كيف بدأت الحرب على غزة؟

غزة / الوطن اليوم

في بدايات صيف 2014 كانت كل المعطيات تدفع باتجاه مواجهة جديدة بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، خاصة بعد أن بلغ الأخير مبلغه من الغطرسة وأوغل في انتهاكاته في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة والقدس.

على الصعيد السياسي رفضت “إسرائيل” تنفيذ الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى كما كان متفق عليه مع السلطة الفلسطينية، مما دفع الأخيرة إلى التوقيع في مطلع أبريل/نيسان على طلب الانضمام إلى 15 منظمة ومعاهدة دولية في الأمم المتحدة، ووقعت في 23 من الشهر ذاته اتفاقا للمصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

بينما على الصعيد الميداني، خُطِف ثلاثة مستوطنين في الخليل في 12 يونيو/حزيران وبدأ الجيش الإسرائيلي في أعقابها حملة عسكرية واسعة، قبل أن يعثر في 30 من الشهر ذاته على جثث مستوطنيه مقتولين قرب حلحول، فجرت مطالبات إسرائيلية بالانتقام.

بلغ الاحتقان ذروته مع خطف وتعذيب وحرق الطفل محمد أبو خضير من شعفاط في القدس المحتلة على أيدي ثلاثة مستوطنين في 2 يوليو وإعادة اعتقال العشرات من محرري صفقة “وفاء الأحرار”، وأعقبها احتجاجات واسعة في القدس المحتلة وداخل الأراضي المحتلة عام 1948 وكذلك مناطق الضفة الغربية.

واشتدت وتيرة الاحتقان بعد أن دهس إسرائيلي اثنين من العمال العرب قرب حيفا المحتلة، وتخلل التصعيد توتر متقطع في قطاع غزة، ليقدم جيش الاحتلال فجر الاثنين 7 تموز/يوليو على اغتيال ستة من عناصر كتائب القسام في غارة استهدفت نفقا أرضيا شرق مدينة رفح جنوب القطاع.

قوبلت عملية الاغتيال بردود للمقاومة فأعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية تحت اسم (الجرف الصامد) واستدعى الكابينت (المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر) 40 ألف جندي احتياط، فيما أعلنت كتائب القسام بدء معركة “العصف المأكول”، وأطلقت “سرايا القدس” عملية “البنيان المرصوص” لمواجهة عدوان الاحتلال.

وخلال 48 ساعة من بدء الحرب كانت “إسرائيل” شنت نحو 500 غارة على القطاع طالت 322 هدفًا، واستهدفت البنى التحتية وشبكات الصرف الصحي والكهرباء والاتصالات ودمرت 55 منزلاً واستهدفت مقرات حكومية.

وعلى مدار 51 يوما بلغت أعداد الشهداء خلال العدوان أو ممن توفوا متأثرين بجروحهم (2217) من بينهم (556) طفلاً، و(293) سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى الأطفال الذين تم رصدهم (2647) والجريحات من السيدات (1442).

وهدمت ودمرت قوات الاحتلال (31974) منزلاً وبناية سكنية متعددة الطبقات، من بينها (8377) دمرت كلياً، ومن بين المدمرة كلياً (1717) بناية سكنية. كما بلغ عدد المهجرين قسرياً جراء هدم منازلهم بشكل كلى (60612) من بينهم (30853) طفل، و(16522) سيدة.

وبينما نشر الاحتلال في حربه الخراب والدمار وأسال دماء المدنيين في بيوتهم، استبسلت المقاومة الفلسطينية في الدفاع عن أبناء شعبها، وكانت المفاجأة الأولى بحرية؛ نفذتها كتائب القسام بتجاوز مقاتليها عبر البحر وتنفيذهم عملية نوعية في قاعدة “زكيم” العسكرية التي تبعد عن القطاع 3 كيلو مترات.

واستخدمت كتائب القسام لأول مرة صاروخ محلي الصنع أطلقت عليه اسمR160  يصل مداه 160 كيلومترا حيث ضرب مدينة حيفا المحتلة في 8 تموز/يوليو، كما أعلنت عن صاروخ من طراز J80، وهو نوع جديد يصل إلى مدى 80 كيلو متر.

كما استخدمت سرايا القدس لأول مرة صاروخ من نوع براق 70 والذي سقط في مدينة “تل أبيب” المحتلة، والمفاجأة الأكبر باستخدام صاروخ من نوع إم-302 يصل إلى 150 كيلومترا وسقط في منطقة الخضيرة المحتلة، وتعتبر “إسرائيل” هذا النوع يهدد مناطق القدس وتل أبيب وأجزاء من منطقة الشمال وحقول الغاز في البحر.

في 14 يوليو ذكرت كتائب القسام أنها سيرت أكثر من طائرة بدون طيار نحو عمق “إسرائيل” بإعلانها عن تصنيعها طائرات بدون طيار (بمهام استطلاعية، وبمهام هجومية-إلقاء، ومهام هجومية انتحارية) وذلك لأول مرة في تاريخ الصراع مع الاحتلال.

وأعلنت كتائب القسام مفاجأة من العيار الثقيل في 20 يوليو عن أسر الجندي الإسرائيلي “شاؤول أرون” ويحمل الرقم العسكري (6092065) على حدود القطاع.

ولاحقا اعترف الاحتلال كذلك بفقدان آثار الجندي “هدار غولدن” خلال اشتباكات عنيفة شرق رفح، وقد رجحت مصادر الاحتلال أن يكون قد قتل خلال المعركة والتي تخللها وأعقبها قصف عنيف جدا على مناطق شرقي رفح أودى بحياة العشرات من المدنيين.

فيما نعت كتائب القسام يوم 21 أغسطس ثلاثة من أبرز قادتها العسكريين وهم محمد أبو شمالة ورائد العطار ومحمد برهوم استشهدوا في قصف إسرائيلي على منزل سكني في حي تل السلطان في رفح.

وضعت الحرب أوزارها مساء 26 أغسطس بإعلان الرئيس محمود عباس التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة ابتداء من الساعة السابعة مساء، فيما أوضحت حركة حماس أن الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة وقع على اتفاق ينهي العدوان الإسرائيلي وفق المبادرة التي قدمها الجانب المصري.

وحسب ما أعلن فإن الاتفاق يشمل وقف إطلاق النار الشامل بالتزامن مع فتح المعابر بين قطاع غزة و”إسرائيل” بما يحقق سرعة إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية ومستلزمات إعادة الإعمار والصيد البحري انطلاقا من ستة أميال بحرية.

ولتسليط الضوء على تداعيات الحرب، تعود وكالة (صفا) التي واكبت أحداث الحرب لحظة بلحظة، لتتابع عن كثب صورة الأوضاع القائمة في قطاع غزة من زواياها المختلفة بالتقرير والتحليل والحوار والصورة والقصة الصحفية في ملف خاص، ابتداء من اليوم وتستمر خلال الأيام القادمة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن