لا أعرف من أين أو كيف أبدأ بسرد مشكلتي

اريد حلا

لا أعرف من أين أو كيف أبدأ بسرد مشكلتي
انا شاب . . – أو أتمنى أن أكون كذلك – فلم اتعد الأربعين عاما بعد ولكنني أشعر انني كهل
يقولون أنني وسيم وأن شخصيتي مؤثرة ولكنني أشك في ذلك
ربما كنت كذلك في مرحلة سابقة من حياتي أما الآن فلا أعتقد ذلك إطلاقا
لظروف تتعلق بالتربية والبيئة التي تعايشت معها لا يسعني ذكرها في هذا المقام
كنت في غمرة شبابي أحس بغرور طاغي أثر على سلوكي وعلى علاقاتي مع الآخرين
وخاصة تلك العلاقات مع الجنس الآخر
فقد كنت أُشعر أي فتاة تحاول التقرب مني أو حتى التلميح بفضولها تجاهي بأنها واهمة
فأنا هدف صعب . . لا يمكن لأي انثى ان تتمنى امتلاك ولو جزء بسيط من وجداني
مما جعلهن ينفرن مني ويستغربن من غرابة أطواري . . ولم يكن لذلك أهمية تذكر عندي
من أجل ذلك لم أنجح بإقامة أي علاقة حقيقية مع أي فتاة قبل الزواج
نعم . . فقد تزوجت بطريقة تقليدية من فتاة لم أعرفها مسبقا
فهي غحدى القريبات لصديقة أمي . . التي كانت لها نظرة ثاقبة في اختيارها
فهي – زوجتي – أمرأة جميلة وذكية ومثقفة . . ناهيك عن أناقتها وبهاء طلتها
ولكن هذا لم يمنع من ان يكون تعاملي معها جافاً ومتعالياً
على الرغم من محاولاتها الدؤوبة لكسب ودي والسعي لإرضائي بشتى الوسائل
فقد كانت طيبة جدا وبريئة . . . اما أنا في تلك الأيام كنت قاسي القلب لا أنظر
الى الحياة الا باتجاه واحد دون أن يرمش لي جفن
اصبحت حياتنا باردة خالية من الروح . . تقتصر على الحقوق والواجبات الزوجية فقط
على الرغم من محاولتي اصطناع الدفء وتمثيل دور الزوج المثالي أمام الآخرين
في أحد الأيام الصاخبة قبل سبع سنين الذي لن أنساه ما حييت . . تلاشى كل شيء
فقد تعرضت في ذلك اليوم لحادث سير كسرت فيه ساقي اليمنى كسرا مضاعفا
وأصيبت عظام ساعدي الأيسر بشروخ مؤلمة
وبت لا أقوى على ممارسة حياتي الاعتيادية ألا بشق الأنفس
كان لزوجتي دورها الفاعل في تجاوز هذه المحنة فقد كانت مثالا يحتذى للوفاء والأخلاص
فأسبغت علي من عطفها وحنانها ورفعت معنوياتي ودعمتني دعما جزيلا . . الى أن تماثلت للشفاء
التام وعاودت عملي في وساطة العقارات والأراضي بهمة وحماس
ومنذ ذلك الحين احسست بأني شخصا جديدا بكل معنى الكلمة
اصبح الحب الوئام عنوانا لحياتي الأسرية وحياتي العملية بشكل عام . . وأردت رد الجميل لزوجتي
باي شكل من الأشكال وبشتى الوسائل الممكنة
صرت لا أرفض طلبا لها مهما صغر أو كبر . . اشتريت لها المجوهرات . . وفاجئتها بسيارة
جديدة من الوكالة . . . واشتريت لها شقتين وقطعة أرض سجلتهم بإسمها في دائرة الأراضي
ومع مرور اليام لاحظت أن زوجتي تغيرت كثيرا . . فقد أصبحت نزقة وبت أجد صعوبة في
إرضائها . . ولاحظت ايضا أنها أصبحت تعاملني كطفل . . فتتركني بالساعات وحيدا في المنزل
اعتني بالأولاد وهي تتسامر مع صديقاتها في أحد المقاهي يحتسون القهوة ويستنشقون دخان
الأرجيلة التي أمقتها بشدة وأمقت الأماكن التي تسمح للناس بأن يتعاطونها
اشعر الآن انني بقايا رجل
لا استطيع الاستمرار في هذه الحياة الرتيبة . . ولا أملك العودة الى سابق عهدي الحافل
بالمواقف السلبية والشخصية المتعجرفة
قبل أسبوع نجحت وساطتي في بيع عقار صعب كانت له مشكلة مع الورثة واكثر من
مشكلة مع الأمانه مما حدابشريكي أن يمدح أسلوبي في الوساطة بإعجاب وحماس شديدين
ابتسمت ابتسامة مبهمة . . لم يفهمها هو . . ابتسامة تعكس ما يشتعل من حرائق في داخلي
ابتسامة دمية منهكة . . . عبثت بها طفلة ساحرة

Share on facebook
Share on twitter
Share on telegram
Share on vk
Share on whatsapp
Share on skype
Share on email
Share on tumblr
Share on linkedin

زوارنا يتصفحون الآن