات توكلت على الله وأوكلت أمري له”.

ولفتت القناة الإسرائيلية لرباطة جأش عريقات وثقته، ولقوته وثقته الكبيرة بنفسه، وقالت إنه استيقظ بعد 24 ساعة من عملية الزرع وهو يرفع شارة النصر في إشارة لاستعادة الوعي.

وتابع “حينما استيقظت وجدت سيدة بجانبي وطلبت مني الضغط على يدها ثم طلبت تحريك رجلي وسألتني ما اسمي وبعد ساعات طلبت السير على قدمي وهذا ما حصل”.

وتشير القناة العاشرة أن عريقات نهض من العملية سريعا رغم ما تعرض له، وقد وصفه بالقول “كابدت وجعا يذيب الجبال. وكان طبيب أمريكي قد سألني ما الأصعب عملية زرع الرئة أم الذهاب للجحيم؟ فقلت: الجحيم. فقال الطبيب إنه يعرف ذلك لكنه لا يبلغ المرضى بذلك”.

ربع مليون دولار

وقالت إنه رغم النهاية السعيدة لـ «القصة» لكن عريقات ما زال غاضبا على الجانب الإسرائيلي لرفضه إجراء العملية في البلاد. وقال في هذا المضمار إنه لو طلب مسؤول إسرائيلي مساعدة طبية من الفلسطينيين لمنحوها له، لافتا لقيام أطباء فلسطينيين كبار في مستشفيات إسرائيل والعالم قدموا ويقدمون العلاج لإسرائيليين. كما انتقدت مسؤولة في المستشفى الأمريكي الذي عالج عريقات النظام الإسرائيلي وقالت إنه لا علاقة للطب بالسياسة.

أما الطبيب الإسرائيلي الذي كان يفترض أن يجري له العملية فعبر عن دهشته من قدرة عريقات على استعادة عافيته بهذه السرعة. وقال إنه نموذج لرجل قوي وناجح ومثابر حرص على القيام بالتحضيرات البدنية قبل وبعد العملية التي بلغت كلفتها 250 ألف دولار 95% منها مول من قبل التأمين الصحي الخاص به كما أكد هو بنفسه.

دولة واحدة

وتخلل اللقاء التلفزيوني حديث سياسي، وقالت القناة إن طريق عريقات وصحبه في رام الله قد وصلت الى نهاية الطريق، فأجاب “لا لم تنته. أؤمن بتسوية الدولتين ولكن ما العمل فنتنياهو لا يريد السلام. بأسوأ الأحوال سنترك للاحتلال أعباء إدارة شؤون الحياة اليومية. إذا كانوا يريدون دولة واحدة فلن يكون هناك خيار أمامنا سوى النضال من أجل مساواة بالحقوق ضمن الدولة الواحدة واليهودية لم تكن يوما تهديدا لنا”.

لكن الرئيس عباس لن يفعلها ولن يحل السلطة الفلسطينية طمعا بالسلطة والمال.

عريقات: “لا. سيفعلها، على الرئيس عباس استجماع قوته وتسليم المفاتيح للاحتلال وبدء النضال من أجل مساواة بالحقوق داخل الدولة الواحدة في هذه الحالة “. ودعا عريقات بعد تصريح الرئيس دونالد ترامب لإعادة النظر بالعلاقات مع الولايات المتحدة لأن ما يجري اليوم هو “ابتزاز” وختمت القناة العاشرة بالقول إن عريقات نجا من خطر داهم لكن العملية السياسية التي رعاها وأيدها تعاني من أزمة حادة جدا.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن