قيادي في حماس : مشعل باق في الدوحة دون نشاطات.. وغموض يكتنف مستقبله

خالد مشعل

الوطن اليوم / غزة

بينما نفت حركة حماس، أمس، بشكل قاطع أنباء طرد رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل من قطر، أكدت مصادر مطلعة لـ”الشرق الأوسط” السعودية، عن أن الدوحة لم تطلب من حماس المغادرة لكن الحركة تلمست “تغييرا في التوجه السياسي”.

وكشفت المصادر عن أنه “طلب من حماس على الأقل عدم إقامة أي نشاطات سياسية لافتة يمكن أن يفهم منها أن قطر ما زالت تدعم نظام الإخوان المسلمين، خصوصا بعد المصالحة المصرية – القطرية”.

وكان القيادي في الحركة حسام بدران الموجود في الدوحة أكد لـ”الشرق الأوسط” ، أن كل ما يثار حول تغيير مشعل لمكان إقامته غير صحيح ومحاولة لإثارة البلبلة ليس إلا، نافيا مغادرته قطر. وقال: “نحن باقون في الدوحة، لا يوجد أي تغيير”.

وفي حال مغادرة قطر، يتبقى أمام حماس 3 عواصم للانتقال إليها هي طهران أو أنقرة أو الخرطوم بعدما سقط خيارا تونس ومصر، واستبعاد الأردن وسوريا.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر في غزة لـ«الشرق الأوسط» أن القيادي الوحيد في حماس المقيم في مصر موسى أبو مرزوق غادر القاهرة نهائيا ويقيم في غزة حاليا مع زوجته وأولاده.

وكان الغموض ساد  بشأن مغادرة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بعد أنباء غير مؤكدة أشارت إلى أنه بصدد نقل مقر إقامته إلى تركيا، التي كان آخر ظهور إعلامي له في أراضيها قبل أسبوع تقريبا.

وفي حين راجت أنباء، مصدرها تركيا وإسرائيل، عن ترحيل أو مغادرة مشعل الأراضي القطرية، سارعت حركة (حماس) إلى نفي الخبر، حيث قال عزت الرشق، المسؤول في حماس لوكالة «رويترز» إنه «لا صحة لما نشرته بعض وسائل الإعلام عن رحيل الأخ خالد مشعل عن الدوحة». وأكد مصدر آخر في حماس أن مشعل لا يزال في الدوحة ولا خطط لديه لمغادرة قطر.

لكن مصادر أخرى مطلعة قالت إن بعض قيادات حماس ناقشت مثل هذا الأمر، لكن دون اتخاذ أي قرار حتى الآن. وقالت المصادر ذاتها لـ«الشرق الأوسط» إن الدوحة لم تطلب من حماس المغادرة، لكنها أشارت إلى أن الحركة لمست بعض التغيير في التوجه السياسي، وإلى أن بعض قادتها ناقشوا احتمالات مختلفة.

وبحسب المصادر ذاتها، فقد طلب من حماس، على الأقل، عدم القيام بأي نشاطات سياسية لافتة يمكن أن يفهم منها أن قطر ما زالت تدعم الإخوان المسلمين، خصوصا بعد المصالحة المصرية – القطرية.

وكانت التكهنات قد تصاعدت أخيرا بإمكانية خروج حماس من قطر بعد المصالحة القطرية – المصرية، والقطرية – الخليجية، التي استوجبت تغييرا في السياسة القطرية الخارجية، وأهمها التوقف عن دعم الإخوان المسلمين الذي تنتمي إليه حماس.

وسبق لحركة «حماس» أن نفت في سبتمبر (أيلول) الماضي أن تكون قطر تنوي ترحيل مشعل وبعض قيادات الحركة المقيمين في الدوحة، مؤكدة أنه باق وأن تمثيل الحركة السياسي في قطر لن يخفض.

إلا أن شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية نسبت إلى ما قالت إنها وكالة أنباء تديرها حماس (لم تعط اسمها) القول، أمس، إن مشعل وأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين طردوا من قطر، وإنهم في طريقهم إلى تركيا على الأرجح. وكانت مصادر في الدوحة رفضت في اتصال مع «الشرق الأوسط»، أمس، التعليق على أنباء مغادرة مشعل، واكتفت بالإشارة إلى نفي المسؤول في حماس صحة هذه الأنباء.

وسارعت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى الإشادة بما أسمته «طرد مشعل من الدوحة»، وقالت الوزارة في بيان: «ترحب وزارة الخارجية الإسرائيلية بقرار قطر طرد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس، إلى تركيا». وأضافت أن «وزارة الخارجية بقيادة وزير الخارجية أفيجدور ليبرمان تقدمت بعدة خطوات خلال العام الماضي من أجل الوصول إلى وضع تتخذ قطر بموجبه هذه الخطوة، وتوقف مساعدة حماس بصورة مباشرة وغير مباشرة».

وفي سبتمبر الماضي غادرت قطر 7 شخصيات رفيعة في جماعة الإخوان المسلمين المصرية. ويتوقع دبلوماسيون في قطر طرد المزيد من الإسلاميين هذا العام، على الرغم من أنه لم تصدر إعلانات رسمية حتى الآن.

وكانت صحف تركية قد تناولت، أمس، تقارير عن رغبة خالد مشعل نقل مقر إقامته من الدوحة إلى تركيا. وقالت الصحف التركية إن قطر تتعرض لضغوط بسبب استضافتها لحركات توصف عند الغرب بـ«حركات إرهابية».

كما ذكرت صحيفة «ايندلك» التركية أن مشعل بدأ الاستعداد إلى نقل إقامته إلى العاصمة التركية أنقرة، بعدما طالبته قطر بمغادرة أراضيها. وقالت إن هذا الأخير بحث خلال زيارته الأخيرة إلى تركيا موضوع انتقاله، خلال لقائه مع رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، ونقلت عن مصادر تركية رفيعة المستوى قولها إن القرار جاء إثر المصالحة القطرية – الخليجية أولا والقطرية – المصرية ثانيا.

وكان آخر تصريح لقيادة حماس بشأن مصير خالد مشعل، ورد على لسان إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، الذي ذكر في 30 من ديسمبر الماضي لوكالة الأناضول التركية «ما زال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطر، ولم يُطلب منه أي شيء يتعلق بإقامته أو نشاطه السياسي والإعلامي، وهذا مؤشر يدل على ثبات العلاقة ما بين قطر وحماس، وأن المصالحات العربية العربية تخدم الشعب الفلسطيني وتعزز صموده وثباته».

لكن تبدو خيارات الحركة الأخرى غير الدوحة قليلة وصعبة الآن؛ إذ يوجد أمام حماس، حسب بعض المراقبين، 3 خيارات الآن هي: طهران وأنقرة والخرطوم، خاصة بعدما سقط خياران حديثان هما: تونس ومصر، كما تم استبعاد خيارين سابقين نهائيا هما: الأردن وسوريا.

في المقابل، تظهر أنقرة بوصفها أحد أبرز الخيارات في المستقبل أمام حماس؛ إذ إن اختيار طهران سيكون صعبا لأسباب مختلفة وكثيرة، أبرزها الموقف من سوريا، وطبيعة الصراع السني – الشيعي، وسرعة تبدل الموقف الإيراني في أي تطورات لاحقة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن