كواليس حوارات القاهرة والدوحة ؟

The leader of the Palestinian Islamic movement Hamas Mahmud Zahar speaks to the press as Arab League Secretary General Amr Mussa (unseen) listens on, in Cairo, on March 29, 2011, at the Arab league headquarters. AFP PHOTO/STR (Photo credit should read -/AFP/Getty Images)
The leader of the Palestinian Islamic movement Hamas Mahmud Zahar speaks to the press as Arab League Secretary General Amr Mussa (unseen) listens on, in Cairo, on March 29, 2011, at the Arab league headquarters. AFP PHOTO/STR (Photo credit should read -/AFP/Getty Images)

الوطن اليوم / غزة

أشاد الدكتور محمود الزهار عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” بالدور القطري في التوسط للمصالحة بين حركتي فتح وحماس.

وقال الزهار في حوار مع صحيفة الشرق القطرية إن “قطر أخذت زمام المبادرة عندما تخلفت كل الدول العربية عن التوسط للمصالحة”.

كما أشاد بالدور الإنساني الذي قامت به في اعمار قطاع غزة في كافة المجالات الصحية والاغاثية والمادية عبر صرف رواتب الموظفين والمساعدات العينية للمواطنين في القطاع المحاصر.

وتمنى الزهار تطوير العلاقات الطيبة مع المملكة العربية السعودية في جميع المجالات، مؤكدا أن القضية الفلسطينية والمقاومة في أشد الحاجة لدعم المملكة في مواجهة العدو “الإسرائيلي”.

ونفى جميع التهم الموجهة للحركة من المسؤولين المصريين وتحديدا تهمة الضلوع في قتل النائب العام، وقال إن “زيارتنا للقاهرة بعد يومين من اتهامنا بقتل النائب العام تنفي جميع التهم السابقة”، متحديا أي مسؤول مصري إثبات ذلك، ومستندا في الوقت نفسه إلى أن عودة الملف الفلسطيني لجهاز المخابرات العامة المصرية خطوة في الاتجاه الصحيح.

وفيما يخص المصالحة أكد أن “حماس” استجابت لكل شروط المصالحة ولكن عباس يناور لكسب الوقت، خاصة أنه يعلم بعدم قبوله عربيا وتخلي حلفائه عنه ووجود تمزق داخلي في حركته.

وعن علاقة “حماس” بجماعة الإخوان المسلمين في مصر، قال إن ارتباطنا بالجماعة فكري وليس سياسيا، وأن جميع قرارات الحركة من بنات أفكارها.

وإلى نص الحوار:

جرى لقاء بينكم وبين وزير الخارجية القطري سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، ثم تبعه لقاء بين وفدي حركة “حماس” وفتح.. ما الذي تم في اللقاءين؟

بالفعل هناك لقاءان، الأول لقاء وفد حماس مع وزير الخارجية القطري سعادة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وقد وضعناه في صورة مطالبنا، ثم تبعه لقاء بين وفدي حماس وفتح، والذي وافقنا فيه على تشكيل حكومة وحدة وطنية، مهمتها في الأساس تطبيق اتفاق 4 مايو 2011 في القاهرة، والذي ينص على تشكيل حكومة مهمتها إجراء انتخابات لرئاسة السلطة الفلسطينية والمجلس التشريعي والمجلس الوطني، ومهمتها أيضا أن تعيد الترتيب الإداري بين الضفة وغزة.

وفي موضوع الترتيب الإداري كان الحديث واضحا، لأنهم يطالبوننا بأن نكون على نفس برنامج عباس، ونحن لا نقبل، لأنه برنامج يقبل بأقل من 20 % من أرض فلسطين والتنازل عن الباقي، كما يعتبر التعاون الأمني مع إسرائيل تعاونا مقدسًا، ولا يؤمن بالمقاومة المسلحة، وهو ما يخالف برنامجنا، الذي لا يقبل بحدود الـ 67، وبالتالي هذه حكومة انتقالية مهمتها ترتيب البيت الفلسطيني، بناء على ما تم الاتفاق عليه.

والنقطة الثانية طلبنا من الحكومة أن تعترف بكل الموظفين الذين تم تعيينهم بعد تشكيل الحكومة الشرعية التي قادتها حماس بعد انتخابات نزيهة في 2006، وأيضا تحل مشكلة المستنكفين، وهم حوالي 70 ألفا من موظفين سابقين رفضوا العمل في قطاع غزة رغم معيشتهم في القطاع، بسبب رغبتهم في إسقاط الحكومة المنتخبة، وإفشال المجال الصحي والتعليمي وبقية أشكال النشاط الوزاري.

كذلك مطلوب من الحكومة ايضا أن تجري انتخابات “بلا برنامج سياسي ” وتعيد الرواتب لأصحاب الحقوق، وتؤسس لانتخابات مهمة في المجلس الوطني بالذات لأن المجلس الوطني هو الذي يمثل الشارع الفلسطيني في الداخل والخارج، ونقبل طبعا بالنتيجة، مهما كانت، وهذا بالطبع عكس ما فعلته منظمة التحرير، التي ذهبت إلى اوسلو واتفقت مع الجانب الإسرائيلي دون أن تستشير أحدا من الشارع الفلسطيني، وقد تم شرح ذلك للسيد وزير الخارجية القطري، ويتم النقاش حوله الآن.

وهل اجتماع الدوحة الذي جرى منذ شهرين أسس لخطة معينة بينكم وبين السلطة؟

للاسف لم يؤسس لشيء، فقط تم استعراض المواقف، وذهب كل طرف لكي يستشير جماعته، إلى أين تسير الأمور، برغم أن الأمور واضحة بالنسبة لنا.

يفهم من كلامك أن السلطة غير جادة في إجراء المفاوضات معكم..وأن ما تفعله مجرد مناورة؟

في الحقيقة هي أسوأ من مناورة، وهو كما قلت ناتج عن برنامج عباس، الذي لا يريد تحرير الأراضي الفلسطينية، ويرتضي بالحقوق المنقوصة للشعب الفلسطيني، كأن يرفض حق العودة، ويقبل بـ 20 % من مساحة فلسطين، والتي أصبحت الآن اقل بكثير من الـ20 % بعد أن اخترقها الجدار، واكلت المستوطنات جزءًا كبير منها، بمعنى أن مقومات الدولة كأرض وشعب وسلطة غير متوافرة.

ولكن لماذا يرسل عباس الوفود للتفاوض معكم طالما أنه يناور؟

هو يرسلها كي يبقى في المشهد، وخاصة في ظل عدم قبوله عربيا الآن، وتخلي حلفائه عنه، وتمزق واضح في حركة فتح، حتى داخل تيار عباس ذاته، والذي انقسم لاربعة أجنحة، إضافة إلى جناح آخر داخل فتح يقوده محمد دحلان.

وبالتالي فان فتح الآن منقسمة، وكل ما يجري هو مناورة من أجل البقاء على الساحة السياسية، في ظل متغيرات في المنطقة لا تصب في صالح برنامج فتح.

معنى هذا أن برنامجكم هو الأكثر قبولاً لدى الشارع الفلسطيني والعربي؟

بالطبع فبرنامجنا هو برنامج المقاومة الذي صمد في وجه الاحتلال، وخطف جندي في 2006، لكي يحرر1000 فلسطيني، من الذين حوكموا باحكام كبيرة، في صفقة “وفاء الأحرار”، كما صمد هذا البرنامج في كل الحرب التي شنها العدوان الإسرائيلي علي غزة.

التنسيق الأمني

ولكن يقال ان الخلاف الأساسي بينكم وبين السلطة الفلسطينية هو موضع التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل.. هل هذا صحيح؟

هذه النقطة ضمن البرنامج السياسي لعباس، وبالنسبة لنا فكل برنامجه السياسي مرفوض.

فبرنامج عباس الذي قبل بحدود 67، والتي هي 20 % فقط من مساحة فلسطين، ولا يقبل بحق العودة، ويعتبر المفاوضات مع الاحتلال وسيلة وحيدة لإنجاز الحقوق الفلسطينية، والتعاون الأمني مع العدو، وبالتالي فكل برنامجه مرفوض بالنسبة لنا.

برأيك أيهما الأكثر اعتراضا على المصالحة الفلسطينية بين “حماس وفتح”..الجانب المصري أم الإسرائيلي؟

بالطبع الجانب الإسرائيلي، الذي لا يريد مصالحة نهائيا، ولكن اذا كانت هذه المصالحة ستجعل من “حماس” تنتهج نفس البرنامج السياسي للسلطة، وتعترف بحدود 67، ففي هذه الحالة ربما تقبل بالمصالحة، وكون إسرائيل تعلم يقينا بأن “حماس ” لن تقبل، لأن تكون على نفس برنامج فتح، فهي تُبقي على هذا الخلاف.

أما الجانب المصري فهو يهتم بوحدة فتح، عكس عباس الذي لا يريد هذه الوحدة، وفي الفترة الأخيرة لاحظنا تراجع ملف المصالحة بين الضفة وغزة لدى مصر، لذا فنتمنى ان يعود الاهتمام به من جديد.

زيارة الحركة للقاهرة

منذ أيام كانت لكم زيارة إلى القاهرة وكان مستغربا أن تأتي بعد اتهامكم بالضلوع في مقتل النائب العام.. كيف تقيّمون الزيارة؟

بالفعل جاءت الزيارة بعد يومين من إعلان وزير الداخلية المصري أن “حماس” ضالعة في مقتل النائب العام المصري، ثم تبع هذا التصريح حملة شعواء علينا، لكن كوننا ذهبنا إلى مصر في هذا التوقيت تحديدا فبالتالي يعتبر هذا نفياً للتهمة ولجميع ما سبقها.

النقطة الثانية أننا شعرنا ان القاهرة تريد أن تطور علاقتها مع “حماس”، وتفتح صفحة جديدة، وهي بذلك تحقق بعض الاهداف، السياسية والاقتصادية، وخاصة أن “حماس” لم تسقط، وثبت للجميع أنه لا علاقة لنا بما يجري في سيناء.

أما من الناحية الاقتصادية ففي حال هدأت الأوضاع في سيناء سيتم فتح باب التبادل التجاري بين مصر وقطاع غزة، وحجم هذا التبادل قد يصل في عام واحد إلى ثلاثة مليارات دولار، وفي أعوام قليلة إلى سبعة مليارات دولار وهو مبلغ “ليس بالهين” للجانبين، والجانب المصري يحتاج لهذه المبالغ، خصوصا في سيناء، والتي بها كل ما نحتاجه من مواد بناء، مثل الأسمنت وغيره من المواد.

ونحن نقدر التخوفات المصرية، والمتعلقة بموضوع خروج أسلحة من غزة إلى سيناء، لكننا أكدنا لهم عدم خروج أي سلاح من غزة، لأن سلاح غزة هو سلاح المقاومة الذي يواجه به العدو، وبالتالي فمن غير المنطقي أن نخرجه من القطاع، لأننا في غزة نحتاج هذا السلاح، لندافع عن أنفسنا، في مواجهة الاحتلال، وليس العكس.

البعض يتساءل لماذا هذا التغير المفاجئ لدي الجانب المصري تجاهكم.. هل لأن جهاز المخابرات العامة عاد ليمارس دوره السابق بعد أن تم استبعاده من المشهد، أم ان هناك أمورا أخرى؟

الملف الفلسطيني منذ فترة كبيرة، في يد جهاز المخابرات العامة المصرية، وليس في أمن الدولة، أو الخارجية، أو المخابرات الحربية، والجهاز هو البوابة الذي تدخل منه القضية الفلسطينية إلى مصر، وكون الملف يعود إليه، فاعتقد أنها خطوة تصحيحية للعلاقات التي سبقتها.

فقطع العلاقة بيننا وبين الجانب المصري، خطوة غير صحيحة، واستعادتها مرة أخرى، خطوة في الاتجاه الصحيح، لأننا اذا اختلفنا أو اتفقنا، فالمفروض أن يبقى الحوار هو الأساس، الذي به نستطيع ان نصل لاتفاقات في الحدود الدنيا، ان لم نستطع تحقيق الغاية الكلية.

التعاون في سيناء

يقال انه طلب منكم التعاون في ملف سيناء ومواجهة الجماعات المسلحة هناك؟

غير صحيح، ولم يطلب منا أبداً هذا الأمر، وانا شخصيا أؤكد انه لم يكن بيننا وبين الجانب المصري أي تعاون أمني من قبل، لأن تعاوننا في أمنهم، إنقاص من قدرات الجانب المصري، وهذا الأمر ليس في منهجنا.

المطالب المصرية

اذاً ما الذي طلبته منكم مصر في مقابل عودة العلاقات؟

هم طلبوا منا أن نتحدث للشارع المصري بما نريد، ليتم تصحيح المسار السابق، وأعني بذلك رفع الحذاء، في الإعلام ضدنا، واتهامنا بفتح السجون، واتهامنا بما لم نفعل، وغيره مما قيل عنا.

الأمر الآخر قالوا اذا تحسن الوضع الأمني في سيناء، لا مانع من الدخول في تبادل اقتصادي مشترك، وكما قلت هذا التعاون ربما يصل في مرحلة مقبلة، إلى 7 مليار دولار، وهذا مبلغ كبير، واعتقد أن الجانب المصري يحتاجه.

فيتو إسرائيلي للمصالحة

وهل من الممكن أن يكون هناك “فيتو” إسرائيلي على عودة العلاقات بينكم وبين مصر؟

لا أتوقع ذلك، لأن توجهات الجانب المصري تخدم الأمن في المنطقة، فصفقة “وفاء الأحرار” كانت برعاية مصرية، وجميع الحروب التي شنها الاحتلال على غزة، انتهت باتفاقات في القاهرة، كما ان الجانب الإسرائيلي في موضوع المعابر لا يمانع من فتحها، لكن الذي يرفض هو محمود عباس، وحيث ان الجانب الاسرائيلي يرى أن غلق المعابر يؤدي لانفجار الوضع داخل القطاع، وبالتالي هو يؤيد هذه العلاقات، ولا يمانع في أن تكون هناك علاقة سوية بيننا وبين الجانب المصري.

يقال ان مصر طلبت منكم فك الارتباط بينكم وبين جماعة الإخوان المسلمين؟

هذا غير حقيقي.

لكن بعد زيارتكم مباشرة تمت إزالة صور الرئيس مرسي من على الجدران في غزة، كذلك صرح القيادي في “حماس” خليل الحية بأن الحركة لا ترتبط بالاخوان في مصر..وهو ما فهم على أنه استجابة لمطالب الجانب المصري بإنهاء علاقتكم بالإخوان..؟

اولا لم تكن هناك صور للرئيس مرسي معلقة في قطاع غزة، ثانيا في هذا التوقيت تحديدا كانت الذكرى الـ 12 لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين، وكعادة الناس في هذه المناسبة أن ترفع صور الشيخ ياسين، وبعد انتهاء المناسبة تزيلها، من على الحوائط والجدران،

لكن هناك مجموعات على ما يبدو تريد تعكير العلاقة بيننا وبين مصر، فادعت أننا ازلنا صور مرسي بينما لم تكن هناك صور للرئيس مرسي أصلا، وكذبوا هذه الكذبة، وللاسف البعض صدقهم في ذلك، لكن أنا اؤكد لك انه لم تكن هناك صور للرئيس مرسي مرفوعة في غزة.

علاقة حماس بالإخوان

هذا يجعلني أسالك عن علاقة حركة “حماس” بجماعة الإخوان المسلمين في مصر.. هل هي فكرية أم سياسية وتنظيمية؟

العلاقة بيننا وبين الإخوان، هي علاقة منهج، هذا المنهج يتطابق مع ما جاء في القرآن والسنة والنبوية، من تعليم وأوامر، من ناحية السلوك والتربية، كأن نلتزم بديننا، ونحفظ كتاب الله، والأربعين النووية، ونذهب إلى المساجد، وهذا لا يعني أننا نتلقى أي أمر من جماعة الإخوان المسلمين، فكل قراراتنا تخرج من الداخل، وبالتالي فان إرتباطنا بالجماعة إرتباط فكري وليس سياسي.

وعلى الجميع أن يعلم تماما أننا لا نأخذ إذنا من أحد، في كل تحركاتنا، وأنا هنا أتساءل هل أخذنا إذنا من الإخوان في خطف الجندي؟، أو الانتفاضة، أو نحارب إسرائيل ام لا؟ وأتحدى أن يثبت أحدا أننا اخذنا أوامرنا من الإخوان، فكل ما سبق لم نأخذ فيه إذنا من أحد.

وما نقوله في هذا الصدد قاله الإخوة في الأردن، قالوا اننا ننتمي للإخوان فكريا، وليس سياسيا، وهذه هي رؤيتنا في الأساس.

فهناك أفراد ينتمون للشيوعية في مصر، هل يعني هذا انهم مرتبطون بالحزب الشيوعي الدولي؟، وهناك علمانيون، هل يعني هذا أنهم تابعون لليبرالية الدولية؟، فهناك فارق بين الارتباط الفكري والسياسي.

العلاقات مع السعودية

زار رئيس المكتب السياسي لـ “حماس ” المملكة العربية السعودية.. فيما اعتبره مراقبون إعادة للعلاقات بين المملكة والحركة..إلى أين وصلت هذه العلاقة؟

“حماس” سياستها معروفة للجميع، هي تريد علاقة سوية مع كل الأمة الإسلامية، باختلاف أعراقها، وقومياتها، ومذاهبها، فمقومات أمتنا تعتمد الإسلام ولا تعتمد القومية.

وبالتالي نحن نتمني أن تكون علاقتنا بالمملكة العربية السعودية جيدة، ونسعى لزيارتها، لكي نحسن العلاقة بيننا، برغم أنه لم تكن بيننا وبينها في يوم من الأيام أي مشاكل تذكر، كما أننا حاليا في أشد الحاجة لدعمها في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

وعن العلاقات مع الشيعة فنحن لا نلعب على وتر التفرقة ان هذا سني وهذا شيعي وهذا كردي، فعلاقتنا مع الجميع أنهم مسلمون ونريد أن تكون علاقاتنا مع الجميع جيدة وبكل مكونات الأمة الإسلامية، وكما قلت نريد أن تكون علاقتنا مع المملكة العربية ممتازة ونسعى لذلك بكل جد لتحسين علاقاتنا معها وتطويرها، كما نسعى لزيارة المملكة لأننا في أشد الحاجة لدعمها المتواصل كما أننا في حاجة لدعم كل الدول الإسلامية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

لكنا زيارة السيد خالد مشعل اعتبرت أنها بداية لتحسن العلاقات..كما أن المملكة أفرجت عن بعض مسجوني الحركة؟

هي كانت زيارة عمرة وتهنئة للملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله، بتسلم الحكم، وفي الحقيقة الزيارات مطلوب أن تتكرر وتنتهي بتطوير العلاقات، وهذا ما ننشده ونسعى إليه.

لكن لم يحدث أي جديد في العلاقات؟

لا لم يحدث حسب علمي أي جديد.

التدخل الإيراني في المنطقة

ما وجهة نظر حماس في تدخل إيران في المنطقة العربية؟

في الحقيقة الذي يجمعنا مع إيران فقط هو أنها ضد إسرائيل وأنهم يقسمون على ذلك، فعلاقتنا مع إيران، لا تسمح لهم ولا لنا أن نحدد سياستها ولا هم يحددون سياستنا تجاه القضايا، فليست علاقة آمر بمأمور، وبالتالي فالتقاؤنا معهم التقاء مصلحة مشتركة وعدو مشترك احتل أرضنا، فمن مصلحتها أن تكون إسرائيل ضعيفة ومن مصلحتنا أيضا، فهم يقولون إننا نكره هذا العدو من منطلق عقدي لا سياسي فهل لنا أن نشق عن قلوبهم، فوجدنا أن هذا من المصلحة، ولكن هذا الدعم تراجع الآن. وهل لو جاءت فنزويلا وقالت سنساعدكم نقول لها لا؛ لأنكِ من امريكا اللاتينية!

والذي يظن في المنطقة العربية والإسلامية أنه بعلاقته الطيبة مع إسرائيل سيحميها من عدوان إسرائيلي فهو مخطئ، فانظر إلى الدول العربية التي ضربت من إسرائيل، فهي مشروع عدواني وجسم غريب، وليس لهم حق في أرضنا، وبرنامجنا إزالة الاحتلال الإسرائيلي وهذه القضية موجودة في آخر سورة الإسراء، ووعد الآخرة بزوال إسرائيل.

وماذا عن علاقتكم حاليا بالنظام السوري؟

الحقيقة هي مقطوعة الآن تماما.

أيضا ما هي وجهة نظركم فيما يفعله “حزب الله” في تدخله في سوريا واليمن؟

نحن ندين تدخله في سوريا بكل شدة، ولا نتحمل وزر أخطائهم، أما ما كان من وقوفنا معه فحينما كان مقاوما لإسرائيل في الضاحية الجنوبية، لأن معيارنا هو المصلحة ومقاومة إسرائيل.

على ذكر حزب الله سلاح حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، لمن يوجه؟

أنا أتساءل لمن وجهنا سلاح المقاومة في العالم كله سوى للعدو الإسرائيلي، فهل حربا مع أحد غيره؟، وهل وجهنا سلاحنا لغير إسرائيل؟

هل من الممكن أن يتكرر نموذج “حزب الله” معكم، وتتدخلون لمصلحة أحد؟

نحن لسنا نسخة من هذا الحزب ولن نكون، فلدينا قضية واضحة وهي مقاومة الاحتلال واسترداد الأرض المغتصبة، فنحن نحاسب على تجربتنا وأفعالنا وأقوالنا فقط.

تعرض قطاع غزة لأكثر من عدوان غاشم.. أود منكم أن تصفوا لنا الوضع الإنساني في هناك؟

بداية نحن لسنا متسولين، نحن حركة مقاومة محترمة تضحى بالنفس، فنحن لا نأخذ الاموال لنشتري بها خمرا بل سلاحا لندافع به عن أرضنا وحرائرنا وأقصانا، ونحن جزء مكمل للضفة الغربية المقاومة فهناك ثلاثة حصارات علينا.. حصار تفرضه إسرائيل، وحصار تفرضه الجغرافيا السياسية من حولنا، وحصار يفرضه عباس ظنا منه أنه بذلك يستطيع أن يسقط برنامجنا امام الشارع، وهذا ما فشل فيه فشلا ذريعا، فالمساعدات متروكة لضمير من يساعد أما أنه ينتظر ثمنا فليس لدينا ما نقدمه له.

والحصار على غزة شامل اقتصاديا وصحيا وعلميا واجتماعيا، فهناك مرضى لا يستطيعون السفر للعلاج وطلاب لا يستطيعون السفر للتعليم، وتقطع الرواتب وتأخذ الاموال من الجامعة وتنفقها على فتح في الضفة فقط، فهناك سرقة واضحة، كما أن إسرائيل تحاصرنا بحرا وتمنع حتى الصيادين فطال الزراعة والصناعة والتجارة والتعليم.

ما تقييمكم للدور القطري على مستوى المصالحة أو الدعم الإنساني لقطاع غزة؟

قطر أخذت زمام المبادرة عندما تخلفت كل الدول العربية عن التوسط للمصالحة، كما أخذت الدور الإنساني لإعمار غزة أيضا، فهناك مدينة حمد وهي مدينة محترمة لمن تهدمت بيوتهم، مع أننا جزء من الامة العربية كلها ولسنا جزءا من قطر وحدها؛ فلا بد لكل الدول العربية والإسلامية أن تساعدنا، فدور الدولة القطرية مقدر ومشكور، وهي شمعة تضيء في الليلة الظلماء، ونحن نحتاج مصابيح كبيرة لتضيء كل فلسطين، فالشكر لقطر أميرا وشعبا وحكومة على استضافتها للحركة ودعمها لنا ومساندتها الدائمة لغزة في كل المجالات.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن