كفربرعم المهجرة : احياء مهجرون وأموات مستهدفون

عرب48

الوطن اليوم

لم تتوقف مشاهد النكبة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني عام 48 عند حد التهجير والقتل والاحتلال في حينه فحسب، بل تحوّلت الى مشهد يتكرر في كل حين وآن، رياح تعصف بمن تبقى من أبناء الشعب صامدًا على أرضه ليل نهار، تتمثل بمزيد من محاولات التهجير، عبر مصادرة الأراضي وهدم المنازل ومساعي تشويه الأرض والانسان.

وخلفت النكبة عددًا كبيرًا من القرى المهجرة، والافًا من اللاجئين في اوطانهم، ممن رفضوا الرحيل الى دول الجوار، فنزحوا الى مدن أخرى داخل فلسطين نفسها، بيد أن آلة الدمار الإسرائيلية ظلت تلاحقهم بقوانين وسياسات عنصرية لم تحل دون عودتهم الى قراهم فحسب، بل عملت المؤسسة من خلالها على تشويه تاريخهم وحاولت استئصال معالم قراهم وهدمها وسعت الى تغيير معالمها.

وتعد قرية ” كفربرعم” المهجرة في الجليل الأعلى، مثالا واضحًا على السياسة التي اتبعتها الحكومات الإسرائيلية منذ النكبة وحتى اليوم، حيث ترفض عودة سكانها الذين لجأ عدد كبير منهم مدن مجاورة، وعملت على تشويه معالمها ومحاولة طمس آثارها، فيما تواصل المنظمات اليهودية الاعتداء على مقابرها، حتى لا يسلم في القرية ميت أو حي.

وفي الوقت نفسه الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى الـ67 للنكبة، اقتحمت مجموعات يهودية قرية كفربرعم ( قبل نحو أسبوع) حيث حطمت شواهد القبور، وآثار الكنيسة العتيقة يدفعهم الحقد الدفين وتجاهل السلطات الإسرائيلية لاعتداءاتهم وغض الطرف عن انتهاكاتهم.

تقول المرشدة ناهدة سامي زهرة من أبناء السكان الأصليين لقرية ” كفربرعم” إن أكثر ما يحفز العنصريين على اقتحام القرية هو صرف الانتباه عن افعالهم من قبل الشرطة، التي تبدو وكأنها معنية بهذه الاعتداءات.

وأشارت الى أن القرية تبعد عن مدينة صفد نحو 25 كيلومترًا، ” وحالها يشبه حال باقي القرى المهجرة، حيث حلت عليها النكبة ورحل أهلها قسرًا”.

وقالت إن مساحة القرية واراضيها تبلغ 12250 دونمًا، وكان سكانها يعتاشون على زارة التين والزيتون والعنب واللوز، وقد تفجرت فيها أكثر من ثلاثة عيون ماء وواد لا ينقطع، عدا عن ثلاث مدارس وكنيسة ومقبرة ومعصرة للزيتون وعيادة.

وبلغ عدد سكان القرية ابان التهجير نحو الف نسمة، وقد أقيمت على انقاضها مستوطنة ” دوفيف”.

بدوره، قال المحامي ميشيل عون ابن القرية إن الاعتداء الأخير ” يأتي ضمن سلسة اعتداءات سابقة، فهذه المره السابعة على مدار السنين الاخيرة التي فيها يقوم اشخاص غير معروفين”.

وأضاف :” دافع هؤلاء الكراهية والعنصرية، وهم مستاؤون لمشاهدة القبور المسيحية ،فدخلوا خلسة كاللصوص وكسروا شواهدها واعتدوا على حرمة الأموات، هؤلاء لا يكتفون بالاعتداء علي الاحياء انما الاموات أيضا”.

وأشار الى أن الاعتداء الأخير كان الأعنف، حيث طال 17 قبرا.

وضمن مساعي التواصل والترابط مع القرية وسكانها، شكلت الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني وفدًا لزيارة القرية، وقف على رأسه رئيس الحركة الشيخ رائد صلاح، وحظي باستقبال وترحاب الأهالي الذين تقدمهم المحامي عون.

وقال عون إن زيارة شيخ الأقصى ووفد الحركة الإسلامية يزيدنا إصرار على الصمود، ويدعم موقفنا، ويعزز الترابط بيننا، ويدفعنا نحن وباقي المهجرين بمزيد من الإرادة الى الامام.

ووقف الشيخ صلاح والوفد المرافق على اطلال القرية، وشاهدوا اعتداءات المستوطنين عن كثب، واضطلعوا على وحشية التخريب الذي طال القبور.

وقال الشيخ صلاح إن ” الزيارة جاءت لتؤكد لأهالي القرية أننا كالجسد الواحد، فنحن منكم وانتم منا، حاضرنا واحد ومستقبلنا كذلك”، مشيرًا الى انه لا يمكن ” لأي صوت نشاز ان يحدث أي تفكيك لوحدتنا، مسلمين ومسيحيين”.

وأضاف ان الزيارة ” ليست عادية، بل هي تحقيق حق لازلنا نطالب فيه وها نحن نحققه بإذن الله ولا اقول نحققه لمره واحدة فنحن على يقين ان العودة هي حق ابدي لشعبنا الفلسطيني، وان اي قرار اخر يحاول الغائه فهو باطل سواء كانت خلفيته سياسية او امنية او قانونية، فحقنا اقوى من كل قرار باطل وحقنا سيناصر على كل قرار باطل، لذلك شعبنا الفلسطيني عائد بإذن الله “.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن