كيف تتعاملين مع مواقف طفلك المحرجة أمام الغرباء؟

كيف تتعاملين مع مواقف طفلك المحرجة أمام الغرباء؟

التعرض لمواقف محرجة مع الأطفال، أمر لابد منه، على الأغلب لا توجد أُمٌّ لم تتعرض خلال تجربتها الطويلة مع الأمومة لمواقف محرجة مع أطفالها، سواء في إطار العلاقات العائلية، أو في الشارع والأماكن العامة، وكثيرات يلجأن للعنف رد فعل منهن لتوقيف الطفل عن إثارة الشغب، وأخريات يعتبرن التجاهل هو السلاح الأقوى في مواجهة تلك المواقف، لكن يبقى دوما الطفل هو المنتصر، حتى وإن اعتقدت أمه أنها الأقوى.

بين الكوميديا والإحراج وما يعتقده الناس”عدم تربية”، تتلخص مواقف الأطفال، في إحدى مجموعات الأمهات، كتبت إحداهن تحكي عن طفلها ذي العام وبضعة أشهر، الذي لا يحب أبدا أن يأكل نوعا معينا من الجبن، وبينما هي تجلس مع جارتها وتحكي عن ذلك، فوجئت بطفلها يأكل نوع الجبن ويتعارك مع طفل الجارة، لأنه أكل القطعة الأخيرة “وجدت نفسي عاجزة عن الرد، فقد كنت للتو أشكو من شهيته الضعيفة”.

مرآة سلوكيات الأبوين

أكثر ما يزعج الأمهات هو أن توصف الأم بالفاشلة في تربية طفلها وتعليمه السلوكيات الحميدة، بل وينسب إليها كل تصرف غير لائق يقوم به الطفل، بزعم أن الأطفال لا يكذبون ويقلدون الأبوين ببراءة ودون وعي.

للطعام مواقف كثيرة، سواء كان مع العائلة أو في المطاعم، بخلاف حالة الإزعاج التي تحدث في المطاعم أثناء محاولة إطعام الطفل، وتسليته وإلهائه، وكذلك فإن مواقف الطفل مع الغرباء داخل المطعم مثيرة للضحك في أغلب الأوقات، تحكي نسمة محمود عن طفلها الذي لم يتعلم من الكلام سوى جملة واحدة، أصبح يكررها في كل المواقف “طز فيك”، وحين دخلت المطعم وسألها العامل عن طلبها، كانت إجابة طفلها أسرع منها “طز فيك”.

أما طفلا وفاء، فقد اعتادا هواء المعدة بصوت عال، ولا ينسيان أن يدعوا لأنفسهما بالصحة والعافية، وتتعرض وفاء لنظرات الرفض والاشمئزاز من المحيطين، وكأنها هي من قامت بذلك السلوك غير اللائق.

في الوقت الذي تحاول فيه النساء المجاملة والإطراء بلطف، يعرضهن الأطفال لمواقف محرجة، مثلما حدث مع منال وطفلتها التي تبلغ أربعة أعوام، حين زارت مع عائلتها أحد المطاعم الشهيرة في مصر، فوجئت بها تخبر صاحب المطعم بشكوى أمها من الزحام قائلة “ماما تقول إن المكان مزدحم ورائحته منفرة والطعام سيئ”.

مواقف تُبكي الأمهات حرجا

“في السوق توقفتُ لأشتري قليلا من طلبات المنزل والخضراوات الطازجة، وقفت أختار الطماطم بعناية، لتفاجئني إحدى السيدات بسؤالها أليس الواقف هناك هو طفلك؟” تقول شيماء “التفت إلى ابني لأجده قد خلع ملابسه وظل يرقص وسط المتجر أمام الجميع”، لم تستطع شيماء أن تتحدث من هول المفاجأة، فقط أسرعت بمساعدة طفلها على ارتداء ملابسه وانسلت إلى خارج السوق كله، ومن وقتها لم تعد لذلك المحل مرة أخرى.

وتثير المناشف (الفوَط) الصحية والمنتجات النسائية الخاصة فضول الأطفال، ولكل أُم طريقة في الرد على أسئلة الطفل بشأنها، تقول إحدى الأمهات -من خلال مجموعة نسائية عبر فيسبوك- إنها أقنعت طفلها أن هذا المنتج للحماية من التعرق، فما كان من الطفل إلا أن أحضر فوطة صحية من غرفة الأم أثناء زيارة ضيف يعاني من التعرق الزائد.

7 خطوات لمواجهة المواقف المحرجة

لمواجهة هذه المواقف، ليس عليك سوى التحلي بالحكمة والهدوء، كما تخبرنا إيمان عجلان اختصاصية تعديل السلوك، مؤكدة أننا في كل الأحوال نتعامل مع طفل، والجميع يعلم ذلك، والكل كذلك لديه أطفال ويعلم مدى الإحراج الذي يتعرض له الآباء والأمهات، لكن فقط هناك بعض المحاذير التي عليك الحرص فيها عند التعامل مع أطفالك:

1- عليكِ الالتزام بقول الصدق والشرح للأطفال مهما كان الأمر صعبا، وعليكِ فقط إيجاد الصيغة المناسبة لذلك، بحسب سِنهم.

2- الاستعانة بالقصص ومقاطع الفيديو التي تشرح المواقف المحرجة التي يتعرض لها الآخرون بسبب أطفالهم، وتقديمها للأبناء بصورة مبسطة، وعليكِ فقط أن تريهم أن بعض تلك القصص تضع الآباء في مواقف صعبة، وتظهر الأبناء أنفسهم في صورة سيئة، ولأنهم جيدون عليهم أن يحافظوا على السلوك الحسن دائما.

3- هناك أحاديث لا يجب الخوض فيها أمام الأطفال، وخاصة خلافات الأزواج، والحديث عن الأقارب والأصدقاء، حتى لا يعيد الأطفال تلك الأحاديث على مسامع الآخرين في أقرب فرصة.

4- لا تقارني أبدا أطفالك بآخرين، سواء كانت مقارنة في السلوك أو المواهب والقدرات الفردية، لأن ذلك سيجعلك عرضة للاستفزاز المستمر منهم، عليكِ فقط دعمهم وتقديرهم، وتقبل إخفاقاتهم.

5- احرصي دائما أن تكوني قدوة، بسلوكياتك الطيبة على مدار اليوم، لا تُشعري طفلك أننا نقوم بتمثيلية أمام الغرباء، بل اجعلي السلوك الحسن عادة يومية تلقائية.

6- لا تنزعجي كثيرا لتناول طفلك للطعام خارج المنزل، بل تعاملي مع الموقف ببساطة ومرح، فليست كل تصرفات الأطفال محرجة، ربما يكمن الأمر أحيانا في تقديرنا للمواقف، والمبالغة في تقييم سلوك الطفل ونظرة الآخرين لنا.

7- العنف والانفعال والعصبية، ردود أفعال خاطئة تلجأ إليها الأمهات لتبدو أمام الجميع تربوية حازمة، تذكري فقط أننا لا نهدف لإرضاء المحيطين، بقدر ما نربي أطفالا أسوياء، احتضان طفلك بلطف والهمس في أذنه بتوجيهه للسلوك اللائق، رد فعل أفضل من استخدام العنف لتأديب الطفل.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن