كلمة يجب أن تقال…؟

قلم

الكاتب: أحمد إبراهيم

إن قراءة بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأخير بشأن مخيم اليرموك ورفضها أي تدخل عسكري في المخيم وداعية إلى البحث عن الوسائل الأخرى لحقن الدماء لا يتم عن معرفة الأحداث والتطورات الميدانية على الأرض ولاسيما أنها في بيانها تعارضت مع تصريحات مندوبها إلى سوريا الدكتور احمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية والمسؤول عن ملف الفلسطينيين في سوريا في المنظمة .

إن الموقف الفلسطيني الرسمي منذ بداية الأحداث الجارية في سوريا كان ضبابيا وغير واضح لطرفي الصراع في سوريا ولاسيما أن الشارع الفلسطيني في سوريا يقف إلى جانب النظام من باب الوفاء لسوريا والذي دوما تعامل مع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بحكم السوري في الحقوق والواجبات ، أما على مستوى الفصائل فمنذ بداية الأحداث لوحظ انجرار فصائل في دوامة الصراع واعتبرت تلك الفصائل في الشارع الفلسطيني الشعبي أنها أدخلت فلسطينيو سوريا في دوامة الصراع في حين صمتت منظمة التحرير الفلسطينية ولن تعلن موقفا واضحا تجاه ما يجري .

وفي ابان غياب موقف المنظمة تعرض فلسطينيو سوريا في الشارع لمزيد من المعاناة السياسية فكل طرف من أطراف الصراع في سوريا يضع الفلسطينيين في موقع التخاذل والانحياز للطرف الآخر المعادي إلى أن جاء الموقف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية وعلى لسان الدكتور احمد مجدلاني مندوبا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والذي أعلن فيه الحياد الايجابي والذي أبدت الدولة السورية الارتياح لذلك وبالتالي تغيير معه التعامل مع الفلسطينيين في سوريا وأشعرهم بالارتياح وذلك بعد تهجير أهالي عددا كبيرا من مخيمات سوريا بعد سيطرة العصابات الإرهابية المسلحة والتي تلونت بالمظهر الإسلامي .

وعلى ما تقدم من توضيح بسيط للأحداث ظل مخيم اليرموك هو الحدث الفلسطيني الأبرز في الأحداث لما يمثله من رمزية لعاصمة الشتات الفلسطيني ، وتوالى معها ممارسات الإجرام والمجازر والاغتيالات لأبناء المخيم من قبل الجماعات المسلحة الإرهابية والتي استباحت المخيم واغتصبته تبعا لأجندات خارجية ولأوامر مشغلي الجماعات المسلحة الاسلاموية ، وظل الدكتور احمد مجدلاني يتابع مسؤولياته تجاه أبناء شعبه في سوريا بروح المسؤولية والحرص كونه يعرف تماما مكة وشعابها ومدركا للواقع الميداني في اليرموك ولكون هناك طرف فلسطيني مسلح في المخيم ( أكناف بيت المقدس التابع لحماس ) ظل باب تحييد المخيم من الويلات والدمار مفتوحا وسعى جاهدا للتوصل للعديد من التفاهمات والاتفاقات لتحييد المخيم عبر هذا الطرف الفلسطيني المسلح ( أكناف بيت المقدس ) والتابع لتلك التفاهمات والاتفاقات يدرك أن الدكتور مجدلاني يضع نصب عينيه تجنيب المخيم من الدمار .

ومع توالي الأحداث الأخيرة في المخيم ولاسيما بعد سيطرة عصابات داعش عليه وتصفيتها لجماعة أكناف بيت المقدس والتي سريعا ما انهارت وبدلت سلاحها من كتف إلى كتف وانتقلت من موقع المعارض المسلح إلى موقع الأطراف المؤيدة والمسلحة وصارت تقاتل في خندق الفصائل التي دخلت منذ البداية بعملية تحرير المخيم بالمفهوم العسكري .

زار الدكتور احمد مجدلاني سوريا مؤخرا والتقى في اجتماعاته مع الحكومة السورية وأكد على ضرورة حماية أبناء مخيم اليرموك وعلى ضرورة فتح الممر الآمن لخروجهم من المخيم قبل أي عملية عسكرية لتحرير المخيم من أيدي داعش والنصرة ، ولكونه يعرف تماما واقع الجغرافية في اليرموك والخريطة الميدانية للتشكيلات المسلحة داخل المخيم .

وتابع الدكتور مجدلاني لقاءاته في الزيارة الأخيرة لسوريا حيث عقد اجتماعا لجميع الفصائل الفلسطينية المتواجدة في سوريا وعددها 14 فصيلا ، وتم الاتفاق معهم على ضرورة حماية أبناء المخيم أولا قبل أي إجراء أو حل وبالفعل بمواقفه العقلانية وروح المسؤولية تجاه شعبه وتوصلت جميع الفصائل إلى اتفاقا يحمي أبناء شعبنا في اليرموك وتحريره من أيدي الدواعش والنصرة وذلك بالتنسيق والتشاور والدعم من الحكومة السورية وبالتالي شعر الفلسطيني في سوريا بدور منظمة التحرير الفلسطينية وأهميتها وارتياح كبير عند جميع الفصائل ال14 المتواجدة في سوريا ، وأعلن بمؤتمر صحفي في دمشق عن نتائج وخلاصة لقاءاته .

وما أن انتهى الدكتور مجدلاني من زيارته لسوريا حتى تعالت أصوات المغامرين في قيادة المنظمة وتنكرت فيه للجهد الكبير الذي بذله الدكتور مجدلاني ، تعالت تلك الأصوات وتباكت على اليرموك وهي لا تعرف الوقائع على الأرض وتأخذ بالحسبان الموقف الشعبي الفلسطيني في سوريا والذي جاء منسجما مع تصريحات ومواقف الدكتور احمد مجدلاني .

إن تلك الأصوات المغامرة بشعبها والتي أصدرت بيان اللجنة التنفيذية الأخير لا تنم في مواقفها السياسية إلا أن احقاء وتصفية حسابات قديمة وتكاد أن تكون شخصية بأحقادها وهي تنم عن غباء سياسي كبير على حياة شعبها في ظل آتون حرب حرقت الأخضر واليابس .

ومن الواضح أن تلك الأصوات المغامرة والحاقدة والتي عبر تاريخها لا تقبل النجاح والإبداع لأيا من أعضاء هيئاتها وهيئات المنظمة وهذا ما مارسوه بنجاح مهمة الدكتور احمد مجدلاني على المستوى الشعبي والرسمي ، وعبر تاريخها تلك الأصوات لم تكن إلا أبواق تنعق بالفشل والارتباط مع جهات تعمل على إجهاض دور منظمة التحرير الفلسطينية وإفشالها عبر ممارسة ضغوط مشغليهم .

بالختام ومن خلال الوقائع والقراءة للبيان الذي أصدرته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بشأن مخيم اليرموك والذي أعلنت فيه عن ضرورة البحث عن بدائل وخيارات أخرى والتي لا نعرف ما هي بنظرهم والتي تدل على عدم إدراكهم لواقع فلسطيني سوريا ومخيم اليرموك ، والبدائل التي يطرحونها هل تتمثل في دخول مفاوضات مع الدواعش على غرار مفاوضاتهم الفاشلة مع الكيان الصهيوني ..فيا لجنتنا التنفيذية أنت في واد وشعبك الفلسطيني في واد ..

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن