كيف تخطط لرحلة ناجحة مع الأطفال؟

كيف تخطط لرحلة ناجحة مع الأطفال؟

يتطلب السفر مع الأطفال الكثير من الصبر والتفكير والتخطيط المسبق، وربما تعدى ذلك إلى الحاجة إلى تعلّم فنون القتال والحركات البهلوانية! ويبقى الإعداد لرحلة ناجحة هاجس الأب والأم، وخاصة إذا كانت رحلتهم الأولى برفقة أطفالهم، ومهمتنا هنا أن نسهّل عليكم الأمر ونذكر لكم بعض النصائح والإرشادات التي يُفضّل اتباعها قبل بدء الرحلة، وكذلك نعطيكم أمثلة على مدن ومعالم وأماكن ملائمة لحجز فندق مناسب لعطلات العائلة، وكل ذلك كي تتجنّبوا ترديد الجملة الشهيرة “أول وآخر مرة” في ختام رحلتكم “الشاقة” مع الصغار، كيف وأين ومتى أسافر بذكاء مع الأطفال؟

نصائح لحجز الفندق
فنادق صديقة للعائلة لبيئة سياحية مريحة

يعتمد نجاح الرحلة العائلية بشكل كبير على اختيار مكان الإقامة الذكي، ويجب أن يختار الوالدان الفندق الملائم برويّة وبعد الإحاطة بالمعلومات الكافية عنه، فالفندق الصديق للعائلة يجب أن يمتاز بالغرف الرحبة، وبعض الفنادق توفر شققا سكنية مجهزة بمطبخ لإعداد الطعام، وهذا الأمر جيد وخاصة في الإقامات والإجازات الطويلة، كما تقدم العديد من الفنادق خدمة مجالسة الأطفال، التي تمثل “إنقاذا” للأزواج الراغبين بقضاء أمسية رومنسية هادئة، واحرصوا على اختيار الفندق القريب من المعالم السياحية، فبعض المدن مثل سنغافورة تحتاج للكثير من الوقت والمال للوصول إلى المزارات الشهيرة، بينما يمكن الانتقال مشيا على الأقدام في مدن أخرى مثل اسطنبول، وتُعد الإقامة في المنتجعات الضخمة خيارا موفقا في فنادق الغردقة التي تحوي مدنا ترفيهية مائية، وبذلك يمكن أن تقضي العائلة وقتا ممتعا حتى دون الحاجة للخروج من الفندق.

كما تمتاز الفنادق في دبي وأبوظبي مثلا بالقرب من مراكز التسوق الضخمة، مما يجعلها مناسبة في أوقات الطقس الحار، كما تمتلك بعض الفنادق مولات ومتاجر خاصة وأحواض سباحة داخلية مسلية للأطفال يمكن الاستفادة منها في الحالات الطارئة.

المدن الترفيهية المائية
البحر “حب مشترك” بين الصغار والكبار

تُعد المدن الساحلية أنسب الوجهات لعطلات العائلات، فلا يختلف اثنان على حب البحر والشواطئ، وهو المتنزه والمتنفّس الأول للاسترخاء والتمتع بالهواء العليل، ومن البديهي ارتباط الإجازة في ذهن معظم الأطفال بالذهاب إلى البحر، وهنا يأتي دور الأهل في اختيار المكان المناسب بحسب الطقس والرفاهية والميزانية، فإذا كانت الرحلة في فصل الصيف فلا أروع من مدينة الغردقة المصرية للعائلات!، فهذه المدينة المطلّة على البحر الأحمر تمتاز بفنادقها ومنتجعاتها المناسبة لكافة المستويات، وهي من الوجهات منخفضة أو متوسطة التكلفة، وتُعد الحديقة المائية الترفيهية “جانغل أكوا بارك” من أفضل الأنشطة المسلية في الغردقة، كما أن الطقس المعتدل والعناية الطبية والأمان وسائل وميزات إضافية تجعل من حجز فندق في الغردقة خيارا ذكيا بالتأكيد.

أما إذا كانت رحلتكم في الشتاء أو الربيع ستأتي مدينة دبي كإختيار موفق بالتأكيد، ورغم أن التكلفة مرتفعة عن الغردقة إلا أنها تستحق ذلك وبجدارة، فهي من المدن الممتازة لسياحة الشواطئ، ولتكن إقامتكم في أحد فنادق مدينة جميرا كي تتمتعوا بدخول مجاني إلى الحديقة المائية “وايلد وادي”، هنا حيث يمكن لجميع أفراد العائلة الاستفادة من المطاعم والأسواق التي تقع على بُعد دقائق من الفنادق، مما يجعلها خيارا مثاليا للرحلات المصحوبة بالأطفال تجنبا للإرهاق والتعب، وتقدم دبي في أحيائها المختلفة فنادق مناسبة للجميع.

المدن العملاقة العصرية
التسوق والأطفال، هل يلتقيان؟

يعتقد البعض أنّ التسوق يتعارض تماما مع اصطحاب الأطفال، وقد يكون هذا الإعتقاد صحيحا بناء على تجارب شخصية سيئة، ولكن يعتمد الأمر بالدرجة الأولى على اختيار المدينة الملائمة للتسوق وكذلك التي لا يشعر الأطفال فيها بالضجر، فكل أمّ تحلم بذلك اليوم الذي يمكن أن تتسوق فيه “بسلام” دون أن تسمع تذمّر أطفالها أو بكاءهم، وهنا يمكن أن تكون العاصمة الماليزية كوالالمبور خيارا عقلانيا، فهذه المدينة العملاقة تمتلك مراكز تسوق ضخمة وممتعة، أشبه بمدن مغلقة يمكن أن يقضي فيها المرء ساعات وساعات دون ملل، فمركز التسوق KLCC الملاصق للبرجين التوأمين “بتروناس” سُيرضي بالتأكيد شغف الأطفال في مراكزه الترفيهية وصالات السينما والعروض الممتعة التي يقدمها، وهو مثالي أيضا في حالات الطقس السيء، وسيقدم خدمة ذهبية للأهل الراغبين بالتنزه ضمن مكان واحد، ودون الحاجة للتنقل المتعب، وهو خيار بديل أيضا عن زيارة الأسواق الشعبية المكتظة، فلا ننصح بزيارة أماكن التسوق في المدينة القديمة برفقة الأطفال، فغالبا ما تكون هذه الأسواق مزدحمة جدا مع درجات حرارة تتجاوز الثلاثين درجة، وكذلك تعتمد خيارات الطعام فيها على أطعمة الشوارع التي قد تكون مُضرّة وغير صحية للأطفال الغير معتادين عليها.

وهذا الأمر يختلف تماما في الأسواق الشعبية التركية، فالبازار الكبير في اسطنبول، على النقيض من كوالالمبور، يمكن أن يكون مكانا رائعا تقضي فيه العائلة أوقاتا جميلة، فهو “مسقوف” وبارد في الصيف، ويمتاز بأجواء عائلية حميمة، ويمكن التنقل بسهولة مشيا على الأقدام إلى متحف آيا صوفيا والجامع الأزرق وغيرها من المعالم الشهيرة في تركيا، ولذلك ننصح بأن يكون حجز الفندق في منطقة السلطان أحمد في اسطنبول لرحلة عائلية مريحة ومقبولة التكلفة.

الرحلات إلى الجزر
أين كان سيذهب “روبنسون كروزو” مع عائلته؟

ربما نتذكر قصة “روبنسون كروزو” ذلك الشاب الذي يجد نفسه وحيدا على الجزيرة ليبدأ حياة جديدة بمفرده، ولكن الأمر تطور الآن، وأصبح بإمكان العائلة اختيار الجزيرة المناسبة لعطلة ناجحة ومميزة، وقد يراود الأهل هاجسا مخيفا عند الحديث عن رحلات الجزر، ولكن ما لا يعرفه البعض أنّ الجزر السياحية أصبحت من أفضل وأهم وجهات السفر العالمية، وهي مناسبة أيضا للأطفال بحيث لا يضطر الوالدان للتنقل بين مدن ومعالم كثيرة للترفيه عن أبنائهم، وتُعد جزيرة لنكاوي مثلا خيارا ممتازا لمحبي الطبيعة والعيش في أحضان الجمال، فهي تمتلك فنادق ومنتجعات فخمة تشعركم وكأنكم في بيوتكم، دون الحاجة للتفكير كيف وأين سنذهب، إذ يمكن أن تنقضي الإجازة بسرعة دون أن تشعروا بها أثناء استمتاعكم بالسباحة والإسترخاء في مراكز السبا والمشي على الشواطئ الرملية والتقاط الصور.

وإذا كان الخوف مسيطرا على فكرة الجزر فيمكن ببساطة السفر إلى جزيرة جربة التونسية، فهي من أجمل وأشهر الجزر العربية والإفريقية، وتتنوع الأنشطة الترفيهية فيها والتي تشمل الإقامة في أحد الفنادق أو المنتجعات الفخمة، وكذلك زيارة المحميات الطبيعية والمدن المائية، وأخيرا التسوق في البازارات والأسواق المبهرجة والتي تعرض كل الألوان والأشكال، والسفر إلى تونس فرصة رائعة للعائلة لقضاء الأوقات المريحة مع طقس جميل وضيافة عربية أصيلة وتكلفة معقولة.

الرحلات الثقافية
لن تصبح المتاحف والآثار مملّة بعد اليوم

يُفضّل كثير من الأهالي اصطحاب أطفالهم في رحلات تثقيفية روحانية، ويسعى البعض إلى الدمج بين الترفيه والمغامرة وكذلك الإطلاع على حضارات جديدة وثقافات غنية، وقد لا تكون زيارة المعابد أو الآثار فكرة جيدة مع الأطفال، ونقصد هنا المعالم التي يتطلب الوصول إليها ارتقاء الكثير من السلالم أو عبور طرق ومسالك وعرة، عندها تصبح الرحلة “عقوبة” للصغار الذين سترتبط الرحلة في ذاكرتهم بالألم.

إلا أنه يوجد مدن قديمة ساحرة يمكن أن تخدم الأهل في هذا الموضوع، فمدينة فاس المغربية تنقلكم في رحلة إلى عالم ألف ليلة وليلة دون الحاجة للركض أو التسلق أو التعرّق، يكفي أن تأخذوا الأطفال في جولة في المدينة القديمة أو ما تُعرف ب “فاس البالي” كي يتعرفوا إلى عبق الماضي والتاريخ المغربي العريق، مع روائح لا تُقاوم وأطباق شهية من ملكة المطبخ المغربي، ورغم إزدحام الطرقات إلا أنه يتوفر دائما أماكن للاسترخاء والراحة من العناء، مثل المقاهي والمطاعم وباحات الفنادق الأنيقة في فاس.

وإذا كنتم تطمحون لشيء مختلف؛ عندها يمكن أن تكون سراييفو ضالتكم، فهذه المدينة الأوروبية الشرقية فريدة من نوعها، فهي تجمع جمال الشرق والغرب، وتنوع الثقافات والأديان، مع تاريخ طويل من الصبر والمعاناة، وبصمات إسلامية في كل مكان، واجعلوا إقامتكم في منطقة “باشجارشيا” لسهولة التنقل مشيا على الأقدام في الأسواق والمتاحف والمساجد ذات النمط العثماني، وتُعد البوسنة والهرسك قرارا عبقريا للعائلة التي ترغب بالتمتع بالطبيعة الأوروبية المدهشة بتكلفة منخفضة، فهي تضم الكثير من البحيرات والغابات والجبال والمراعي التي سيحبها الأطفال، وكذلك المدن الهادئة الغير مزدحمة.

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن