كفر قاسم: تحريض دموي و6 جرائم دون فك لغزها

كفر قاسم: تحريض دموي و6 جرائم دون فك لغزها

لا يتوانى رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، والأحزاب اليمينية، عن استغلال كل فرصة للتحريض على المواطنين العرب في البلاد، وكانت كفر قاسم في المثلث الجنوبي هي المستهدفة هذه المرة، بعد مقتل المستوطن رؤؤفين شيمرلينغ، الأسبوع الماضي، في المنطقة الصناعية بالمدينة.

وسادت أجواء من الاستياء الشديد بين المواطنين في كفر قاسم بعد إعلان الشرطة الإسرائيلية عن ضبط مشتبهين في جريمة قتل المستوطن بعد أيام قليلة، بينما لا تزال ملفت 6 جرائم قتل مواطنين من كفر قاسم في طي الكتمان ودون محاسبة المجرمين منذ مطلع العام الجاري 2017.

وقال رئيس اللجنة الشعبية في مدينة كفر قاسم، الشيخ إبراهيم صرصور، إن “تصريحات نتنياهو وعصابته الحاقدة غير مستغربة، فالعرب في نظرهم متهمون حتى تثبت براءتهم، وأشك في اعترافهم حتى لو ثبتت هذه البراءة. من ناحيتنا نحن لسنا ملزمين بتقديم أي كشف حساب لنتنياهو ولجوقته من المحرضين الدمويين، فهم الملزمون بتقديم تفسيرات للجماهير العربية ولكل العقلاء في المجتمع اليهودي الذين يمقتون سلوك الحكومة ومن يقف على رأسها”.

ما رأيك بسرعة فك لغز قتل المستوطن في الوقت الذي تنتظر فيه عشرات ملفات القتل في كفر قاسم والمجتمع العربي ولم تكشف تفاصيلها ولم يعاقب المجرمون؟

صرصور: هذا الواقع يستدعي الشرطة ومن يقف من ورائها من مستويات سياسية أن تعطي إجابات واضحة حول هذا التمييز الفاضح والصارخ في تعامل “الشاباك” والشرطة مع ملفات الجرائم في المجتمعين العربي واليهودي، والذي لا يفسر إلا على أحد وجهين. الأول، تعمد الشرطة عدم بذل الجهود للكشف عن الجرائم في المجتمع العربي بهدف إغراقه في الدماء أكثر وأكثر. الثاني، تواطؤ وأقلها شبهة تواطؤ تقوم عليها أدلة متواترة لأجهزة الشرطة والأمن المختلفة مع جهات جنائية لأغراض تعرفها الشرطة.

هل ترى أن رئيس الحكومة يقصد التحريض؟ ولماذا؟

صرصور: نعم، هو يقصد التحريض مع سبق الإصرار والترصد وهو في كامل وعيه العقلي والجسدي، لا يفرق في تحريضه هذا بين عربي وعربي أو بين بلد وبلد، فالعرب في نظره أعداء سواء بسواء بما في ذلك الدروز.

منطقه في هذا التحريض حرصه الشديد على السلطة والتي يعلم جيدا أنه لن يحتفظ بها في ظل ملفات الفساد التي تلاحقه وتلاحق زوجته المصون، إلا عبر بوابة واحدة ووحيدة وهي دغدغة غرائز قطعان اليمين المتطرف التي تقتات على سموم التحريض الأرعن والعنصري ضد الشعب العربي الفلسطيني في الداخل وعبر الحدود.

هل تعتقد أن هذه الجريمة ستؤثر على كفر قاسم؟

صرصور: تابعت في الأيام الأخيرة ومنذ الكشف عن مقتل المستوطن في المنطقة الصناعية في كفر قاسم، تصريحات العنصريين من اليمين الصهيوني كعضو حزب الليكود، أورون حزان، والذي حرض بشكل دموي ضد كفر قاسم، وقد شعرت بارتياح عندما لاحظت الهجمة العنيفة من أغلبية المعلقين على تصريحاته والتي أدانته واستنكرت تصريحاته والتي تراوحت بين الطلب إليه بـ”اخرس” على الأقل لحين الانتهاء من التحقيقيات، وبين اتهامه بأقذع التهم التي وصفته بالسياسي البائس الذي يستهلك قمامة الأخبار ويعتاش منها.

نحن على ثقة تامة بأن الواقعة لن تؤثر على الحركة الاقتصادية المتنامية في كفر قاسم والتي بُنيت على أسس علمية وقناعات عميقة، ولن تكون عاصفة التحريض التي تابعناها من أوساط ضيقة في اليمين المتطرف وعلى رأسهم نتنياهو، أكثر من عاصفة في فنجان ستسجل انحدارا جديدا في سلوك هذه الحكومة ورئيسها سينضاف إلى ما قبله من تراث الحقد وثقافة الكراهية التي ستعود بالوبال عليه وعلى من يؤيده.

ما هي رسالتكم لتفادي احتكاكات ومشاحنات؟

صرصور: كفر قاسم والمجتمع العربي، من أقصاه إلى أقصاه، سيمضي في بناء حاضره ورسم مستقبله بالرغم من حفلات التحريض التي يقيمها نتنياهو بين الفينة والأخرى، لأننا نعي تماما أنه لا بديل أمامنا إلا أن نشيد قلاعنا بوعي وحكمة مستثمرين كل الهوامش المتاحة، حتى لو اضطررنا للسير بين النقاط كما يقال. مجتمعنا العربي بلغ من الوعي والتنظيم والتعبئة ما يؤهله أن يسير بخطى حثيثة نحو المستقبل متحديا بهدوء وثبات كل المخاطر، وواثقا بقدرات أبنائه على الانتصار برغم الحصار.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن